الثلاثاء: 01/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

انطلاق أعمال المؤتمر العلمي الدولي الخامس لكلية أصول الدين

نشر بتاريخ: 04/10/2011 ( آخر تحديث: 04/10/2011 الساعة: 17:08 )
غزة – معا- انطلقت في الجامعة الإسلامية بغزة أعمال المؤتمر العلمي الدولي الخامس لكلية أصول الدين الذي تنظمه تحت عنوان " خطر الروايات الواهية على الإسلام"، بدعم من وزارة الأوقاف والشئون الدينية، وجمعية الفلاح الخيرية، والجمعية الإسلامية.

وحضر الجلسة الافتتاحية للمؤتمر التي انعقدت في قاعة المؤتمرات الكبرى بمركز المؤتمرات بالجامعة معالي الدكتور عطا الله أبو السبح- وزير الأسرى والقدس واللاجئين المقال، ممثل إسماعيل هنية- رئيس الوزراء المقال والنائب جمال ناجي الخضري- رئيس مجلس الأمناء، والأستاذ الدكتور محمد شبات- نائب رئيس الجامعة للشئون الأكاديمية، والأستاذ الدكتور علي محي الدين القراداغي- الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ضيف المؤتمر، في مشاركة هاتفية عبر تقنيات الاتصال الإلكترونية، والأستاذ الدكتور طالب أبو شعر- نائب رئيس الجامعة الإسلامية للبحث العلمي، والدكتور محمد بخيت- عميد كلية أصول الدين، رئيس المؤتمر، والدكتور رياض قاسم- رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، وعدد من أعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني، وأعضاء من مجلسي الأمناء ورئاسة الجامعة، وممثلو الوزارات والمؤسسات الحكومية والأهلية، وجمع كبير من العلماء، والمفكرين، والدعاة والوعاظ والقضاة، والباحثين، والأكاديميين، ورؤساء لجان المؤتمر، ورؤساء الجلسات العلمية، ولفيف من أعضاء هيئة التدريس بكلية أصول الدين، وجمع كبير من طلبة الكلية.

وفي كلمته أمام الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، أثنى معالى الدكتور أبو السبح على الجهود الحثيثة التي تبذلها إدارة الجامعة الإسلامية تجاه دعم البحث العلمي والمساهمة في توعية المجتمع الفلسطيني بالقضايا المختلفة محور اهتمامه من خلال عقد المؤتمرات الدولية والعلمية وربطها بالواقع المعاش والاهتمام بنتائج البحوث العلمية والتطبيقية.

ووقف الدكتور أبو السبح على دور الجامعة في تخريج العلماء والباحثين وأصحاب القرار والشأن والذين كان لهم دور في تحقيق الرفعة والتقدم للمجتمع الذين يعيشون فيه، وقال:" إن الجامعة الإسلامية تمثل ملحمة تقول إن الشعب الفلسطيني يصنع الحياة بتحديه للظروف الصعبة وإصراره على تحقيق النمو والازدهار"، وأوضح النقاط الهامة الواجب الوقوف عليها في موضوع المؤتمر، ومنها: متابعة العظام من الأئمة والسلف الصالح بالسير على درب رسول الله، والحاجة إلى تعديل المفاهيم التي استنبطت من أحاديث صحيحة عن الرسول الكريم.

بدوره، أهدى النائب الخضري وقائع جلسات المؤتمر إلى الأسرى القابعين في سجون الاحتلال، وحياهم على صمودهم وثباتهم وتحديهم للظروف الصعبة التي يعيشونها وهم يدخلون معركة الأمعاء الخاوية، وقدر لكلية أصول الدين جهودها المتميزة في عقد المؤتمرات الدولية التي تلامس الواقع الذي تعايشه الأمتين العربية والإسلامية، ومحط اهتمام الكثير من العلماء والباحثين والغيورين على دينهم.

ولفت الخضري إلى رسالة الجامعة الرامية إلى مواكبة الاتجاهات الحديثة في التعليم العالي والتطور التكنولوجي، وتشجع البحث العلمي، وتساهم في بناء الأجيال، وتنمية المجتمع في إطار من القيم الإسلامية، وأكد على توجه الجامعة نحو دعم البحث العلمي من خلال تشجيع كليات الجامعة على طرح ومعالجة القضايا الملحة التي تلامس واقع المجتمع الفلسطيني.

