الثلاثاء: 01/10/2024 بتوقيت القدس الشريف
خبر عاجل
غارات إسرائيلية تستهدف الضاحية الجنوبية

غزة- مشاركون يوصون بإعداد خطة تعليمية شاملة لمواجهة أي حالة طارئة

نشر بتاريخ: 29/09/2011 ( آخر تحديث: 29/09/2011 الساعة: 17:12 )
غزة- معا- أوصى المشاركون في اللقاء التشاوري تحت عنوان "التعليم في حالات الطوارئ في غزة مابين الجهوزية والاستجابة والتعافي" وزارتي التربية والتعليم الحكومي ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللجئين الفلسطينيين (الأونروا) بإعداد خطة تعليمية شاملة لمواجهة أي حالة طارئة يتعرض لها قطاع التعليم.

ودعا المشاركون إلى توفير جو آمن واستقرار جمعي لكل من الطلاب والمدرسين وأولياء الأمور حتى يستطيعوا تلقي واستيعاب وتدريس أي نوع من البرامج التعليمية أثناء حالات الطوارئ.

واتفق الحضور في اللقاء الذي جاء تنفيذه في إطار دعوة الشبكة ضمن تقليدها السنوي لأعضاءها لعقد اجتماعات في بلدانهم لمناقشة مواضيع تتعلق بالتعليم جاءت فكرة تنفيذ هذا اللقاء الموسع من ثلاثة من أعضاء ومتطوعي الشبكة في قطاع غزة، على أن قطاع غزة يعيش حالة طوارئ دائمة، تستوجب تطوير تحسين مناهجه بشكل مستمر، بالاتفاق مع وزارة التربية والتعليم في الضفة الغربية، لافتين إلى ضرورة عقد جلسات تشاورية مختلفة للبت في الخطط المُعدة.

ورحب محمد العروقي أحد القائمين على اللقاء بالحضور المميز من ذوي الشأن بالموضوع من وزارة التربية والتعليم والجامعات والمؤسسات التعليمية، لافتاً خلال كلمته الافتتاحية أن هذا اللقاء يتم تنظيمه في قطاع غزة بالتزامن مع عدد 38 اجتماعا على مستوى العالم وأن ما يميز هذا اللقاء أنه جاء بشكل موسع ليضم أصحاب قرار وصانعي سياسات على صعيد جميع المؤسسات المشاركة.

وأشار إلى أن هذا اللقاء يتم تنفيذه باشراف وزارة التربية والتعليم العالي وبرعاية الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية وبالشراكة مع مركز الميزان والمركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، كما وأكد على أن مخرجات هذا اللقاء سيعد بها تقرير يتم تعميمه على كافة المعنيين فضلاً عن ورقة الحقائق والتي تؤكد على الحق الكامل في التعليم والحماية لجميع الطلاب في قطاع غزة التي ستترجم إلى الانجليزية لنشرها عبر الشبكة لكل العالم.

كما وقام كل من يعقوب حجو وحاتم شحادة من وزارة التربية والتعليم وهم من المدربين المعتمدين في هذا المجال في بداية اللقاء بتقديم عرض توضيحي حول كتيب معايير الحد الأدنى للتعليم في حالات الطوارئ كأداة مرجعية للتخطيط والعمل في حالات الطوارئ وتحديداً الفئات الخمسة والتي تضم بين طياتها المعايير الأساسية ولقد تم مراجعة هذه المعايير وتوسيعها لتشمل التنسيق ومشاركة المجتمع والتحليل، والفئة الثانية للمعايير وهي إمكانية الحصول على التعليم والبيئة التعلميّة،والثالثة التعليم والتعلّم،والرابعة المعلمون وسائر العاملون في التعليم والفئة الخامسة سياسة التعليم، كما وأشارا إلى أن استخدام هذه الأداة وهي أحد أدوات الشبكة المعمة جداً والتي يجدر استخدامها في حالات الطوارئ لضمان تقديم خدمة التعليم شأنه شأن الصحة والمسكن الآمن والغذاء.

مدير عام دائرة الإشراف والتدريس في وزارة التربية والتعليم العالي د.خليل حماد أكدَ أن مشروع التعاون بين اليونسكو ووزارته لإعداد خطة ومنهج طوارئ بدأ التفكير فيه بداية عام2007، قائلا :" أول اللقاءات بهذا الشأن بدأت خلال عام 2007، وبعد عام فقط عقدت أول دورة تدريبية، تحت رعاية أمير قطر وتنفيذ من اليونسكو، واشترك فيها 19 مدرس".

تلك التجربة الأولى تمخضت عنها عدد من التجارب وفق د.حماد الذي أضاف :" عام 2009 بدأت الانطلاقة الحقيقية للتدريب على حالات الطوارئ واستفاد منها 100 مدير و100 مرشد و300 مدرس، وتوالت هذه التجارب حتى هذا العام إذ استفادت 22 مدرسة من البرنامج، وهو في تطوير مستمر".

ودعا د.حماد إلى استمرار التدريب لمجوعات المدرسين والنظار والمرشدين خاصة في ظل الاتفاق على إضافة سبعة مدارس جديدة لبرنامج التدريب من قبل اليونسكو ووزارة التربية والتعليم.

