الثلاثاء: 01/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

الكرة الكرمية ... في الإنعاش

نشر بتاريخ: 28/09/2011 ( آخر تحديث: 28/09/2011 الساعة: 20:24 )
بقلم : بدر مكي

تواجه اندية طولكرم خطر الهبوط من دوري المحترفين ، وذلك بعد النتائج التي حققتها خلال الأسابيع الأربعة الأولى من عمر الدوري ، ويدلل على ذلك جدول ترتيب الفرق الذي يتذيله السمران و الثقافي برصيد نقطي صفر ، وهي حالة لم يشهدها الفريقان معا منذ بداية مشاركتهما في البطولات التنافسية منذ انطلاقها في سبعينيات القرن الماضي.

وبالعودة الى الوراء .. كان السمران و الثقافي ... من المرشحين دوما على مراكز الصدارة لما يضمان عبر تاريخهما الطويل كوكبة من نجوم الكرة المحلية ، ويذكر عشاق الكرة الكرمية مهندس الضفة ووالد الشهداء النجم الفذ عارف عوفة ... ومن بعده كتيبة اللاعبين الذين كنا نذهب لمشاهدتهم في حلهم وترحالهم وصولا إلى النجوم فادي سليم و معن جمال .. وبعدها انتقل معن جمال وانتقل معه خالد سالم .. وكأن المخيم لم يعد ينجب هذه الطينة من اللاعبين المقاتلين الأفذاذ.

ونذكر كذلك .. المايسترو محمد الصباح ورفاقه من اللاعبين الذين قدموا للكرة الفلسطينية الشيء الكثير وصولا إلى الطبال ، ابو كشك ، معاذ وأسامة الصباح .
والحق يقال .. ان عشاق الكرة الكرمية .. الذين تجد لهم امتدادا في طول الوطن وعرضه .. يتساءلون مثلي .. عن أسباب الوضع المتردي للفريقين .. وقد كان رقما صعبا .. وتحولا ألان إلى حمل وديع .. تلاقيهما الفرق الأخرى من اجل الحصول على النقاط الثلاث .

هناك جملة أسباب في مقدمتها .. عدم إقامة مبارياتها البيتية على ملعب بلدية طولكم .. وقد أصبح ملعب بلدية نابلس ملعبهم البيتي ... وقد تحول بتأكيد إلى عبء .. في النفقات و التنقلات .. كما ان اختلاف أرضية الملعب اللذان يلعبان عليه .. وهو معشب صناعيا قياسا للملعب التدريبي المعشب طبيعيا يؤثر على مردود الفريقين نظرا لاختلاف الأداء من ملعب صناعي إلى أخر طبيعي .. ويتحمل مسؤولية عدم اعتماد الملعب العديد من الجهات وفي مقدمتها البلدية التي عليها ان تسعى جاهدة بصفتها مسئولة عن توفير متطلبات نجاح كرة القدم الكرمية ، الى معالجة نواحي القصور في الملعب واعتماده من قبل اتحاد اللعبة ، وهذا ما يفسر قرار رئيس الاتحاد اللواء جبريل الرجوب بمعالجة نواحي القصور فيه لاعتماده أسوة بغيره من الملاعب .

إضافة إلى الأمور الإدارية التي كانت عالقة في مركز طولكم وتأخر حلها .. حتى قبيل انطلاقة الدوري .. مما سبب إرباكا اثر على المسيرة التدريبية للفريق و بالتالي نزوح عدد من اللاعبين عنه ، حيث كان بالإمكان معالجة الموضوع ومحاولة تجنيد المال اللازم للبقاء على اللاعبين و التعاقد مع لاعبين جدد .

.. وفي الثقافي ... فان تغيير المدريين .. وابتعاد الأب الروحي للفريق مهد الصباح عن الجوانب التدريبية قد اثر سلبا على الاهتمام بالفريق .. حيث تعودنا على الصباح كمدرب قدير يمنح الفرص للناشئة ويحسن إدارة اللقاءات .. وبالتالي تحقيق النتائج .. ولكن في الآونة الأخيرة لم نسمع عن نجم بعينه في الثقافي .. رغم ان معظم أعضاء الفريق هم من أبناء النادي .. وقد عزز بالقليل نظرا للضائقة المالية التي يمر بها النادي كما غيره من الأندية .

و الضائقة المالية التي تطرقنا إليها .. هي احد أسباب وصول الكرة الكرمية إلى ما وصلت إليه .. واذا كانت هذه الضائقة تؤرق الفرق الكرمية .. فإنها تواجه الأندية الأخرى .. وكان على الإدارتين البحث عن مصادر تمويل ووضع المحافظة و البلدة وأسرة المدينة و المخيم أمام مسؤولياتهم ..
وهناك أسباب أخرى يعرفها الشارع ألكرمي .. الذي اخذ يضرب كفا بكف .. بعد النتائج السيئة .. التي جعلت الشارع الرياضي برمته يرفض ما يحدث لأندية طالما تغنينا بها .. وكأن الانهيار لهذه الكرة في المحافظة .. سيؤدي إلى غياب كرة الفن و الإمتاع عن مسابقة العام المقبل..

ونعتقد أن فترة الاستراحة بين مرحلتي الذهاب و الإياب ، ستكون الفرصة الأخيرة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه .. وتدارك السقوط الى الهاوية التي نأمل أن لا تواجهها الكرة الكرمية .. وعلى الإداريين بذل مزيد من الجهد لإعادة الحياة لفرقها الكرمية .. قبل أن نقول .. الكرة الكرمية .. في ذمة الله .