خطوة نوعية- الأسرى يشرعون بعصيان وتمرد على قوانين إدارة السجون
نشر بتاريخ: 28/09/2011 ( آخر تحديث: 28/09/2011 الساعة: 14:41 )
رام الله- معا- شرع الأسرى في كافة السجون الإسرائيلية اليوم الأربعاء بإضراب مفتوح عن الطعام، احتجاجا على الإجراءات العقابية التي تفرضها عليهم إدارات السجون الإسرائيلية.
وقال وزير شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع، في تصريح صحافي وصل "معا" نسخة عنه إن "الأسرى بدأوا بعصيان شامل وتمرد على قوانين إدارة السجون كخطوة تعتبر الأولى من نوعها إذا لم تستجب إدارة السجون لمطالبهم".
وأضاف "أن هذه الخطوة تتمثل بعدم الالتزام بقوانين إدارة مصلحة السجون من حيث رفض ارتداء ملابس السجن وعدم الوقوف على العدد اليومي وعدم الالتزام بتعليمات إدارة السجون اليومية".
ولفت وزير شؤون الأسرى، إلى أن أسرى الجبهة الشعبية بدأوا بإضراب مفتوح عن الطعام يوم أمس مطالبين بإنهاء عزل الأمين العام للجبهة أحمد سعدات المعزول منذ 3 سنوات، وفتح ملف العزل الانفرادي لـ(20) أسيرا ووقف عزلهم وإنهاء مأساة سياسة الموت البطيء للمعزولين الذين يقضي بعضهم (10) سنوات في العزل الانفرادي.
وأشار قراقع إلى أن أسرى سجني ريمون ونفحة بدأوا الشروع في إضراب مفتوح عن الطعام بعد أن فشل اللقاء مع وزير الجيش الإسرائيلي والذي عقد في ريمون بعد إعلان الوزير الإسرائيلي أنه لا حقوق للأسرى.
وقال قراقع إن الأسرى في بقية السجون وضعوا برنامجا احتجاجيا متدرجا يتمثل بالإضراب عن الطعام ثلاثة أيام في كل أسبوع هي: الأربعاء والخميس والسبت في المرحلة الأولى، وإذا لم يتم التجاوب مع مطالبهم سيواصلون إضرابهم المفتوح عن الطعام.
وذكر أن أسرى سجن شطة شرعوا بالامتناع عن الخروج إلى زيارات الأهل ولقاء المحامين بعد أن حاولت إدارة السجن تقييد أيديهم وأرجلهم خلال الزيارات، كما شرعوا بإعادة وجبات الطعام احتجاجا على ذلك.
ولفت إلى أن الوزارة بصدد اتخاذ خطوات تضامنية مختلفة مثل مقاطعة المحاكم الإسرائيلية وجهاز القضاء الإسرائيلي، ووقف الزيارات للأهالي وغيرها من الخطوات والفعاليات الجماهيرية. داعيا الجميع إلى تحمل مسؤولياته الوطنية بالوقوف إلى جانب الأسرى القابعين في سجون الاحتلال.
من ناحيتها، قالت وزارة الإعلام الفلسطينية إن "معركة" الأمعاء الخاوية" التي يخوضها اليوم الأسرى في سجون الاحتلال "محاكمة مفتوحة لدولة ترعي الإرهاب المنظم، وتمعن في امتهان الكرامة الإنسانية لأسرانا وأسيراتنا، وتشن عليهم حرباً بلا هوادة وراء القضبان وفي الزنازين".
واعتبرت الوزارة إضراب الأسرى طرقاً على جدران الصمت العالمي، الذي يقفل سمعه ويغض بصره ويوقف لسانه عن معاناة آلاف الأسرى وعشرات الأسيرات، الذين شرعوا اليوم في حرب الجوع لأجل الكرامة، وانتقاص الحقوق، والتنكيل، والتفتيش العاري، والحرمان من مواصلة التعليم، والنقل التعسفي، وشتى أصناف القهر، والتنكيل المفتوح.
وحثت الوزارة كافة مؤسسات المجتمع الدولي الحقوقية، والتي ترفع شعار حقوق الإنسان، على إجبار الاحتلال بسجانيه ومؤسساته التي تشرع التعذيب والإرهاب ضد أسرانا، لوقف امتهان كرامة أسرانا وأسيراتنا، وحرمانهم من أبسط حقوقهم، والسعي لإطلاق سراحهم دون قيد أو شرط أو تمييز أو مراوغة.
ودعت "الإعلام" الجماهير والمؤسسات على اختلافها، إلى الالتصاق والتلاحم مع هذه القطعة الغالية من أجسادنا (الاسرى)، التي يؤلمنا استمرار انتزاع حريتها، واحتجازها في ظروف تشطب كرامة الإنسان، وتُعري كل القيم، وتُتحلل من كل المواثيق الدولية.
كما طالبت الوزارة وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية على منح أسرى الحرية الحيز الذي يستحقونه من الاهتمام، فهم ليسوا قُطّاع طرق، ولا مروجي مخدرات أو غاسلي أموال، كما لم يرتكبوا جرائم مخلة بالشرف والأمانة، أو يخالفوا قواعد المرور، بل ناضلوا لأجل حرية وطنهم، وهو الحق الذي كفلته كل الشرائع والمواثيق الدولية.
وجددت الوزارة دعوة العالم بسياسييه وبرلماناته وحكوماته ومؤسساته، للتوقف عن قصر النظر والتعامي، فلا يتذكر غير وجود أسير إسرائيلي في غزة اسمه "جلعاد شاليط"، ويُنظم لوالديه كل المؤتمرات الصحافية، والجولات المكوكية في العالم وفي مقار منظماته الحقوقية والسياسية، ويسقط عذابات آلاف الأسرى من فلسطينيين وأشقاء عرب يتجرعون ظلام القيود ورطوبة الزنازين، وتهاجم إنسانيتهم بمنتهى الوحشية.