وأكد في اللقاء الذي ضمَ أفرادا من وزارته، ووكالة الغوث ومركز الميزان، والمركز الفلسطيني لحقوق الإنسان على أنهم أعدوا منهاج طوارئ "سيخرج للضوء قريبا".
وفي سياق متصل لفت مدير برامج التعليم في "الأونروا"، خليل الحلبي إلى بعض نتائج التدريبات المستمرة في دعم التعليم خلال حالات الطوارئ، قائلا :" فترة انقطاع الطلاب عن المدارس، كذلك فترة الحرب كانت هناك تحركات مثمرة لذلك التدريب، منها استجابة بعض المدرسين لدائرة التعليم في بناء خطط سرنا عليها في ردم هذا الشرخ في عملية التعليم".

وتابع :" درسَ طلابنا في المدارس والمساجد والبيوت، وزاد المدرسين هذه البيوت والمساجد، ناهيك عن إعدادنا لمواد تدريبية للمعلمين، كذلك تجهيزنا للأدلة التي يمكن للمدرس التعامل مع الطالب وفقها أثناء الحرب".

وأشاد الحلبي في المستوى التحصيلي للطلاب الذي ارتفع نتيجة التعامل الخاص مع ذوي المهارات القليلة من الطلاب، كذلك ضعيفي التحصيل، إضافة إلى ما لاحظوه من تحسن في مستوى المدارس من خلال مبادرة "المدارس المميزة".

وأضاف الحلبي :" ثبتنا لأجل نجاح الخطة، واستفادة الطالب 3000 معلم مساند، كذلك سهلنا المنهاج في تجربة رائدة، اعتمدنا فيها على قراءة مواضع الصعوبة في المناهج وتسهيلها"، مشيرا إلى دور الوكالة في دارسة الحالة الطبية للطلاب ضعيفي التحصيل، وتوزيعها وجبات إفطار، وقرطاسيه على الطلاب "من باب تحسين التعليم" وفق قوله.

كل من مركز الميزان لحقوق الإنسان والمركز الفلسطيني لحقوق الإنسان قدما أوراق عمل خلال اللقاء التشاوري، حيث تناولت أوراق العمل أهم الانتهاكات التي يتعرض لها التعليم في قطاع غزة، والتي أكدت وفق القوانين الدولية التي تم استعراضها ضرورة بدء العمل الجاد لوقف تلك الانتهاكات المستمرة.
الدكتور علاء مطر من مركز الميزان عرض ورقة عمل بعنوان " واقع الحق في التعليم العام في قطاع غزة" والتي أصدرها مركز الميزان خلال الشهر الجاري والتي تناولت أهم القضايا والمشاكل التي يعانيها التعليم في قطاع غزة.

ومن جهته قدم خليل شاهين من المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان ملخصاً لتقرير"الحرمان من التعليم: الانتهاكات الإسرائيلية المنظمة لحق الأطفال الفلسطينيين في التعليم" الذي أصدره المركز خلال شهر يويلو للعام الجاري.

ولفتت الدراسات إلى حاجة كل من وكالة الغوث والحكومة الفلسطينية إلى ما يزيد عن 200 مدرسة، لاستيعاب الطلاب، داعية إلى محاولة التخلص من ظاهرة "الدوام المسائي" لطلبة الإعدادية والابتدائية.

أيضاً أشارت الدراسات إلى منعَ وصول 10 أنواع المطبوعات المدرسية، ناهيك عن المشاكل التي يجب علاجها في الصحة المدرسية، كذلك في توفر المياه الصالحة للشرب في المدارس.

تخلل اللقاء أيضاً عرض لورقة حقائق حول التعليم في قطاع غزة والتي تضمنت معلومات وأرقام واحصائيات حول التعليم العام والعالي في ظل الانتهاكات المستمرة للاحتلال الاسرائيلي، حيث أعد هذه الورقة بلال الحمايدة أحد القائمين على تنفيذ هذا اللقاء حيث أكد الحمايدة على أن هذه الورقة تم اعدادها بالتزامن مع بدء العام الدراسي للمدارس والجامعات وأنه سيتم ترجمتها ونشرها على نطاق واسع بحيث تدعو المجتمع الدولي ومنظات الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية ومؤسسات حقوق الإنسان للوقوف وقفة جادة لمنع تلك الممارسات والانتهاكات التي ينتهجها الاحتلال باستهداف التعليم لضمان منح الطلاب في فلسطين حقهم في التعليم والحماية والعيش بكرامة وأمن.

وأكد الدكتور خليل حماد من وزارة التربية والتعليم إعلان اعتماد الوزارة معايير الحد الأدنى للتعليم، مما سيساهم وبفعالية في زيادة درجة الجهوزية والاستعداد لمواجعة أي كارثة أو حالة طوارئ سواء كانت طبيعية أو من صنع الاحتلال وذلك من خلال إعداد خطط طوارئ وفق سيناريوهات محتملة لحالات طوارئ لضمان تقديم خدمة التعليم لطلاب قطاع غزة في أصعب الظروف، فضلا عن مناهج الطوارئ التي أعدت خلال الفترة الماضية.