الخميس: 03/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

احوال.. دوري «جوال»

نشر بتاريخ: 05/10/2011 ( آخر تحديث: 05/10/2011 الساعة: 22:00 )
كتب بدر مكي

تخلد الفرق في دوري جوال للمحترفين للراحة هذا الاسبوع لمشاركة منتخبنا الوطني في لقاء ودي امام ايران، فيما سيكون الاسبوع السادس من الدوري حامي الوطيس، حيث تلتقي فرق الصدارة الاربعة الاولى مع بعضها البعض، حيث يقابل الامعري شقيقه الغزلان، كما يلتقي المتصدر مطارده المباشر شباب الخليل وتجري المباراتان باستاد الشهيد فيصل الحسيني، حيث تستمتع جماهير الكرة بوجبة دسمة على مدار يومين، والتوقعات تشير الى ان الاستاد سيكون ممتلئا عن بكرة أبيه.

ويزداد الدوري سخونة في كل مرحلة، حيث يسعى المتصدر الهلال مواصلة الصدارة وينتظره لقاءآت من العيار الثقيل وخاصة امام الامعري والغزلان، وسيظهر معدن الهلال الحقيقي في هذه اللقاءات، اضافة للقائه المنتظر امام عميد الضفة، ولا شك ان الانظار ستتجه الى مراد عليان الهلال واياد ابو غرقود الشبابي، وقد اصبح كل منهما علامة فارقة في نتائج الفريقين، لما يتمتعان من حس تهديفي رائع، والحال ينطبق على جمال محمود قائد كتيبة الهلال وزميله سمير عيسى قائد كتيبة العميد. ولعل المفارقة التي تسعدنا جميعا ان ابن القدس ينافس ابن غزة وابن الشتات ينافس ابن داخل ما يسمى بالخط الاخضر.. الكل الفلسطيني موجود في دورينا.. وهذه ظاهرة ايجابية تستحق التقدير.. نعم قاعدون هنا.. متجذرون هنا.. وهذا ما ينطبق على الفرسان جمال محمود، سمير عيسى، مراد عليان، اياد ابو غرقود، اضافة الى مدربنا ابن مخيم بلاطة خليفة الخطيب.. كلهم يعملون من اجل رفعة الكرة الفلسطينية.. وهذا من اهم مكاسب هذا الدوري.. الذي يسعدنا فيه حدة المنافسة الشريفة.. وتمتع كوكبة اللاعبين بالروح الرياضية العالية.

|147645|

وانا لست من انصار من يقول.. ان لقب الدوري قد بدأت تتضح معالمه.. سيما ان لقاءات ساخنة بانتظار الكبار.. وهذا الحال ينطبق على مؤخرة الترتيب.. لأن نتيجة مباراة.. ستؤثر بالضرورة على فرق القمة والقاع.. نظرا للتقارب في النتائج.. رغم ان مستوى بعض الفرق.. يبدو ثابتا في الكثير من اللقاءات.

والحق يقال ان فاكهة الملاعب.. تبقى جماهير الخليل.. وخاصة العميد والغزلان.. ومن بعدهما هلال العاصمة والامعري.. فهذه الجماهير تتابع فرقها بشغف.. حتى اننا لا نجد ذلك في دوريات اخرى.. اما جمهور المكبر.. فعليه ان يواصل تشجيع فريقه بعيدا عن النتائج التي تحققت في الآونة الأخيرة.. مع العلم ان النتائج هي التي تدفع بالفرق الى بذل مزيد من الجهد من اجل تحقيق ما يصبو اليه هذا الجمهور الكبير.. الذي عزف مؤخرا عن متابعة فريقه المفضل.. ويحتاج المكبر الى الاستقرار الاداري والفني للنهوض من كبوته.

اما فرق المؤخرة.. فان ترتيب الصفوف.. يجب ان يكون في سلم اولياتها.. حيث انها تقدم اداء طيبا كما فعلت البيرة في لقاء الديربي والثقافي امام الواد.. اما السمران فحكايتهم حكاية.. ويبدو ان التاريخ وحده لا يكفي.. فقد سعى الهلال والامعري والعميد والغزلان.. الى ترتيب اوراقهم مبكرين.. ولهذا فهم في المقدمة.

واذا كان الشيء بالشيء يذكر.. فيجب الاشادة مجددا بجماهير الكرة الفلسطينية التي تزحف للملاعب بالآلاف.. مع التأكيد هنا على ضرورة الابتعاد عن الالفاظ التي تسيىء.. وهذه مهمة روابط المشجعين.. الذين يساندون فرقهم بقوة.. ويوفرون اسباب نجاح المباريات.

وفي موضوع التحكيم.. ان شماعة الاخطاء التي تعلق على قضاة الملاعب.. لم تعد كذلك.. حيث يبذل الحكام قصارى جهدهم.. وان شاب بعض المباريات بعض الاخطاء التي لا تؤثر على سير المباريات.. ولكن مع ذلك ان اسطوانة ان الخسارة سببها الحكم.. اصبحت مشروخة.. مع التأكيد على الزج بمزيد من الوجوه في هذا الجهاز الحساس.. وعدم الاكتفاء بالحكام القدامى.. وفي نقاشاتنا بهذا الخصوص مع عديد المتابعين.. اكدوا ان الحكام يبذلون جهودا مضنية في الخروج بالمباريات الى بر الأمان.. وان بعض الجماهير لا ترضى باسماء معينة في قيادة اللقاءات.. وهذا يسبب توترا.. لا مبرر له.. بل ان بعض اللقاءات تتواصل بفعل حضور اجهزة الأمن المتواجدة في جميع الملاعب.. ويجب ان يتم اسناد الحكام بقرارات من قبل الاتحاد لكل من يسيء للعبة.. وليس العودة عن هذه القرارات بعد اتخاذها.. خوفا من استفحال اشكاليات.. نحن في غنى عنها.

|67798|

لقد قطع دوري «جوال» للمحترفين شوطا طيبا.. ويحدونا الأمل ان تتواصل المسيرة بعيدا عن المنغصات.. ولعل المفاجأة المتمثلة باعلان جوال عن رغبتها بسحب الرعاية للدوري.. قد القى بظلاله.. حيث ان الرعاية تتضمن.. رفد الاندية ببعض المال من تلك الرعاية.. حتى تساهم في التخفيف من عبء النفقات الكبيرة التي تواجه الاندية على مدار كل شهر.. وخاصة بسبب التعاقدات الباهظة في انتداب اللاعبين.. اضافة لتوقيع عقدين الهلال والثقافي مع شركة الوطنية.. وما سبب ذلك من ارباك.. ولكننا نعتقد ان رعاية جوال هي للاتحاد وليس للاندية.. فيما رعاية الوطنية هي للاندية.. التي من حقها البحث عن مصادر تمويل لدى شركاتنا الوطنية وقطاعنا الخاص.

آمل ان تعالج المسألة بهدوء.. وبعيدا عن ردات الفعل.. للخروج من هذه الأزمة.. حتى يواصل جمهورنا الاستمتاع بمباريات الدوري.. التي اصبحت مواعيدها.. مقدسة.. لذاك الجمهور المتعطش.