الإثنين: 23/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

خبير: الصناعات الغذائية الفلسطينية تنمو رغم المعيقات

نشر بتاريخ: 30/09/2011 ( آخر تحديث: 30/09/2011 الساعة: 12:45 )
القدس-معا- أكد الخبير في واقع الصناعات الغذائية موسى سلامة عضو مجلس الادارة في مجموعة حمودة الاستثمارية ومدير العلاقات العامة فيها ان الصناعات الغذائية الفلسطينية في القدس وباقي الاراضي الفلسطينية تنمو باضطراد وتنافس المنتجات الاسرائيلية المشابهة رغم المعيقات والاجراءات الاسرائيلية والظروف الذاتية والموضوعية في هذا المجال .

واوضح خلال لقاء الاربعاء لنادي الصحافة في القدس بادارة رئيسه محمد زحايكة وبرعاية من مقهى الكتاب الثقافي بالقدس ان نسبة التسويق للمنتجات الغذائية الفلسطينية ارتفعت من 13 % في سنة 2006الى 35% اليوم . ولفت الى ظاهرة تستحق امعان النظر فيها وهي ان نسبة الانتماء للمنتج الفلسطيني في القدس هي الاعلى من بين المحافظات الفلسطينية رغم ان السوق المقدسية مغرقة بالبضائع الاسرائيلية .

تطور مدهش في زمن قصير
ووصف الصناعات الغذائية الوطنية من المعلبات الخفيفة والسلطات وغيرها بأنها فائقة الجودة وانها شهدت تطورا مدهشا في العقد ونصف الاخير لدرجة ان بعضها يفوق المنتجات الاسرائيلية والعالمية جودة باقرار خبراء تغذية على مستوى دولي .

وشدد سلامة ان مجموعة شركات حمودة الاستثمارية التي انطلقت بالتزامن مع الانتفاضة الاولى قبل اكثر من 20 عاما اصرت وتصر على الاستثمار والصمود في القدس رغم انه خطر جدا بسبب المعيقات والعراقيل الكثيرة التي تضعها سلطات الاحتلال . واوضح ان القدس الخاضعة مباشرة لسلطة الاحتلال او المناطق المقدسية المحيطة والتابعة اداريا للسلطة الوطنية الفلسطينية لا تشجع على الاستثمار بسبب القيود والمضايقات الاسرائيلية وعدم وضوح الرؤيا بالنسبة الى مآل هذه المناطق وهناك علامة استفهام كبيرة حول مصيرها حتى الان على الاقل ؟ لذلك فان اغلب المستثمرين المقدسيين وحتى من الداخل يديرون استثمارات كبيرة في محافظات رام الله والخليل لاعتبارها مناطق آمنة نسبيا والبيئة الاستثماربة فيها متوفرة مقارنة مع مدينة القدس .

معيقات ..!
وتطرق الى بعض الاجراءات والمعيقات الاسرائيلية التي كانت مفصلية في وجه الصناعت الغذائية في القدس خاصة ، منها قرار منع دخول المنتوجات الغذائية الا عن طريق المعابر حيث كان 1-8-2006 اليوم الاول لمنع المنتجات الفلسطينيه من الوصول الى القدس ما اضطرنا الى افتتاح مكاتب وايجاد مستودعات مما زاد الكلفة والاعباء علينا خاصة وان سوق القدس يشكل 50% من انتاج الالبان في المصنع وبالطبع هذا الاجراء التعسفي طال كافة منتجات حمودة وجنيدي وسنيورة والريان من المنتجات الحيوانية من لحوم والبان ومشتقاتها ومنذ عامين تم ابلاغنا من السلطات الاسرائيلية بايقاف ادخال منتجاتنا الى سوق القدس بحجة غياب الرقابة الصحية والزراعية على المصانع في الضفة الغربية وعدم الاشراف على الثروة الحيوانية ، ولو طبق هذا الاجراء لاضطررنا الى الاستغناء عن حوالي نصف العاملين في الشركة وعددهم 120 موظفا ..!

وذكر تعقيدات المراحل التي تمر بها عملية السماح بادخال البضاعة الفلسطينية على المعابر من فحص امني وفحص زراعي وفحص ضريبي وفحص بيطري من جانب قوات "الامن" وبلدية الاحتلال ودائرة الصحة الاسرائيلية مما تؤدي هذه الاجراءت على المعابر الى اضعاف جودة منتجاتنا واشار ان هذا الاجراء اتخذ ضدنا رغم معرفة وتحقق السلطات الاسرائيلية بمدى التزامنا بأنظمة الجودة المعمول بها عالميا من خلال لجنة الصحة العامة من طرفهم التي زارت المصنع ولم تبد سوى ملاحظات شكلية ما اضطر السلطات الى التراجع والسماح لنا بادخال منتوجاتنا الى القدس حتى نهاية 2012.

