الخميس: 14/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

مركز "ابو جهاد" يواصل توثيق التجارب النضالية للاسرى

نشر بتاريخ: 01/10/2011 ( آخر تحديث: 01/10/2011 الساعة: 16:08 )
القدس- معا- اكد فهد ابو الحاج مدير عام مركز ابو جهاد لشؤون الحركة الاسيرة في جامعة القدس ان الأسرى يقدمون دعمهم الكامل ومساندتهم للخطوات السياسية الفلسطينية التي يقف على رأسها الرئيس أبو مازن، لافتين الى ان القضية الوطنية الآن في أدق مراحلها وأنهم يرفضون الرضوخ للخيارات الإسرائيلية والأمريكية وان الصمود والانتصار سيبقى لفلسطين.

واضاف ان الاسرى يقفون إلى جانب خيار الشعب في إصراره على نيل حقه في الحياة وحقه في الكرامة وان القدس ستبقى العاصمة الابدية لفلسطين, وناشدوا كافة أبناء شعبنا الفلسطيني بكافة قطاعاته وأطيافه السياسية بالاصطفاف خلف هذا الموقف السياسي الذي وبالحد الأدنى أعاد الاعتبار لقضيتنا وأعادها إلى المرحلة الأولى سياسيا وإعلاميا بعد أن تراجعت في الفترات الأخيرة وخاصة بفعل الانقسام.

وثمن الاسرى حكمة القيادة الوطنية بالتوجه إلى مؤسسات الأمم المتحدة لانتزاع الحقوق، وأكدوا التفافهم حول هذه الخطوة العظيمة، وابدوا سعادتهم لتنويه وذكر الرئيس بأنهم أسرى حرب وليسوا إرهابيين ومجرمين ووجهوا دعوتهم الى كل المؤسسات المعنية والمنابر الداعمة لقضية الاسرى إلى تبني تلك الكلمة وهذا المشروع قلبا وقالبا وتمنوا على القيادة بالخارج العمل بشكل دءوب للتعامل معهم ومع المحافل الدولية من هذا المسمى وهذا المنطلق قانونيا.

ومن جانب آخر لفت ابو الحاج الى ان الاسرى ناشدوا مرجعياتهم التنظيمية على اختلاف اطيافهم بضرورة اتمام المصالحة ، وذلك لما تحققه من نقاط قوة للقيادة في مثل هذه الظروف، وابدوا ثقتهم بكل من قيادة حركتي فتح وحماس ، وباصرارهم على تحقيق الوحدة وتمتين البيت الداخلي الفلسطيني ،وتوجيه وحشد كل الطاقات لمعركة فلسطين كدولة في العام 2011 ، كما حيوا سيادة الرئيس ابو مازن ،على ثباته واصراره على عدم ابقاء ثغرات بالنسيج الوطني تتيح للاعداء النيل من القضية.

ويضيف ابو الحاج ان الاسرى داخل السجون بدأو يشعرون بان لحظة الفرج عنهم قريبة ،لانهم باتوا اكثر ثقة بخطوات القيادة وما ستحققها من نتائج ايجابية، ليس فقط فيما يخص اطلاق سراحهم ،بل ايضا على صعيد انجاز الحقوق الوطنية كاملة ، ليشعروا بالانجاز الذي اكل من اعمارهم داخل السجون.

وعلى صعيد اخر يستمر مركز ابو جهاد بسرد السيرة النضالية لكوكبة من الرموز الوطنية والتي حققت الكثير وسجلت النجاحات الكبيرة سواءا على صعيد تراكم كم نضالي او على صعيد الخدمات التي قدموها وهم يمارسون ادوارهم الاجتماعية البناءى خدمة لابناء شعبهم ،وسيعرض المركز السيرة النضالية لمناضل عرف النجاح الكبير ولا يزال يقدم خدمات لابناء شعبه وذلك على حلقتين.