من ناحيته، دعا الأستاذ الدكتور شبات الباحثين وذوي الاختصاص بموضوع المؤتمر إلى المبادرة بوضع وإعداد خطة علمية ممنهجة تبرز خطر الروايات الواهية على الإسلام من خلال استخدام وسائل الإعلام المناسبة، وعقد الندوات، وإطلاق المسابقات خدمة للإسلام والمسلمين، وأوضح أن المؤتمر يأتي تأكيداً لدور الجامعة بأخذ الروايات الثابتة والصحيحة والاستعانة بها في تفسير القرآن الكريم والعقيدة الإسلامية، ولفت إلى المسئولية الملقاة على عاتق العلماء والباحثين تجاه موضوع الروايات الواهية خاصة وأننا نعيش في عصر التقدم التكنولوجي وسرعة انتشار المعلومة، وأشاد بمستوى البحوث المقدمة للمؤتمر والتي تعالج قضايا تساهم في حماية الدين من المفسدين والمحرفين لكتاب الله وسنة نبيه.

وقال الأستاذ الدكتور القراداغي:" لا شك أنكم بهذا المؤتمر القيم (...) أكبر فيكم هذه الهمة العالية والعلمية التي ذكرتني بما كان عليه الأئمة السابقون الذين لم يشغلهم الجهاد عن خدمة دينهم"، وعبر عن اعتزازه بأهل غزة وأرض فلسطين وشعبها، مشيراً إلى الدور السلبي والخطير للروايات الموضوعة على وسطية الأمة وعزتها وكرامتها وعقيدتها وعلاقة الحاكم بالمحكوم، وبين دور الروايات الواهية في نشر الأباطيل، وتشويه صورة الأنبياء والمرسلين، وتشويه الدين الإسلامي وسيرة النبي العطرة، وأوضح دور العلماء والسلف في بيان وإظهار السنة النبوية في نقائها بجهودهم الفكرية والذهنية والعلمية، مبيناً الحاجة إلى تنقية كتب السنة والعقيدة والتفسير من الأكاذيب والخرافات مع الالتزام بالمنهج العلمي في نقل السنة ومنهجها.

وأفاد الدكتور بخيت أن المؤتمر يضم (31) ورقة عمل بحثية تعالج محاور المؤتمر، وبمشاركة(37) باحث من فلسطين ومصر والأردن والجزائر والكويت والمغرب، ولفت الدكتور بخيت إلى أهمية السنة النبوية بعد القرآن الكريم في استنباط الأحكام الفقهية وتفسير العقيدة الإسلامية، وتحدث عن الجهود المضنية التي يبذلها العلماء والباحثين لصيانة السنة والحفاظ عليها من عبث المضلين، مشيراً إلى مصنفات بعض العلماء التي اشتملت على روايات واهية والتي تلقفها الكثير من المغرضين وساقهم ذلك إلى الطعن في الإسلام عقيدةً وأخلاقاً، ووقف على بعض القصص المكذوبة التي ساقها بعض المعاصرين ممن ينتسبون إلى الإسلام والتي تنم عن جهل المبتدئين إلى الخوض في دين الله من غير هدى ولا بصيرة عبر وسائل الإعلام.

وبين الدكتور بخيت أن المؤتمر جاء ليؤكد على ضرورة الاقتصار على الروايات الصحيحة الثابتة في فهم العقيدة والابتعاد عن الروايات الواهية والتحذير من خطرها على الدين الإسلامي.

وأجمل الدكتور قاسم، أهداف المؤتمر في دفع الكليات الشرعية والمؤسسات الإسلامية للقيام بدورها في الحد من نشر الأحاديث الواهية والموضوعة، والتوصل إلى خطة لتنقية كتب السيرة والتفسير والعقيدة والفقه والتاريخ والأدب، وتجريدها من الأحاديث المردودة، إلى جانب التحذير من خطر نشر القصص الواهية، والأحاديث المكذوبة عبر الشبكة العالمية، والكشف عن دور المتساهلين والغافلين والمغرضين من أهل الأهواء في دس الأحاديث غير المقبولة.

الجلسة الأولى
وفيما يتعلق بالجلسات العلمية للمؤتمر في يومه الأول، فقد شهد اليوم الأول انعقاد جلستين علمتين، حيث ترأس الجلسة الأولى الأستاذ الدكتور نافذ حماد- أستاذ الحديث وعلومه بكلية أصور الدين بالجامعة، وشارك الأستاذ الدكتور عبد القادر سليماني- أستاذ علوم الحديث ومصطلحه في جامعة وهران بالجمهورية الجزائرية، بورقة عمل حول جهود المحدثين في وضع منهج علمي للتصدي للروايات الواهية، مبيناً أن جهود المحدثين أثمرت في وضع منهج علمي، بقواعده وضوابطه، لصيانة السنة النبوية من التدخل والتحريف والتصدي للروايات الضعيفة والواهية.