حليبنا افضل ..
واثبت سلامة حقيقة معروفة وهي ان جودة الحليب في المصانع العربية اعلى منه في الشركات الاسرائيلية الاخرى .. وان الحليب المنتج في المنطقة العربية يكفي جميع المصانع العربية على تسيير شاحناتنا على طرق طويلة والتوائية تستغرق مدة من الزمن على الحواجز خاصة ، مما يؤثر سلبا على جودة منتوجاتنا ويشكل عائقا امام تطورنا بشكل اكبر واسرع . ورد سلامة عدم الاقبال الكبير على المنتج المحلي الى التفاوت في الثقافة الاستهلاكية ودرجة الوعي بين شرائح المجتمع الفلسطيني وكذلك الى ضعف التسويق الدعائي رغم تطور الصناعة الفلسطينية في القدس وغيرها من المدن بشكل كبير وبارز حيث ان الكثير من المصانع الفلسطينية تصدر منتوجاتها الى دول أجنبية وعربية .

الوعي والانتماء..
وتساءلت الناشطة النسوية والاعلامية صباح بشير عن مدى انتماء المستهلك الفلسطيني للمنتج الوطني وكيف يمكن اقناع
اكبر عدد من المواطنين المقدسيين وحتى في الاراضي الفلسطينية الاخرى بدعم المنتج المحلي الوطني خصوصا في ظل الفكرة السائدة ان المنتج الاسرائيلي و الاجنبي هو الافضل لانه الاعلى سعرا والاطول صلاحية وكيف السبيل الى تعزيز روح الانتماء هذه ؟ . واستغرب جورج خضر من خلو المحلات والسوبرماركتات المقدسية من المنتجات الغذائية الفلسطينية

وطالب بفحص السبب ؟ وارجع الاعلامي حاتم خويص ان الخلل يكمن في الشركات الفلسطينية التي لا تولي جانب الدعاية والاعلان اهمية كبيرة. واعرب الكاتب نبيل الجولاني عن فخره واعتزازه بالصناعات الفلسطينية والمقدسية منها على وجه الخصوص ولكنه اعرب عن خيبة امله من اداء الشركات الفلسطينية المصنعة في مجال التسويق والترويج وعدم قدرتها على المنافسة الحقيقية لعدم اتقانها فن الوصول الى الجمهور وضرب قصة احذية افريقيا للدلالة على نوعية التفكير السائدة لدينا حيث ان المسوق الجيد رأى ان قبائل افريقية كثيرة لا ترتدي الاحذية هي سوق بكر وواعدة يجب الاستثمار فيها في حين رأى المسوق محدود الافق والتفكير ان هؤلاء القبائل معتادون على السير حفاة فلا داعي بالتالي لاضاعة الوقت معهم ..!

ورأى نادر دعنا الاخصائي الصحي ان الرقابة على المننتجات الغذائية ضرورية ويجب عدم التسامح فيها لان الامر يتعلق بحياة كل المواطنين وانه يجب عدم التساهل في تطبيق المواصفات الصحية بحذافيرها .

الكفاءات الفلسطينية ..
واشارت الكاتبة الصحفية ريم المصري الى الضمان بتشغيل كفاءات فلسطينية ذات مستويات عالية في هذه الشركات والمصانع وسأل الكاتب محمد موسى سويلم عن دور مجموعة حمودة الاستثمارية في رعاية ودعم المزارعين فيما اكد صالح صيام انه دون العمل على ادخال منتجاتنا الى عقول المستهلكين من خلال الدعاية والاعلان بكثافة ، فسوف نبقى في حالة من الضعف الصناعي والتسويقي . وتساءل الاعلامي احمد جلاجل عن اية شروط معينة او معيقات اخرى تضعها سلطات الاحتلال امام الصناعات الغذائية الفلسطينية . وقرر الفنان يعقوب ابو عرفة ان ابداعاتنا كفلسطينيين في مختلف المجالات تبقى حالات فردية في غياب دولة او كيان فلسطيني يدعم ويحتضن وينظم العلاقة بين مكونات هذه الانتاجات والابداعات . وان الطرف الاخر يعمل على منعنا من ايجاد عقلية عربية منتجة بكافة السبل والوسائل واننا نفتقر للاسف الى العقلية البنائية والادوار التكميلية في الانتاج والابداع .

وطالب يحيى حجازي بعدم الاستهانة بقدراتنا ومنتجاتنا الوطنية والاشادة بتميز بعضها في كافة المحافل .

التغذية السليمة..

واجاب سلامة على بعض التساؤلات المثارة بانه تمت المشاركة في معارض كبيرة للمنتجات الغذائية على مستوى الوطن واصدار الاف المنشورات التثقيفية حول التوعية الغذائية السليمة ولكن هذا الامر يحتاج الى جهود دولة واننا في مجموعة حمودة ننتج 85 صنفا من الالبان والاجبان والسلطات والمحليات والمعلبات الخفيفه وان شركة حمودة تدعم المزارعين من خلال استخدام منتجاتهم من الحليب وتوجيههم لما فيه مصلحتهم وان مصنع حمودة – كل الصحة والجودة - الضخم اليوم بدأ بطنجرة حليب بسيطة ..! ووزعت على المشاركين اصناف من منتجات حمودة للتذوق وهدايا رمزية.