الأسير المحرر " جمال الطويل "
انتخب رئيسا لبلدية البيرة وهو في الأسر
الصبر الذي غلب القهر ، الزوج والزوجة والابنة خلف القضبان
الحلقة الاولى

بزغت عيناه الى نور الحياة بتاريخ 1-4-1963 ، في مدينة البيرة ،التي نشأ وترعرع فيها ودرس في مدارسها ،الى ان اكمل دراسة البكالوريوس في الشريعة في جامعة القدس ،انه المناضل جمال محمد فرح الطويل ،متزوج وله 3 ابناء وبنت واحدة ،وهو الان رئيس بلدية البيرة ، ومن اجل الوقوف على اهم محطاته النضالية وسيرته الذاتية التقاه طاقم المركز مسجلا اهم ما ميز حياته الشخصية والنضالية .

بداية الاعتقال.
حول بداية مشواره الاعتقالي يقول "بدأت رحلتي مع الاعتقالات في العام 1982م ، بجملة من الاستدعائات المتكررة لمقار المخابرات الإسرائيلية في مدينة البيرة المحتلة ، والاحتجاز لمدد متفاوتة ، وذلك خلال فترة الدراسة في كلية الدعوة وأصول الدين ، وفي يوم 16/8/1989م ، اعتقلت إعتقالا طويلا للمرة الأولى ، وحكمت علي محكمة عسكرية إسرائيلية بسبعة شهور سجن، وأطلق سراحي بعد أن قرر الاحتلال منحي هوية خضراء ".

الإبعاد عن الديار.
في ضوء الظروف المتفجرة التي أحاطت باختطاف ومقتل الجندي الإسرائيلي " نسيم توليدانو " في العام 1992م ، اتخذت الحكومة الإسرائيلية حينها بزعامة إسحاق رابين قراراً بإبعاد عدد كبير من الوطنيين الفلسطينيين الى جنوب لبنان ،حيث باشر الجيش الإسرائيلي بحملة اعتقالات واسعة النطاق في الضفة الغربية وقطاع غزة وكان المنضل جميل الطويل من ضمنهم ويستذكر ذلك بالقول "اعتقلت أنا شخصيا من منزلي في بلدة بير نبالا حيث كنت أعمل وأقيم ، وتم اقتيادنا الى معسكر للجيش الإسرائيلي في بلدة ألرام الى الجنوب من رام الله ،ومن ثم نقلت الى مركز الجيش الإسرائيلي في مدينة البيرة ، وهناك يبدو أنهم احتجزوا مجموعة أخرى من الأسرى كانت تنتظر ما سيتخذ الجيش الإسرائيلي من إجراءات ضدها، والى خيمتي حضر احد الجنود وقام بإغلاق عيني بعصبة من قماش على نحو محكم ،واصعدني الى حافلة كانت متوقفة في ساحة المركز، ومن خلال إصغائي لحركة الأقدام من حولي أدركت بان هناك أسرى آخرين يتم تحميلهم في الحافلة ، الى أن امتلأت وامتلأ غيرها ،وبعد ساعات دارت محركات الحافلات ، وبعد مسيرة طويلة جدا توقفت تلك الحافلات في مكان ما ولفترة طويلة جدا أيضا، وعلمنا لاحقا أنها كانت تنتظر قرار المحكمة الإسرائيلية العليا ،التي أجازت للجيش الإسرائيلي إبعادنا ،وكان هذا الامر في يوم 17/12/1992م ، وتحركت تلك الحافلات من جديد في طريق جديد وطويل، فدفعني فضولي كما فضول باقي المبعدون الى رفع العصبة قليلا عن عيني من الجهة السفلى ، وأنا شخصيا تمكنت من قراءة كلمة على إشارة من إشارات الطرق المعروفة ، وهي كلمة ( حاصبيا ) ، وبعد دخولنا الى الأراضي اللبنانية وقطعنا كامل منطقة الشريط الحدودي باتجاه الشمال ، توقفت الحافلات عند حاجز ( زامريا ) وبجواره بلدة مرج عيون ، هناك تم إنزالنا وتولى الحديث معنا ضابط من جيش جنوب لبنان ، وقال لنا بلهجة لبنانية واضحة أزالت أخر ذرة شك لدينا بأننا في لبنان ، وإننا أبعدنا فعلاً لا وهماً ،وذلك قبل أن يبلغنا بأننا في منطقة الشريط الحدودي الجنوبي من لبنان ،وانه مطلوب منا مغادرة هذه المنطقة فورا باتجاه العمق اللبناني ، وبالفعل بدأ جندي أخر بنداء أسمائنا الواحد تلو الأخر، وكل من يسمع اسمه عليه أن يتقدم الى الأمام لعبور الحاجز واستلام خمسين دولاراً يبدو أنها أجرة الطريق إلى المجهول ، وفي الجهة الشمالية من الحاجز كانت هناك ست شاحنات كبيرة بالانتظار لتحميلنا ونقلنا الى داخل لبنان ، وقد تم ذلك تحت تهديد جنود جيش جنوب لبنان الذين صوبوا بنادقهم وفوهات المدرعات نحونا ".

