الثلاثاء: 26/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

ليبرمان ورسم السياسة الإسرائيلية الفلسطينية بقلم خالد العقاد من خانيونس

نشر بتاريخ: 02/11/2006 ( آخر تحديث: 02/11/2006 الساعة: 13:00 )
في الماضي عندما جرت الانتخابات في دولة الاحتلال وفاز برئاسة الوزارء ارئيل شارون... الناس تأزمت وهللت وووو واقسم يومها وكنت في العاصمة الأردنية عمان وقلت بان شارون هو الذي سوف يحل المشكلة ،لانة رجل قوي وبالفعل قام بالانسحاب من غزة .
ايهود اولمرت رئيس وزارة دولة الحرب الاسرائيلي، قام بضم المتطرف الارهابي العنصري، افيغدر ليبرمان، إلى حكومته؛ والتي لا تحتمل التأويل ولا يشوبها الالتباس: السلام على «السلام». دخول هذا الأخير إلى الحكم لا يبشر سوى بدفن أية احتمالات لعملية التفاوض مع الجانب الفلسطيني. على الأقل حتى إشعار آخر وتوفر ظروف جديدة مختلفة. لا يعني ذلك أن من دونه كان يمكن ان تندفع حكومة «كاديما ـ العمل» إلى طاولة المفاوضات؛ أو أنها كانت متحمسة أو حتى راغبة في إحياء «عملية السلام». فهي قد سبق لها وأحبطت كافة المحاولات التي جرت في هذا الاتجاه. بل هي جاءت إلى الحكم على قاعدة تحقيق الفصل التام مع الوضع الفلسطيني؛ مع كل ما يستلزم ذلك من مصادرة وتقطيع لأوصال الأراضي الفلسطينية في الضفة. ثم هي وريثة شارون وخطه المعروف. وفي كل هي امتداد لسياسة إسرائيلية اعتمدتها كافة الحكومات المتوالية وتقوم على التحايل والتملص لخنق أية فرصة سلمية حقيقية، لكن مع ذلك فإن مجيء ليبرمان ينطوي على دلالات خطيرة؛ سواء على مستوى العملية السلمية، أم على مستوى السلم والاستقرار في المنطقة.. فالرجل واضح ومعروف بمواقفه وطروحاته القاطعة التي لا مكان فيها للتسوية أو الحلول الوسط. فهو على سبيل المثال، يطرح فكرة «طرد» عرب 1948 من مناطقهم. وقد حظي بموقع لا يستهان به في التركيبة الحكومية، إذ تم تعيينه نائبا لرئيس الوزراء وعضو الحكومة المصغرة للشؤون الأمنية والسياسية؛ بالإضافة إلى منصب وزير للشؤون الاستراتيجية. يعكس ذلك مدى مقبولية مواقفه لدى الحكومة وسياساتها. ولا يقلل من هذه الحقيقة كون أولمرت استعان بليبرمان لتعزيز ائتلافه الذي اهتز بعد انتكاسة حربه على لبنان؛ ولحسابات سياسية داخلية. بالإضافة إلى ذلك، فقد حصل التعديل الوزاري هذا بالتزامن مع تزايد الحديث والاستعدادات للقيام بعدوان إسرائيلي واسع على غزة، الأمر الذي يؤشر إلى دخول الصراع مرحلة جديدة؛ لا شك ان إسرائيل تريدها تصفوية. المؤلم أنه فيما تسارع إسرائيل إلى ترميم بيتها الداخلي وتعزز سياسة التشدد مع الجانب الفلسطيني؛ يواصل هذا الأخير مراوحته بخصوص القيام بخطوة طال انتظارها وتمثل الحد الأدنى من مستلزمات اللحظة الراهنة، تشكيل حكومة وحدة وطنية، تتولى فك الحصار المضروب على الشعب الفلسطيني والالتفات إلى مواجهة متطلبات التخلص من الاحتلال؛ فضلا عن وجوب التصدي لهجمته الكاسرة والمتوقع ان تتزايد شراستها في الآتي من الأيام والأسابيع. لقد مضى حوالي عشرة أشهر على الأزمة السياسية الداخلية؛ العاصفة بالساحة الفلسطينية. وإذا كان فيها من عبرة ودرس فهو أن أيا من الطرفين المتنافسين، بل المتصارعين على الحكم، «فتح» و «حماس»؛ غير قادر لوحده على النهوض بمهمات العمل الوطني، عند هذا المفصل الدقيق من تاريخ القضية الفلسطينية. كلاهما يتحدث عن أهمية هذه الخطوة وعن استعداده لتذليل العقبات القائمة في طريقها. وكل يوم يتردد بان هناك تقدما قد تحقق في هذا الصدد! لكن حتى الآن لم يتمخض شيء عن مثل هذا التقدم. لماذا يقوى الإسرائيليون على تجاوز خصوماتهم السياسية الخاصة والتوصل إلى ائتلافات، خاصة في اللحظات الحرجة؛ ولا يقوى الفلسطينيون على ذلك؟ سؤال برسم كافة الأطراف والقوى الفلسطينية، لابد وان الشعب الفلسطيني ناهيك بالعربي يتطلع إلى جواب عليه. فهل يكون انضمام ليبرمان الي الحكومة فيه منفعة للفلسطينيين بالرغم من الهجمة الشرسة التي قام بها جيش الاحتلال هذا الصباح علي شمال مدنية غزة موقعا الشهداء والجرحي والتخريب والتجريف.
الصحفي/ خالد محمد العقاد
[email protected]