الإثنين: 23/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

"معا وباديكو" يكرمان المبادرين البيئين ويطلقان مسابقة لأفضل عمل بيئي

نشر بتاريخ: 05/10/2011 ( آخر تحديث: 05/10/2011 الساعة: 18:15 )
رام الله- معا- كرّم مركز العمل التنموي (معاً) وشركة فلسطين للتنمية والاستثمار المحدودة (باديكو القابضة) خمسة من أصحاب المبادرات البيئية المتميّزة في الضفة الغربية، كما أطلق (معاً) و(باديكو القابضة) المسابقة السنوية لأفضل عمل بيئي في فلسطين.

جاء وذلك خلال الحفل السنوي الأول لتكريم المبادرات البيئية في فلسطين والذي نُظِّم اليوم الأربعاء في مدينة رام الله تحت رعاية دولة رئيس الوزراء د. سلام فياض، وبحضور معالي وزير الحكم المحلي د. خالد القواسمي نيابة عن رئيس الوزراء.

وشارك في الحفل كل من الرئيس التنفيذي لشركة باديكو القابضة سمير حليله، ومدير مركز (معاً) سامي خضر، ومدير العلاقات الدولية في سلطة جودة البيئة أحمد أبو ظاهر، ومدير مركز الإعلام الحكومي د. غسان الخطيب، ورئيسة بلدية رام الله جانيت ميخائيل، ورئيس بلدية البيرة جمال الطويل، بالإضافة إلى لفيف من الوزراء السابقين وممثلي مؤسسات القطاع الخاص والخبراء والباحثين والمهتمين في قضايا البيئة وعدد من ممثلي وسائل الإعلام.

|148642|ويأتي تكريم المبادرين الخمسة استكمالاً لمشروع تكريم عشرة مبادرين على مستوى الوطن وذلك تحت شعار "عشر نجمات خضراء"، وقد تمّ تكريم خمسة منهم في قطاع غزة نهاية شهر أيلول الماضي، حيث لم يتسنّ لهم المشاركة في حفل التكريم في الضفة جراء الحصار الإسرائيلي على القطاع.

وأثنى د. القواسمي في الكلمة التي ألقاها نيابة عن رئيس الوزراء د. سلام فياض على الجهود الرائدة التي قدمها المبادرون في مجال البيئة، مشيراً إلى أن حماية البيئة بمكوناتها تشكل أولوية وطنية عُليا، لا سيما وأنها تواجه العديد من التحديات بسبب ممارسات الاحتلال واعتداءاته المستمرة على المصادر الطبيعية والأرض والمياه.

وأكد القواسمي "أن الواقع البيئي يعاني من إجهاد كبير بسبب ممارسات الاحتلال الاسرائيلي وسياسته الاستيطانية المتمثلة في مصادرة المياه والأراضي، وبناء المستوطنات والجدار وقطع الأشجار، وما ألحقه ذلك كله من أضرار وتقليص المصادر الطبيعية وتلوثها، كما أن الطرق الالتفافية التي تخدم المستوطنات تعيق التنمية المستدامة والعمران الفلسطيني، وهذا بالإضافة إلى جرف الأراضي الزراعية، ناهيك عما تعرضت له الأراضي الزراعية ومجمل مكونات البيئة الفلسطينية في قطاع غزة من تدمير، وما يسببه ذلك كله من خلخلة التوازن البيئي على المدى البعيد".

|148641|وأضاف: "لقد أقرت الحكومة الفلسطينية الاستراتيجية الوطنية للبيئة، والتي تضمنتها خطة السلطة الوطنية لبناء الدولة وإنهاء الاحتلال، للمساهمة في عملية التخطيط العلمي والشامل للقطاع البيئي وللمساهمة في إزالة آثار تلك الاعتداءات، وبما يمكّن من حماية مستقبل البيئة الفلسطينية".

ورحّب سامي خضر بالحضور وأصحاب المبادرات البيئية المكرمين، مؤكداً على أهمية تعزيز الوعي البيئي وتحفيز المبادرات في هذا المجال، وقال: "لقد وضع مركز (معاً) على رأس أولوياته حماية البيئة الفلسطينية ودعم كل ما من شأنه الإسهام في نشر الوعي بالقضايا البيئية، لا سيما وأن البيئة تواجه العديد من التحديات في فلسطين. وما من شك في أن تكريم هذه النماذج المشرفة في مجال المبادرة البيئية سيسلط الضوء على هذه التجارب الرائدة بهدف تعميمها والإفادة منها بحيث يُقتدى بها في تحقيق الوعي البيئي على المستويين الفردي والجماعي".

وثمّن خضر اهتمام شركة باديكو القابضة والدخول معها في هذه الشراكة لتكريم وتحفيز المبدعين البيئيين، مضيفاً أن التعاون مع الشركة في مجال البيئة يعزز من فرص التقدم على صعيد نشر الوعي البيئي والعمل على حماية البيئة الفلسطينية على نطاق واسع.

من جانبه، عبر سمير حليله عن اعتزاز الشركة بهذه الشراكة، وأشار إلى وجوب الاهتمام بالمبادرات البيئية التي يمكن أن يتم تطويرها وتسخيرها لخدمة المجتمع الفلسطيني، وأكد حرص باديكو القابضة على التعاون مع مركز معاً في هذا المجال إدراكاً لأهمية تضافر الجهود في سبيل الارتقاء بالعمل من أجل البيئة في فلسطين.