ويتابع حديثه واصفا بالتفاصيل ما جرى مع المبعدين في جنوب لبنان "وصلت الشاحنات التي ابتعدت عن حاجز زامريا شمالا زهاء 5 كيلو متراً ، وتوقفت في منطقة تابعة للجيش اللبناني، وكانت هذه المنطقة تحت مسئولية ضابط من الجيش اللبناني اسمه ( احمد الخطيب ) ، وعلى الفور أمر هذا الضابط جميع الشاحنات بالعودة من حيث أتت ، فعدنا الى معبر زامريا، فتصدى لنا جنود جيش جنوب لبنان بالسلاح، وبدأوا بإطلاق الرصاص في الهواء ومن فوق رؤوسنا، وعلى جانبي الطريق لحملنا على الهرب والعودة شمالا، وقالوا لنا بأنه علينا العودة من حيث أتينا ، وقد ابتعدنا عن الحاجز الى الشمال قليلا، فنزل جميع المبعدين من الشاحنات وأمروها بالمغادرة، ولاحقا عرفنا بان الأرض التي وطئتها أقدامنا للمرة الأولى في حياتنا اسمها ( مرج الزهور ) وهي قرية صغيرة وادعة تتبع قضاء حاصبيا في الجنوب اللبناني، ويبلغ تعداد سكانها نحو 2000 نسمة، ،فدخلنا الى احد البساتين بهدف الاستراحة، فبدأنا بالتعرف على بعضنا البعض ، وكانت أول خطوة قمنا بها أننا قمنا بإحصاء أنفسنا ، فكان عديدنا هو 416 مبعدا من مدن الضفة الغربية وقطاع غزة ".

اما بالنسبة للحياة اليومية في مرج الزهور فيقول " بدأ الناس في الجوار بالتوافد علينا لمعرفة قصتنا ، وكذا التنظيمات الفلسطينية واللبنانية ، واحضروا لنا الطعام والشراب ، ولن أنسى أبدا مساء ذاك اليوم الكانوني الماطر ، شديد البرودة ، وقد فشلت كل محاولاتنا لتجنب برد وصقيع تلك الليلة ،ففرشنا فراشنا القليل والذي تبرع به أهل مرج الزهور على الأرض الطينية ،ومياه الأمطار تحيط بنا من كل جانب ، وللرياح رغبة شديدة باقتلاع الخيام ، وبتنا أول ليلة لنا بالعراء وبين الصخور وكان ارتفاع الثلج يصل إلى أكثر من 40 سم، وأذكر أننا توضئنا لصلاة العشاء بالثلج لعدم وجود الماء ثم صلينا على الوحل والتراب، وقضينا ليلتنا كلاً يضم الآخر من شدة البرد، ومع طلوع ساعات الصباح الأولى حضر عدد من أهالي قرية مرج الزهور ، وكانوا أول من مد لنا يد العون ، وأحضروا لنا الجبنة والزيتون والخبز، وأذكر كذلك أن 14 شخصاً اشتركوا بأكل رغيف واحد و4 حبات زيتون لقلة الأكل، ومن ثم جاءت الجماعة الإسلامية في لبنان وقدموا لنا 6 خيام خصصت لكبار السن والمرضى، وثالث يوم جاء الصليب الأحمر وقدم لنا الأغطية والخيام والخدمات الطبية ، كما وصلتنا بعثة من وكالة الغوث التابعة للأمم المتحدة في لبنان ،إذ احضروا لنا خياماً واغطية ، وهنا بدأت تتكون ملامح مخيم المبعدين في مرج الزهور".

