السبت: 16/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

صحفي فرنسي: انهيار السلطة الفلسطينية سيؤدي لازمة كبرى بالشرق الاوسط

نشر بتاريخ: 02/10/2011 ( آخر تحديث: 03/10/2011 الساعة: 07:44 )
بيت لحم -خاص معا- عاد اللوبي المؤيد لإسرائيل لمهاجمة مدير مكتب القناة الفرنسية الثانية في القدس تشارلز أنديرلين، ردا على مقالة نشرها الأخير في صحيفة "ليبارسيون" الفرنسية، متهمين إياه بالانحياز وعدم المهنية. وقد وصف أحد المواقع المؤيدة لهذا اللوبي، حسب ما ذكرت وكالة الإعلام الفلسطينية الرسمية وفا، وصف أنديرلين في عنوان لأحد المقالات بأنه "محام للرئيس محمود عباس".

"أنا صحافي مهني، أدير مكتب القناة الفرنسية الثانية في القدس منذ أكثر من عشرين عاما، وقد أصبحت معتادا على مثل هذه التهجمات. هؤلاء الناس لهم وجهات نظرهم الخاصة حول التغطية الصحفية الصادقة، والموقع الإلكتروني الذي يوجه الانتقاد لي عادة ما يكون تابعا لجماعات متطرفة،" هكذا كان رد أندرلين لوكالة "معا" على الانتقادات التي وجهت له.

وتعقيبا على الادعاء بتحيزه للفلسطينيين، أجاب مدير مكتب القناة الفرنسية الثانية بانه "لا ينحاز لأي طرف في هذا الصراع" مؤكدا أنه يكتب ما يراه.

وأضاف أنه في مقالته التي نشرت في صحيفة "ليبارسيون" كتب وصفا لسياسات محمود عباس منذ عام 1985 في إطار منظمة التحرير الفلسطينية لافتا إلى أنه "إذا كانت بعض الجماعات في فرنسا لم تعجبها تلك المقالة.. فهذه مشكلتهم، وفي واقع الأمر تلقيت العديد من ردود الفعل المؤيدة لما ذكرته، وكان بعضها من شخصيات يهودية معروفة."

وفي معرض رده على سؤال "معا" حول طلب الرئيس محمود عباس وقف الاستيطان بالكامل إذا رغبت إسرائيل في استئناف مفاوضات السلام، وهل ذلك الطلب غير مقبول كما تدعي الحكومة الإسرائيلية، قال إنديرلين إن المجتمع الدولي بما في ذلك الحكومة الفرنسية تعتبر النشاطات الاستيطانية نشاطات غير قانونية. وتابع يقول: "ينبغي على المرء أن ينظر إلى الأمور بواقعية، فاتفاق أوسلو هذا تم توقيعه عام 1993، ومنذ ذلك الوقت تضاعف عدد المستوطنين ثلاث مرات."

"معا" سألت مدير مكتب القناة الفرنسية في القدس عن التحول في سياسة الرئيس الأمريكي، وهل لذلك علاقة بالانتخابات المقبلة في الولايات المتحدة، فأجاب بأنه بصدد كتابة مقالة حول هذا التحول ستنشر في الأيام القليلة القادمة. غير أنه أوضح أنه يعتقد أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما "فهم أن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ليس مشكلة خارجية." واستذكر ما كان يردده وزير الخارجية الأمريكي السبق هنري كيسنجر بأن "إسرائيل لا يوجد لديها سياسة خارجية، بل سياسة داخلية فقط." وعليه، كما يقول أنديرلين، يمكننا الآن القول إن الإدارة الأمريكية لا يوجد لديها سياسة خارجية حين يتعلق الأمر بإسرائيل، لأن ذلك جزء من السياسة الداخلية."

ويضيف أنديرلين أن الفلسطينيين لا ينبغي أن يتوقعوا الكثير من هذا الكونغرس ومن الإدارة الأمريكية، على الأقل في المرحلة الحالية. وأشار الصحافي الفرنسي المخضرم، أن آرون ميلر الذي شغل منصب مستشار لكل وزراء الخارجية الأمريكيين منذ جيمس بيكر، كتب أن "على الولايات المتحدة أن تتوقف عن لعب دور محامي الدفاع لإسرائيل..." والحديث لتشارلز أنديرلين مدير مكتب القناة الفرنسية الثانية في القدس.

وحول السيناريوهات المتوقعة والمخاطر المحتملة في ظل إصرار الرئيس عباس على مطالبه، وتعنت الحكومة الإسرائيلية، قال إنديرلين إن ذلك يتوقف على مدى استعداد أعضاء الكونغرس المؤيدين لحزب الليكود وللحكومة الإسرائيلية للمضي قدما في مواقفهم. وأضاف أن "باستطاعتهم أن يضغطوا على السلطة الفلسطينية لدرجة أن تعلن إفلاسها، ولكن ذلك في نهاية المطاف سيرتد عليهم. وفي الواقع من المصالح الأساسية للحكومة الإسرائيلية إبقاء الوضع القائم على ما هو عليه، فالاقتصاد الفلسطيني في تقدم، وأجهزة الأمن الفلسطينية تحافظ على الأمن وما إلى ذلك."

واستطرد أنديرلين قائلا إن أي انهيار للسلطة الفلسطينية سيؤدي إلى أزمة كبرى في الشرق الأوسط لن تقتصر عواقبها الوخيمة على إسرائيل، بل تطال وضع الولايات المتحدة في المنطقة. "ربما يتركون محمود عباس ليخوض معركته الدبلوماسية مع علمه أنها لن تغير شيئا على أرض الواقع، وقد أوضح عباس أنه يدرك ذلك،" على حد قول تشارلز أنديرلين.