الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

هل تغير المانيا موقفها لصالح فلسطين في مجلس الامن؟

نشر بتاريخ: 02/10/2011 ( آخر تحديث: 02/10/2011 الساعة: 14:54 )
بيت لحم - تقرير معا -فيما تخشى اسرائيل بان تغير المانيا موقفها المعارض للطلب الفلسطيني في الامم المتحدة عقب غضب المستشارة الالمانية من رئيس وزراء اسرائيل عندما رد على تدخلها ودعوتها الطرفين الى مائدة المفاوضات بالاعلان عن بناء 1100 وحدة استيطانية في القدس. يرى الجانب الفلسطيني ان موقف المانيا هو موقف تقليدي وراسخ ومحسوم لجهة الدفاع ودعم اسرائيل.

لكن رياض المالكي يقول لغرفة تحرير وكالة معا "اننا اذا راينا ان هناك شيء جديد وهناك حاجة اكبر في الموقف الالماني سوف نتدخل لا سيما وان هناك تواصل كامل بين سفارتنا في برلين والقيادة العليا الالمانية".

ويعود وزير الخارجية ويقول "يجب ان لا نتسرع في الحكم على الموقف الالماني لا سيما وان ميركل اتصلت في السابق وغضبت اكثر من مرة من نتنياهو وعادت واكدت التزامها بموقفها لجهة دعم اسرائيل.

ويضيف ": علاقتنا مع المانيا علاقة جيدة ونحن على تواصل دائم ".

وحول قرار الكونغرس قطع المساعدات؟ قال المالكي" إن القيادة لم تبلغ حتى اللحظة من قبل الإدارة الأميركية بخصوص قرار الكونغرس الأميركي حجب تحويل مئتي مليون دولار للسلطة الوطنية."

وأضاف وزير الخارجية أنه في حال تنفيذ القرار، فسيتم إطلاع اللجنة التنفيذية لمؤتمر التعاون الإسلامي والتي أيد أعضاؤها وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية وتركيا، سد أي عجز قد ينجم جراء حجب تمويل المساعدات الأميركية.

وقد اشار بعض المقربين من ميركل الى غضبها الشديد من موقف نتنياهو ، والذي قد يؤثر بشكل كبير على العلاقات الالمانية الاسرائيلية ، خاصة انها صرحت امام مقربيها "انني لا اثق اليوم بأي كلمة صادرة عن نتنياهو" ، وهذا ما زاد من تخوفات اسرائيلية بأن يؤثر هذا الموقف على تصويت المانيا في مجلس الامن الدولي .

وكانت وكالة معا كشفت امس عن ان المستشارة الالمانية انجيلا ميركل اجرت قبل عدة ايام اتصالاً هاتفياً بالرئيس محمود عباس بحثا بيان اللجنة الدولية الرباعية الذي صدر مؤخراً في نيويورك ودعت فيه اللجنة الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي العودة الى مائدة المفاوضات.

واضافت المصادر لوكالة معا ان ميركل وعدت الرئيس عباس ببحث الامر مع رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو، والاتصال به مجدداً.

وقد اتصلت المستشارة الالمانية ميركل برئيس الوزراء الاسرائيلي وجاء على لسان الناطق باسم المستشارة الالمانية حول مكالمتها مع نتنياهو بما يتصل بالاستيطان حيث نقل على لسانها، انها اوضحت لرئيس الحكومة الاسرائيلية انها لا تتفهم الاسباب التي دعت الحكومة الاسرائيلية لاتخاذ قرار بناء 1100 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة "غيلو" قبل عدة ايام، مشيراً الى ان ميركل وصفت هذه الخطوة بأنها تثير الشكوك حول مدى رغبة اسرائيل في استئناف مفاوضات جادة، وطالبته بتبديد هذه الشكوك.

واشارت المصادر ان نتنياهو رفض وقف الاستيطان، بل انه رفض "كبحه" اذا تعذر وقفه بحسب اقتراح ميركل، واقترح الاجتماع بالرئيس عباس في برلين لاستئناف المفاوضات، الا ان رفض نتنياهو لاقتراحات المستشارة الالمانية دفع مقربين منها الى وصف مكالمتها مع نتنياهو بالساخنة جداً.

وفي عددها الصادر اليوم كشفت صحيفة "هأرتس" عن تفاصيل الدور الالماني للعودة للمفاوضات المباشرة بعد مبادرة الرباعية الدولية وما قبلها ، حيث طلب الرئيس الفلسطيني من المستشارة الالمانية انجيلا ميركل عبر محادثة هاتفية بتجميد الاستيطان 3 شهور ، دون ان يعلن نتنياهو بشكل رسمي عن ذلك وفقد يقدم التزاما لالمانيا او للولايات المتحدة ، فرد نتنياهو على ذلك ببناء 1100 وحدة سكنية في مستوطنة "جيلو" الامر الذي اغضب المستشارة الالمانية .

وبحسب ما نشر موقع الصحيفة اليوم الاحد فقد حاولت الحكومة الاسرائيلية التأثير على الحكومة الالمانية لبذل الجهود لمنع توجه السلطة الفلسطينة الى الامم المتحدة ، حيث زار بشكل سري قبل اكثر من اسبوعين مستشار "الامن القومي" الاسرائيلي يعقوب عميدرور ، والتقى مع نظيره الالماني كريستوف هويسجن ونائبة وزير الخارجية اميلي هابر ، وبحث معهما الدور الالماني لثني الرئيس الفلسطيني عن التوجه الى الامم المتحدة ، وبنفس اليوم التقى رئيس الحكومة الاسرائيلية نتنياهو مع وزير الخارجية الالماني في القدس وطلب منه تدخل المستشارة الالمانية ميركل .

واضاف الموقع بناء على ذلك قامت انجيلا ميركل ببذل الجهود السياسية للضغط على ابو مازن لثنيه عن التوجه الى الامم المتحدة ، خاصة ان المانيا عضوا في مجلس الامن الدولي ، وقد استمرت هذه الجهود حتى اجتماع الجمعية العمومية للامم المتحدة وبعد خطاب الرئيس الفرنسي نيقولاي ساركوزي ، حيث طلبت من الرئيس الفلسطيني العودة الى المفاوضات المباشرة مع اسرائيل على ارضية المبادرة التي طرحتها الرباعية الدولية .

وقد استمرت جهود ميركل لما بعد انتهاء اجتماع الامم المتحدة ، حيث طلب منها نتنياهو بذل الجهود لاقناع الرئيس الفلسطيني بالعودة الى المفاوضات ، الامر الذي دفعها لاجراء اتصال هاتفي مع ابو مازن لدفعه نحو تجديد المفاوضات مع اسرائيل ، حيث طلب ابو مازن في هذا الاتصال ان توقف اسرائيل عمليات البناء في المستوطنات لثلاث شهور ، دون ان يعلن نتنياهو ذلك بشكل رسمي وفقط يقدم التزاما امام ميركل او امام الادارة الامريكية ، وفي حال موافقة نتنياهو على ذلك فان ابو مازن لديه الاستعداد للعودة للمفاوضات لبحث موضوع الحدود والامن .

وقد كانت الصدمة كبيرة للمستشارة الالمانية عندما اعلنت اسرائيل عشية رأس السنة العبرية عن بناء 1100 وحدة سكنية في مستوطنة "جيلو" ، وهذا ما دفعها للاتصال الهاتفي الجمعة الماضي بنتياهو ومطالبتها بتجميد هذا القرار ، لانه يقضي على الفرصة الاخيرة للعودة الى المفاوضات .