ويتابع " لهذه القسوة كان يضاف كل يوم أمر جديد ، فقد سهرنا كامل تلك الليلة على وقع سقوط الصواريخ والقنابل وإطلاق النار ، لنكتشف صباحا بان المنطقة التي أمضينا ليلنا فيها هي منطقة اشتباك بين المقاومة اللبنانية وجيش جنوب لبنان والجيش الإسرائيلي ، ومن غير المستبعد أن تستقر أحدى القذائف في حضن أيٍ منا ذات مساء ، او أن تسحق رصاصة عابرة راس أيٍ منا ، وينطوي هذا الوضع على مخاطر حقيقية قوامها بأن الإسرائيليين من الممكن أن يوجهوا لنا بعض القذائف ويحملوا المقاومة اللبنانية مسؤولية مقتلنا ، لقد دفعنا هذا الوضع الى عدم الاستكانة والتسليم بما فرض علينا من ظروف ، فاعددنا برنامج مكثف للاحتجاجات والفعاليات ، فكنا نسير في مسيرات يوميه نحو حاجز زامريا ونهتف عاليا بحقنا بالعودة الى الوطن ، وحظيت تحركاتنا هذه بالتغطية الإعلامية اللازمة ، بالإضافة الى تفاعل الأهل في الوطن المحتل معنا وخروجهم يوميا وأسبوعيا للتظاهر مطالبين بعودتنا بالإضافة الى قرار الرئيس الراحل ياسر عرفات رحمه الله بالإعلان عن تعليق المفاوضات مع الإسرائيليين حتى عودتنا الى بيوتنا ، الأمر الذي دفع مجلس الأمن الدولي الى إصدار قراره الشهير الداعي الى عودتنا الى بيوتنا وحمل الرقم 799 ، بدون فيتو أمريكي ، وكان ذلك خلال فترة الجمهوريين بزعامة جورج بوش الأب ، ولاحقا لذلك تنوعت أشكال وأنواع احتجاجاتنا فخرجنا ليلا وفي أيدينا مشاعل نحو الحاجز فعرفت تلك المسيرة بمسيرة المشاعل ، وفي أخرى ارتدينا أكفاننا وخرجنا الى الحاجز عازمين العودة الى البلاد جثثاً وأشلاءً ، حيث قمع جيش جنوب لبنان هذه المسيرة بطلقات المدفعية التي سقطت بالقرب منا وبيننا ، وأصر أخوة من بيننا على عدم العودة مهما كانت النتائج ،وما زال صدى ذاك الصوت الرخيم يرن في أذني ، وماثلا في ذاكرتي ، صوت الشيخ الجليل ( عبد الفتاح دخان ) وكان له من العمر حينذاك ما يربو على السبعين خريفا ، وأصبح لاحقا عضوا في المجلس التشريعي ، حيث قال " أما أنا فأنني قررت المضي في هذا الطريق ، ليختلط دمي بدم ابني الشهيد ، ودم ابني الجريح ".

وفي هذه المسيرة أصيب العديد من المبعدين بجراح خطيرة منهم ( أمجد زامل ) من مخيم عين بيت الماء و( فتحي قرعاوي ) من مخيم نور شمس، رغم ذلك أمضينا ليلتنا وليال أخرى تالية بالقرب من حاجز زامريا، وفي هذه الأيام أبلغت بخبر جميل وهو أن الله تبارك وتعالى قد رزقني بمولودة أسميتها ( بشرى )، وهي الآن في آسر الإحتلال مع أخواتها الأسيرات في سجن هشارون.