وأكد حليله أن باديكو تولي اهتماما كبيرا بالاستثمار في قطاع البيئة من خلال عدة مشاريع منها مشروع تدوير النفايات الصلبة، وتحلية المياه، وإنتاج الأسمدة العضوية، ومعالجة مياه الصرف الصحي، وغيرها من المشاريع التي تسعى باديكو لتنفيذها في المستقبل القريب، مضيفاً أن باديكو تتبنى نهج حماية البيئة داخل الشركة.

وقال: نعتبر الاستثمار في البيئة استثماراً استراتيجياً لباديكو على البعدين الاقتصادي والاجتماعي، ونحن ملتزمون بالاستثمار في قطاع البيئة انطلاقاً من رؤية باديكو وسعيها للقيام بدور فعاّل في الاستثمار في قطاعات حيوية تحقّق التنمية المستدامة الاقتصادية والاجتماعية، وبما يسهم في بناء أركان الدولة الفلسطينية، ونتطلّع ومن خلال هذه الشراكة إلى الإسهام في دعم البيئة في فلسطين وتجاوز الصعوبات والتحديات التي تواجهها.

وأوضح حليله أن الشركة تستعدّ لإطلاق مشاريع استثمارية حديثة قريباً في مجالات البيئة عبر شركتها التابعة "تدوير"، ومنها محطة فرز النفايات في جنين بطاقة تصل إلى 500 طن يومياً، والتي بدأت بتشغيل تجريبي وستبدأ العمل على المستوى التجاري خلال أيام، وكذلك في جنين أيضاً تعمل شركة "تدوير" على الإعداد لإنشاء محطة معالجة ثلاثية لمياه الصرف الصحي من أجل إعادة استخدامها في الريّ، كما تقوم الشركة ببناء وحدة لتدوير النفايات في نابلس وبطاقة 250 طن يومياً، ومتوقّع أنْ يتم افتتاح هذه المحطة الثانية في فلسطين قبل نهاية هذا العام.

وفي قطاع غزة لفت حليله إلى أن باديكو تستعدّ لإقامة محطة تدوير للنفايات الصلبة بطاقة 1000 طن يومياً والتي ستغطي مدينة غزة وشمال قطاع غزة، وأشار حليله إلى أنّ الشركة ستستكمل هذا المسار في رام الله والقدس وجنوب الضفة الغربية.

بدوره، أكد أحمد أبو ظاهر أن سلطة جودة البيئة أولت اهتماماً كبيراً لدعم المبادرات البيئية في إطار تعزيز الوعي البيئي وتوجيه الأنظار نحو الحفاظ على البيئة من أجل التخفيف من الأضرار التي تعانيها البيئة الفلسطينية، وأشار إلى ضرورة الالتزام بالمبادرات البيئية لدى المواطنين وصناع القرار للمساهمة في الحفاظ على البيئة واستخدام مصادرها بطريقة مستدامة لنا وللأجيال القادمة.

وتم خلال الحفل عرض نبذة عن النماذج البيئية والتعريف بأهميتها وتكريم أصحابها، وهم: أنور خلف الذي زرع 30 ألف شجرة في جبل "الشيخ شبل" غرب جنين، وعائلة بدر التي تمارس الوعي البيئي في مختلف جوانب حياتها لا سيما في المجال الزراعي، والمربية ضحى المصري التي تقدم لأطفال روضة "الفرندز" تربية بيئية متكاملة، ونبيل نحاس الذي حول مكباً للنفايات في رام الله إلى حديقة خضراء، وياسمين بولص التي زرعت حديقة منزلها بمئتي نوع من الأزهار والمحاصيل العضوية.

أما في الحفل الذي تم في قطاع غزة، فقد تم تكريم كل من: ظافر الحلو، صاحب براءة اختراع جهاز تحلية المياه بالطاقة الشمسية، وعزمي نصر الذي أنار منزله وشغل العديد من الأجهزة الكهربائية بواسطة طاقة الشمس، وعطية البرش وماهر الجمل اللذان طورا جهازا لإنتاج غاز الطهي من المخلفات النباتية والحيوانية، وعلي موسى الذي طور نظرية لتوليد الكهرباء من موج البحر، بالإضافة إلى محمود شاهين الذي حصل على ثماني براءات اختراع وأنار منزله بالطاقة الشمسية منذ عشرين عاما.

وتمّ تكريم المبادرين العشرة في الضفة وقطاع غزة بناءً على معايير اعتمدتها لجنة تقييم مختصة لاختيار أبرز المبادرات البيئية من ضمن 40 ريادياً ومبادراً بيئياً فلسطينياً، كانت مجلة آفاق البيئة والتنمية الصادرة عن مركز معاً والتي يرأس تحريرها رئيس وحدة الأبحاث والدراسات في معاً جورج كرزم، قد سلطت الضوء عليهم من خلال عملها بالتعاون مع مؤسسة "هينريش بل" الألمانية خلال الأعوام الأربعة الماضية. ومن أهم هذه المعايير: العمل والإبداع لتغيير الوضع البيئي فعلياً لا نظرياً في مختلف المواقع والحقول، والتأثير في البيئة والمجتمع بلمسات فردية واضحة، وغيرها من المعايير.