فياض: نهج المقاومة السلمية والصمود شكل عنوان التصدي لإرهاب المستوطنين
نشر بتاريخ: 28/09/2011 ( آخر تحديث: 28/09/2011 الساعة: 17:10 )
رام الله- معا- ركز رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض، في حديثه الإذاعي الأسبوعي، على الطابع السلمي الذي اتسمت به التحركات الشعبية التي رافقت انطلاق أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، وأثناء خطاب الأخ الرئيس أبو مازن، والتي تعكس مدى الوعي وعمق الالتزام الوطني لأبناء شعبنا وتمسكهم بالمقاومة السلمية في مناهضتهم للاحتلال والاستيطان، وقال "لقد أظهر الطابع السلمي للتحركات الشعبية التي رافقت انطلاق أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة وأثناء الخطاب الذي ألقاه الأخ الرئيس أبو مازن أمامها، مدى الوعي وعمق الإلتزام الوطني لأبناء شعبنا وتمسكهم بالمقاومة السلمية في مناهضتهم للاحتلال والاستيطان، الأمر الذي استرعى تقدير كل المناصرين لقضيتنا وحقوق شعبنا الوطنية، وما يحمله ذلك من دلالات في معركة الصمود والاستقلال الوطني".
وأضاف "لقد نجح شعبنا وبجدارة في عدم الانجرار إلى دائرة العنف، وحسم من خلال هذا الموقف التزامه التام بالمقاومة الشعبية السلمية اللاعنفية كمنهج ومكونٍ رئيسيّ من الاستراتيجية الوطنية التي ترافقت مع جهود السلطة الوطنية خلال العامين الماضيين لبناء مؤسسات الدولة، ورفع كفاءتها وقدرتها على تعزيز صمود المواطنين في معركة الاستقلال الوطني".
وأكد رئيس الوزراء على أن شعبنا نجح في تأكيد حرصه والتزامه بالمقاومة الشعبية السلمية في مواجهة المستوطنين الذين يتربصون بحياة أبنائنا وممتلكاتهم ومصادر رزقهم، وقال: "مثلما تمكن شعبنا ونجح باقتدار خلال العامين الماضيين في إبراز مشهد الصراع بين شعبٍ مصمم على البناء وترسيخ ثقافة الحياة، وبين الاحتلال وطغيانه وظلمه ومحاولات تدميره لعناصر الحياة ومصادرتها، فإنه ينجح اليوم أيضاً في تأكيد حرصه على الالتزام العميق باللاعنف وبالمقاومة الشعبية السلمية كما جسدتها ساحات وميادين بلادنا وكل أماكن تواجد شعبنا، وهم ينشدون الحرية والبناء والحياة في مواجهة المستوطنين الذين يتربصون بحياة أبنائنا وممتلكاتهم ومصادر رزقهم"، وأضاف "هذه هي رواية شعبنا لمعاناته وطموحاته، بل وأيضاَ لإصراره على التمسك بحقه في الحياة حراً كريماً في كنف دولة مستقلة كاملة السيادة على حدود عام 1967".
وأشاد فياض بوعي شعبنا وتحليه بروح الانتصار والشجاعة، مؤكداً على أن المقاومة السلمية، والجهد لاستكمال البناء لإقامة الدولة، شكلا رافعتين أساسيتين في استراتيجية النهوض بالتحرك السياسي الذي تقوده منظمة التحرير الفلسطينية نحو تحقيق الحرية والاستقلال والعودة، وقال: "نعم، لقد اختار شعبنا، وبوعي، نهج المقاومة الشعبية السلمية، وتحلى بروح الانتصار والشجاعة، والقدرة على النجاح وتحقيق الجاهزية والجدارة رغم كل الصعاب، حيث شكلت المقاومة السلمية والجهد لاستكمال الجاهزية الوطنية لإقامة الدولة رافعتين أساسيتين في استراتيجية النهوض بالتحرك السياسي الذي تقوده منظمة التحرير الفلسطينية نحو تحقيق أهداف شعبنا في الحرية والعودة والاستقلال، وسيظل هذا نهجه حتى وصوله بمشروعه الوطني إلى نهايته الحتمية المتمثلة في إنهاء الاحتلال وإنتزاع حقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة. وأضاف "لم يعد مقبولاً، وقد وصل شعبنا إلى هذه الدرجة من الوعي والقدرة على الإنجاز، استمرار الإزدواجية في التعامل معه ومع حقوقه المشروعة".
وأوضح رئيس الوزراء أن نهج المقاومة والصمود شكلّ عنوان التصدي لإرهاب المستوطنين وإعتداءاتهم اليومية ضد أبناء شعبنا وممتلكاتهم ومصادر رزقهم، بل ولمواجهة المشروع الاستيطاني برمته. وشدد على أن تصاعد اعتداءات المستوطنين الإرهابية في الآونة الأخيرة ضد حياة المواطنين ومنازلهم، وأرضهم، وزيتونهم، وعنبهم، في وقتٍ تستمر فيه الحكومة الإسرائيلية في عدم التصدي لهذه الاعتداءات، بل وفي عدم معاقبة مرتكبيها، بات يتطلب تدخلاً ملموساً من المجتمع الدولي لإلزام إسرائيل بقواعد القانون الدولي، وبوضع حد لهذه الاعتداءات. وقال "سيظل شعبنا مصمماً على المضي قدماً لتحقيق استقلاله الوطني وسيادته على أرضه. فبعد أن انتزعنا الإقرار الدولي بجدارتنا وبقصة نجاح شعبنا وبقدرة مؤسساتنا على العمل بكفاءة، بل وبجاهزيتها للتحول إلى مؤسسات دولة، نسعى اليوم إلى انتزاع الإقرار الدولي الفعلي بحق شعبنا في تجسيد دولتنا المستقلة على أرضه، دولة منفتحة، وينعم أبناؤها بالحرية في ظل الحكم الرشيد وسيادة القانون".
وطالب فياض المجتمع الدولي التدخل بصورة فاعلة وجادة لإنهاء الاحتلال، وتمكين شعبنا من تقرير مصيره والنهوض بدولته المستقلة، وقال "لقد آن الأوان للعالم أجمع، وقد بات يدرك أن العقبة الوحيدة التي ما زالت ماثلةً أمام إقامة دولة فلسطين هو الاحتلال الإسرائيلي، بأن يتدخل بصورة فاعلة وجادة لإنهاء الاحتلال الذي طال أمده، ولتمكين شعبنا من تقرير مصيره والنهوض بدولته المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967"، وأضاف "لقد حسم شعبنا معركة الجاهزية والجدارة وسيحقق الاستقلال والسيادة". وتابع "إلى أن يتحقق ذلك، سنواصل العمل بأقصى ما لدينا من إمكانيات لتوفير مقومات صمود شعبنا، وبقائه على أرضه".