من طرائف الإبعاد.
يستذكر المناضل جمال بعض ما جرى مع المبعدين من طرائف واحداث فيقول " لن أنسى أبدا ذاك الأستاذ الفاضل " محمد طه " من مخيم البريج ، وكان قارضا حسنا للشعر فكان يتحفنا بين الفينة والأخرى بأبيات من الشعر الذي لا يخلو من وجع السخرية ، المغمس بألم البعاد والغربة ، واذكر من شعره قوله :-
يا مجلس الأمن أين القرار ؟
هو سبعة مع تسعتين فأين تنفيذ القرار ؟
وذات يوم وبحضور عدد كبير من وسائل الإعلام العربية والغربية قمنا بتنظيم أنفسنا ورسمنا بأجسادنا الرقم 799 ".

تنظيم الوضع الداخلي للمبعدين.
يصف كيفية نجاح المبعدين بتنظيم امورهم وشؤونهم فيقول " في صبيحة اليوم الثاني لإبعادنا ، بادر الأخوة المبعدون الى تنظيم شؤونهم وأحوالهم الداخلية لجعل ظروف الإبعاد اقل قسوة ، ومواجهتها بالانضباطية وحسن الإدارة التي من شأنها أن تقلل الخسائر وتحسن نوعية ردودنا ، ومن المعروف انه كان من بين المبعدين العديد من الكفاءات والخبرات الأكاديمية والعلمية في مختلف الحقول والاختصاصات ، فتم تصميم استمارة تهدف الى حصر بيانات كل مبعد من المبعدين ، وقد اختير الأخ محمد حسن شمعة ( الآن في ذمة الله ) من قطاع غزة للإشراف على تنظيم الحالة الإدارية والتنظيمية للمعسكر ، وتلاه في هذه المهمة الشيخ الدكتور احمد بحر ، وقد تم الإعلان عن تأسيس جامعة عرفت بـ ( جامعة مرج الزهور ) وذلك بالتنسيق والتعاون مع العديد من الجامعات الفلسطينية في الضفة وغزة ، وقد بوشر بالتدريس فيها حسب الأصول العلمية المعتمدة في الجامعات وقد رحلت نتائج الامتحانات الى الجامعات الفلسطينية وتم اعتمادها وعليها استكمل العديد من طلبة جامعة مرج الزهور دراستهم في الجامعات الفلسطينية ، وقد عمل في هذه الجامعة عشرات الأكاديميين المبعدين كـ د . عزيز دويك ، رئيس قسم الجغرافيا في جامعة النجاح ، و د. سلامة رئيس الجامعة الإسلامية في غزة ، ود . عبد الفتاح العويسي رئيس قسم التاريخ في جامعة الخليل ، والشيخ حامد البيتاوي رئيس رابطة علماء فلسطين ، وقد زودت تلك الجامعة بكل ما تحتاجه من قرطاسية وادوات العمل بما تسمح به ظروف الحالة التي كان عليها مخيم مرج الزهور ".

وولم يتوقف الامر عند ذلك فيقول " تم تنظيم دورات تثقيفية أخرى كدورات حفظ وختم القران الكريم ، كما تم تنظيم وترتيب الوضع الصحي للمخيم ، حيث اعد المهندس عدلي يعيش ، الذي أصبح فيما بعد رئيساً لبلدية نابلس ،خطة لتمديدات البنية التحتية ، وتم اختيار الحمّامات بين كل صخرتين متقابلتين بما يسمح الفراغ بينهما بحركة الفرد ،وتم سقف الصخور بالخشب والبلاستيك ، فحصلنا على حمّامات بدائية لكنها كانت تفي بالغرض بشكل حسن ، أما صيف ذاك المكان فقد كان حارا وقاسيا مثل شتائه تماما ، ولم تتمكن خيامنا من ان تقي رؤسنا من برد الشتاء ولا من حر الهجير ، ومما زاد من صعوبة صيف مرج الزهور إنتشار الحشرات والبعوض والبرغش ".

يتبع .....