الجمعة: 15/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

وزارة الاسرى: الاسرى يدخلون يومهم السابع في الاضراب عن الطعام

نشر بتاريخ: 03/10/2011 ( آخر تحديث: 05/10/2011 الساعة: 12:21 )
بيت لحم - معا - لليوم السابع على التوالي يواصل الاسرى في سجون الاحتلال الاسرائيلي اضرابهم عن الطعام في سياق معركة الامعاء الخاوية، الذين شرعوا به احتجاجا على التصعيد الذي تنفذه ادارة السجون الاسرائيلية منذ عدة اشهر، استنادا على قرار سياسي من الحكومة اليمينية المتطرفة التي جعلت من الاسرى هدفا لسياستها القمعية لتحقيق مكاسب سياسية ، ولمحاولة الخروج من الازمة الحقيقية التي تعيشها هذه الحكومة في الاونة الماضية.

وقد ازداد حجم الاعتداءات التي اصبحت تمارس بشكل يومي على الاسرى وفي كافة السجون التي يتواجدون فيها والتي يبلغ عددها 22 سجنا، وتمثلت هذه الاعتداءات في توسيع سياسة العزل الانفرداي وتنفيذ العقوبات الجماعية من حرمان من الزيارات والكنتين وفرض الغرامات المالية وحذف خمس فضائيات وتقييد الاسرى في الايدي والارجل عند خروجهم لزيارة المحامين والحرمان من التعليم الجامعي ومنع الاسرى من احتضان ابنائهم اثناء الزيارات، علاوة عن اقتحام الاقسام والتفتيشات والمداهمات الليلية ومصادرة الممتلكات، وسحب الكثير من اصناف المواد الغذائية من كانتينا السجن، بالاضافة الى التهديد بجعل الزيارة مرة واحدة في الشهر ولمدة نصف ساعة فقط وفصل الإخوة، والإهمال الطبي وعدم السماح بإدخال الادوية والأطباء.

وافادت وزارة الاسرى ان هذه الاعتداءات اضافة الى التوسيع غير المبرر في سياسة العزل الى خلق حالة من التوتر والغليان بين الاسرى في كافة السجون، ودفعهم ذلك الى مجابهة هذه الإدارة المنصاعة للأوامر السياسية العليا للحكومة الإسرائيلية، فكان لابد من خوض هذا الاضراب لكسر السياسة الاسرائيلية التي تعزل في زنازينها اكثر من 150اسيرا بعضهم دخل عامه العاشر وهو يعيش في ظلام دامغ ودون ان يرى احد، وكذلك لوضع حد للانتهاكات والتصعيدات التي استسهلتها الإدارة في تعاملها مع الأسرى.

ويخوض الأسرى هذا الإضراب في مسارين: المسار الأول تمثل في خوض ما يقارب 400 اسير حاليا اضرابا مفتوحا عن الطعام من بينهم اسرى قدامى وأسرى مرضى كالأسير حسن سلمه والأسير أكرم منصور، وهذا العدد موزع على أكثر من سجن.

وكانت بداية هذا الإضراب بدخول مجموعة من أسرى الجبهة الشعبية تحت عنوان كسر عزلة الأمين العام للجبهة الشعبية أحمد سعدات الذي يعيش في العزل الانفرادي منذ عام 2009، ومع اتساع الإضراب بين الأسرى أصبح العمل واضحا لتحقيق أهدافه خصوصاً كسر سياسة العزل وإخراج كافة الأسرى المعزولين من زنازينهم أما المسار الثاني فتمثل في دخول كافة الأسرى في مختلف السجون في إضراب جزئي عن الطعام بواقع ثلاثة أيام أسبوعيا حتى اصبح الإضراب يشمل كافة السجون الإسرائيلية.

وعلى الرغم من طلب إدارة السجون الاسرائيلية مهلة للتفكير في مطالب الأسرى تنتهي مساء اليوم الاثنين إلا أن الأسرى أكدوا على إصرارهم على تحقيق مطالبهم مشيرين إلى إمكانية تصعيد الإضراب ومواجهة إدارة السجون بكل الوسائل والدخول في عصيان حقيقي على كافة القوانين داخل السجون، لأن مطالبهم ليس اكثر من حقوق بسيطة منصوص عليها في اتفاقية جنيف الرابعة وكافة الاتفاقيات الدولية التي تحدد آلية التعامل مع أسرى حركات التحرر.

ومنذ بداية الإضراب هناك ترقب حذر لأن حياة أسرانا في خطر حقيقي خصوصاً وان من بين المضربين أسرى مرضى بحاجة إلى تناول الأدوية بشكل يومي ولكنهم يرفضون ذلك ويستمرون في الإضراب إلى جانب إخوانهم.

وأمام كل هذه التضحيات التي يقدمها الأسرى وما يمارس بحقهم من اعتداءات وتصعيد وتنكيل بتوجب على الشارع الفلسطيني بكل قواه ومؤسساته وفعالياته أن يقدم لهؤلاء الأبطال بما يليق مع حجم تضحياتهم فعلى الجميع أن يقف صفاً واحداً خلف أسرانا في هذه المعركة كما انه يتوجب علينا أن نحرك الشعب العربي والعالم بأسرة كي يتحمل الجميع مسؤولياته قبل فوات الآوان وعلى كافة المؤسسات الحقوقية والإنسانية المحلية والدولية أن يكون لها بصماتها الفعلية حتى يتم تجنب كارثة حقيقية قد تحدث داخل السجون.

وهنا لابد من الاشارة الى ان عدد الاسرى في سجون الاحتلال الاسرائيلي حاليا بلغ 6 آلاف أسير تقريبا موزعين على 22 سجنا غالبيتها داخل اسرائيل.

ومن بين هؤلاء الأسرى حوالي 1000 أسير يعانون من أمراض مختلفة، يعيش قسم منهم في ما يسمى مستشفى سجن الرملة الذي يفتقد الى ابسط انواع العلاج ولايقدم للاسرى فيه الا بعض المسكنات، اضافة الى 300 طفل و36 امراة ويعيش في العزل 50 أسير تقريبا والعدد يزداد بشكل يومي منذ بداية الاضراب وتعمل ادارة السجون بكل الوسائل للتأثير على الاسرى وكسر اضرابهم، وهو ما يواجهه الاسرى بعزم وثبات.