رام الله: "القطان" يخرج الدفعة الثانية من برنامج الدراما في سياق تعلمي
نشر بتاريخ: 05/10/2011 ( آخر تحديث: 05/10/2011 الساعة: 08:39 )
رام الله- معا- نظم منتدى معلمي الدراما في مركز القطان للبحث والتطوير التربوي، ضمن مسار التعليم والفنون، في مقر جمعية الهلال الأحمر في البيرة، لقاءه الثامن عشر، يومي 29 و30 من الشهر الماضي، بمشاركة 48 معلماً ومعلمة من مناطق مختلفة من فلسطين، تخلله تخريج 13 معلماً ومعلمة (3 من مصر، و2 من الأردن، و8 من فلسطين) وهم الدفعة الثانية من برنامج "الدراما في سياق تعلمي"، وذلك بعد إنهائهم بنجاح متطلبات المدرسة الصيفية.
ويهدف منتدى الدراما إلى تكوين فضاء معرفي حواري للمعلمين، عبر عقد لقاءات دورية لمعلمي المدرسة الصيفية من مختلف المستويات وخريجيها أيضاً؛ لتبادل الخبرات فيما بينهم بشكل تفاعلي، وعرض تجارب وطرح مواضيع مهمة في الدراما والمسرح.
وتناول اللقاء تحليل مسرحية "أوديب ملكاً" من تأليف سوفوكليس ومناقشتها، حيث تم في اليوم الأول التركيز على محورين هما "قراءة مسرحية .. مقاربات مختلفة"، و"قراءة في المسرحية ... دلالات ودوال"، فيما تضمن اليوم الثاني محاور حول "التراجيديا .. منطلق ورؤى". و"عقدة أوديب كإحدى التجليات/الاجتماعية"، و"تكوينات مسرحية". و"بناء المشهد المسرحي".
وقال وسيم الكردي، مدير مركز القطان للبحث والتطوير التربوي، المشرف على برنامج الدراما في سياق تعلمي: "في ضوء تقييم تجربة المنتديات السابقة، وتجربة المدرسة الصيفية، تقرر تعميق بعد الثقافة المسرحية لدى المعلمين الذين يوظفون الدراما في تعليمهم، وقد تقرر أن يتم تناول عمل مسرحي بارز في التجربة المسرحية الإنسانية في كل منتدى من المنتديات، وبدأنا بالمسرح الإغريقي ممثلاً في مسرحية "أوديب ملكاً"، التي تعبر بشكل عميق عن مفهوم التراجيديا في المسرح.
وأشار الكردي إلى أن اللقاء انبنى على مستويات عدة، وهي: القراءة المسرحية والانطباعات الأولية التي تولدها القراءة؛ تحليل أبعاد المسرحية بطبقاتها المختلفة الأسطورية، والتاريخية، والوجدانية، والجمالية؛ إنتاج مشاهد مسرحية مقتطعة من النص المسرحي وبنائها في صورتها المسرحية الأولية، بحيث يتم توظيف عناصر القراءة المسرحية بشتى صورها، إضافة إلى تناول محطات ذات مغزى خاصة بالمسرحية وتجريب ممكناتها والاستكشاف الدرامي فيها، من خلال تجريب مجموعة من الأعراف الدرامية المستندة إلى الممارسة المسرحية.
وأضاف: في هذا السياق، تمت الإشارة بصورة مختلفة إلى أعمال أدبية مختلفة قامت على المسرحية منها مسرحية توفيق الحكيم، وجان كوكتر، وأندريه جيد، وقصيدة محمود درويش: "أوديب: ما حاجتي للمعرفة".
من جانبه، قام مالك الريماوي، باحث رئيسي في المركز، بتحليل نص مسرحية "أوديب ملكاً" عبر مستويات البنية اللفظية والثيمية (الموضوعات) والتركيبية، للكشف عن البنية التناقضية للنص التراجيدي.
وتمحور تحليل الريماوي حول عناصر البنية التراجيدية ومكوناتها، ثم استند في تحليله إلى ثيمات النص: التنبؤ، الحركة المزدوجة في المكان، اللغز، انكشاف اللغز، تراجيدية محلل الألغاز.
وقدم كفاح فني، منسق وباحث في المركز، ورقة فكرية حول أصول التراجيديا الإغريقية كلفظ ومصطلح، والنزعات الديونيسية والأبولوثية، والتضاد والتوازن بين الذكري والأنثوي، ومراحل تطورها كلون أدبي، ومنابعها ومصادرها، وعلاقتها بالأساطير والملاحم، وموقعها من صيرورة المعرفة/الخطيئة للإنسان.
بدوره، قدم رامي سلامة، باحث في المركز، قراءة نقدية للسياق الثقافي والاقتصادي والسياسي لعقدة "أوديب" كما وضعها وعممها "فرويد" على البشرية، مبيناً أن عقدة أوديب؛ كمفهوم وكرؤية، تأتي ضمن سياق المركزية الثقافية الغربية، التي رأت أن فلسفتها ومعرفتها تنطبق على البشرية دون استثناء، وتبين، من جانب آخر، مدى ولع فلسفة ذلك العصر بتجذير صلتهم بالثقافة اليونانية والإغريقية واحتوائها. ومن جهة أخرى، تمت مناقشة عقدة أوديب ضمن سياقها الثقافي الرأسمالي بناء على أطروحات جيل دولوز وفليكس غيتاري.
وفي ضوء النقاشات، انقسم المعلمون المشاركون إلى مجموعات، اختارت كل مجموعة مشهداً من النص المسرحي، وقامت بتحويله إلى مشهد درامي، واشتغلت على مقاربته بصور مسرحية جمالية تبعاً لاختلاف المدارس المسرحية، وبخاصة فيما يتعلق بالقراءة المسرحية.
من جانبها، قالت المعلمة ريما طه، إحدى المشاركات في المنتدى: "كنا بحاجة إلى هذا المنتدى الذي يجمع المعلمين كافة، ويزودنا بالمعرفة، طبعاً ليست المعرفة التي كان يبحث عنها أوديب في مسرحيته.
وأضافت: من الأمور التي أثارت فضولي في هذا المنتدى، بحث "أوديب" عن المعرفة التي أدت إلى هلاكه في النهاية.
وقالت: "أيضاً قصص الآلهة والأسطورة التي بنيت عليها هذه المسرحية، فقد كانت كل مسرحية أوديب مليئة بالثنائيات، فقد كان بريئاً ومذنباً في الوقت نفسه، وكان زوجاً وأبناً، وكان ملكاً وضالاً. وفي ظل هذه المعرفة، شعرت بمدى جهلي بالمسرح، وأتمنى أن يزودنا المنتدى بالمزيد من الأعمال المسرحية التاريخية".
وفي نهاية المنتدى، تم تخريج 13 معلماً ومعلمة، وهي الدفعة الثانية من المدرسة الصيفية، وتوزيع الشهادات عليهم، كما تم انتخاب لجنة جديدة للمنتدى، تقوم بمهمة تنسيق أعماله وأنشطته، وتعميق التواصل بين أعضائه. وتكونت اللجنة المنتخبة من: إيمان صبح (حيفا)، وعايدة سالم (القدس)، وأجود عودة (جنين).