فتح : تدريب 2500 عضو في خان يونس يهدف لتفعيل وتنشيط الكادر الفتحاوي والاستعداد لهجوم واسع على قطاع غزة
نشر بتاريخ: 02/11/2006 ( آخر تحديث: 02/11/2006 الساعة: 16:53 )
خان يونس- معا- باشرت حركة فتح في الآونة الأخيرة باجراء دورة تدريبية لأكثر من 2500 عضو ناشط وفاعل في الحركة ، بهدف إعادة تفعيل وتنشيط الكادر الفتحاوي في أطار الجهود المبذولة ضمن برنامج حركي لرفع درجة الجاهزية لدى أبنائها في التصدي لأي عدوان اسرائيلي محتمل على قطاع غزة.
وقد اتهمت وسائل إعلامية مقربة من حركة حماس هذه الدورة بأنها تأتي في سياق استعدادات حركة فتح لمواجهة داخلية محتملة مع حركة حماس في إطار التجاذب والاستقطاب الحاد بين الحركتين في الآونة الأخيرة ، وأنها تأتي ضمن برنامج انقلابي يقوده البعض للخروج على الشرعية التي أفرزتها الانتخابات التشريعية .
ولمعرفة الحقائق عن كثب قامت وكالة معاً بزيارة موقع التدريب الواقع في ماكانت تعرف بمستوطنة موراج سابقاً على أرض مدينة خان يونس ، والتقت مع سعيد النجار الملقب ( ابو عاصف) المسؤول المباشر عن عملية التدريب .
عمل قانوني وواجب أخلاقي
وقد أكد ابو عاصف ان الهدف من الدورة هو إعادة تفعيل وتنشيط أبناء الحركة وإعطائهم موضوعات علمية عن وسائل القتال والمواجهة تحسباً من قيام الجيش الإسرائيلي بالقيام بعمليات توغل واسعة في قطاع غزة ، بالإضافة إلى إعطاء مواد وبرامج تثقيفية تساعد المتدربين في الحياة العامة وتزيد من خبرات وتصقل مواهبهم المختلفة .
وأوضح ابو عاصف الى أن الحديث عن قانونية الدورات العسكرية التي تنظمها قوى المقاومة هو نوع من أنواع الهستيريا ، فلا يُعقل أن حركة تحرر وطني كحركة فتح وغيرها من القوى الوطنية أن تتقدم إلى جهة ما من أجل الحصول على موافقة مكتوبة أو ترخيص من أجل تنظيم دورة تدريبية تنشيطية لعناصرها ومنتسبيها ، وكل جهد وطني يستهدف رفع درجة الجاهزية عند المقاتلين والمقاومين هو عمل قانوني وهو واجب أخلاقي على الجميع أن يحذو حذو فتح فيه ، باعتبار أن فتح كانت دوماً سباقة في هذا النوع من النشاطات التي تقتضيها الظروف الاستثنائية وظروف العدوان الإسرائيلي المتواصل على شعبنا الفلسطيني.
لم نعد أحدا بالتفريغ .............
ونفى سعيد النجار إدعاء البعض أن منتسبي الدورة قد تم التغرير بهم وتقديم وعود بأنه سيجري تفريغهم على الأجهزة الأمنية بعد انتهاء الدورة ، متهماً من يقفون خلف هذه الشائعة الكاذبة بأنهم يسعون بكل جهد ممكن لتعطيل مسيرة الحركة التي تعتمد في جزء رئيسي من برنامجها الوطني على الجناح العسكري الذي يحتاج دوماً إلى متابعة واهتمام ورفد بالطاقات الشابة والواعدة في العمل الكفاحي ، حيث جرى إعلام جميع المنتسبين بأن هذه الدورة ستعدهم بدنياً وثقافياً وعلى مستوى المهارات للتعامل مع المهمات الوطنية التي يمكن أن يجدوا أنفسهم في مواجهتها في أية لحظة ، خصوصاً مع ترجيح المراقبين إمكانية إقدام العدو الصهيوني على شن عدوان واسع على قطاع غزة ، الأمر الذي يستوجب التصدي له بكل قوة ، وفتح كما غيرها من فصائب المقاومة تستعد بكل طاقتها لأداء واجبها الوطني في حالات كهذه ، وقد برهنت في السابق على قدرتها المتميزة في تقديم نموذج للعمل الكفاحي المبدع والخلاق.