وتناول الأستاذ الدكتور على فريد- رئيس قسم الحديث وعلومه بجامعة الأزهر بمصر جهود العلماء- قديما وحديثاً- في الدفاع عن السنة والكشف عن الروايات الواهية.

ووقف الأستاذ الدكتور فريد على جهود العلماء المتقدمين والتعاصرين في الكشف عن الأحاديث الواهية، وسلامة أصول الإسلام من الأحاديث الواهية التي لا تصلح للاحتجاج عند جميع الأئمة، وقدم الأستاذ الدكتور محمد عبد الصاحب- عضو هيئة التدريس بقسم أصول الدين بكلية الشريعة بالجامعة الأردنية، ورقة عمل حول استدلال المعاصرين بالأحاديث الواهية.. أسبابه ووسائل معالجته، وتطرق الأستاذ الدكتور الصاحب إلى أصناف المعاصرين المستدلين بالأحاديث الواهية، وأسباب الاستدلال بالأحاديث الواهية والاعتماد عليها، وطرق معالجة الاستدلال بالأحاديث الواهية، وتحدث الدكتور فايز أبو عمرة- عضو هيئة التدريس بقسم الدراسات الإسلامية بجامعة الأقصى، عن القصص الواهية وأثرها على التفسير.

واستعرض الأستاذ إبراهيم صيدم- عضو هيئة التدريس بكلية أصول الدين بالجامعة الإسلامية، جهود المعاصرين في تنقية التفسير، ومنها: دراسات تأصيلية لعلم الدخيل في التفسير والإسرائيليات، ودراسة للتفاسير نفسها- تحقيقاً وتعليقاً ودراسة ونقداً، مقالات وتنبيهات وتوصيات، وتطرق الأستاذ محمد المظلوم- عضو هيئة التدريس بكلية أصول الدين بالجامعة الإسلامية، إلى أشهر مقاييس الحكم بالوضع على الحديث عند ابن تيمية.

الجلسة الثانية
وبخصوص الجلسة العلمية الثانية للمؤتمر، فقد ترأسها الأستاذ الدكتور محمود الشوبكي- عضو هيئة تدريس بكلية أصول الدين بالجامعة، وشارك الأستاذ الدكتور عصام زهد- أستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين بالجامعة، ورقة عمل حول الإسرائيليات في تفسير ابن جرير الطبري لسور يوسف- عرض ونقد، وعرف الأستاذ الدكتور زهد الإسرائيليات، وبين أسباب دخولها في كتب التفسير وبيان أثرها والحكم عليها، وقدم الدكتور رمضان الزيان- أستاذ الحديث الشريف وعلومه المشارك بقسم الدراسات الإسلامية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة الأقصى ورقة عمل حول الأخبار عن بني إسرائيل والأمم السابقة في كتب السنة، واستعرضت الأستاذة كائنات عدوان- أستاذة غير متفرغة بجامعة الأقصى والكلية الجامعية للعلوم المهنية والتطبيقية، الإسرائيليات في قصة سيدنا سليمان من خلال كتب التفسير، وبينت مواطن ذكر قصة سليمان في القرآن الكريم، ومعجزات سيدنا سليمان عليه السلام، والتفسير الصحيح لقصة سيدنا سليمان عليه السلام من القرآن الكريم والسنة.

وأوضحت الأستاذة عبهرة العامودي- محاضرة غير متفرغة بقسم الدراسات الإسلامية بجامعة الأقصى، الأحاديث الواهية التي استدل بها ابن كثير في تفسير سورة الحجرات، ولفتت الأستاذة سميحة الأسود- عضو هيئة تدريس بقسم الدراسات الإنسانية بالكلية الجامعية للعلوم المهنية والتطبيقية، إلى الروايات الضعيفة في السيرة النبوية وأثرها على الأمة، وتحدث الدكتور إبراهيم بخيت- عضو هيئة التدريس بقسم اللغة العربية بكلية الآداب بالجامعة الإسلامية، عن رواية النضر بن شميل في معجم لسان العرب.