تقديس الدم الفلسطيني
واستنكر أبو عاصف الأقاويل التي رددتها بعض الصحف والمواقع المقربة من حماس والتي اشارت الى أن هذه الدورة قد جاءت ضمن استعدادات حركة فتح لمواجهة محتملة مع حركة حماس ، نافياً هذه الأقوال جملة وتفصيلاً ، حيث أكد على أن المنتسبين يتلقون برنامج تثقيفي مكثف يستند إلى تقديس الدم الفلسطيني وحرمته ، والأهمية القصوى لتمتين الجبهة الداخلية من أجل مواجهة مخططات الاحتلال العدوانية.
وأوضح بأن حركة فتح كانت ولا تزال الأكثر حرصاً على الوحدة الوطنية ، ويكفي للتدليل على ذلك الصبر غير المعتاد الذي تمتعت به فتح على الأذى الذي تعرضت له سواء بالاعتداء الجسدي على أبنائها في مختلف المحافل أو حملات التشهير والتشويه التي تعرضت لها قياداتها ورموزها ، الأمر الذي يبرهن على رغبة فتحاوية في رأب الصدع الوطني والجسر على الهوة التي نشأت في العلاقات الوطنية الداخلية .
توعية الشباب ومحاربة الفتان
وأشار ابو عاصف إلى أن الدور ساهمت بشكل كبير في توعية ابناء حركة فتح ، خاصة الشباب حول العديد من القضايا الهامة التي كانوا يجهلونها سواء فيما يتعلق بالوضع الداخلي او الإقليمي والدولي ، وقد أصبحت لديهم القدرة الكافية على قراءة الأمور بشكل صحيح وسليم ، كما ساهمت بشكل كبير في رسم قضايا وطنية هامة للشباب ، لكي يكونوا جزء مهم وفعال فيها ، بدلاً من الانفلات الحاصل في الشارع الفلسطيني أو جنوح البعض منهم إلى دائرة الانحراف في ظل غياب المؤسسات التي يمكنها أن ترعى الشباب وتتبنى قضاياهم وفي ظل انتشاء الظواهر المؤذية التي يكون الشباب عادة عنواناً لها .
مخطط مزعوم
واستهجن النجار الأنباء التي تناقلتها بعض الجهات عن أن هذه الدورة هي جزء من مخطط مزعوم للانقلاب على الشرعية التي أفرزتها الانتخابات التشريعية التي جرت مؤخراً .
وأشار إلى أن هذا المخطط هو نوع من الوهم المزروع في رؤوس أصحابه، وأن حركة فتح لن تنزل في يوم من الأيام إلى هذا المستوى في الفعل السياسي ، وأنها كانت الأكثر استجابة لنداء الديمقراطية وهي التي عملت منذ البداية على نقل السلطة سلمياً إلى الوزارة الجديدة وتركت كل شيء ليكون التاريخ شاهداً على دورها المتميز والريادي في العملية الديمقراطية الفلسطينية .
مواجهة العدوان
وأكد أبو عاصف أن المتدربين في الدورة يحملون هم واحد وهو مواجهة العدوان والدفاع عن أبناء الشعب الفلسطيني ، وليس كما يصوره البعض بأنها استعدادات داخلية ،مؤكدا أن هؤلاء الفتحاويين لن يكون سلاحهم موجهاً في يوم من الأيام ضد أبناء الشعب الفلسطيني ، "فقد دأبت فتح التي اتهمها البعض يوماً بالانبطاح السياسي والتنكر لخيار المقاومة على ابتداع كل وسيلة ممكنة لازالة الاحتلال الغاشم والتصدي له بكل عزيمة وعنفوان وكانت انتفاضة الأقصى المباركة والأفاعيل والبلاء الذي أبلاه أبناء فتح أبرز البراهين على ذلك".