الإثنين: 30/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

بحر ينتقد خطاب الرئيس والقواسمي يعتبره شاملا ومعبرا

نشر بتاريخ: 06/10/2011 ( آخر تحديث: 06/10/2011 الساعة: 22:25 )
غزة- معا- اعتبر أحمد بحر النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي اليوم الخميس، إن خطاب الرئيس محمود عباس أمام مجلس أوروبا احتوى على العديد من الثغرات والنقاط المثيرة للجدل والرفض الوطني، موضحا "ان الرئيس حرص على توصيف المعاناة الفلسطينية تحت الاحتلال وأدان ممارسات وسياسات الاحتلال إلا أنه سقط في فخ العديد من النقاط والمحاور ذات العلاقة بطبيعة مشروعه ونهجه السياسي الخاص والمدان على الساحة الفلسطيني"، على حد قوله.

وتساءل بحر في بيان وصل "معا" عن سبب تمسك الرئيس عباس بـ "المفاوضات العبثية" مع الاحتلال واستعداده لاستئنافها رغم ما جرته من ويلات طيلة العقدين الماضيين، مؤكدا أن الرئيس عباس لا يخوض معركة سياسية حقيقية مع الاحتلال وإنما يشتبك إعلاميا مع الاحتلال بغرض تحسين شروط التفاوض فحسب على، حد قوله.

ورد اسامة القواسمي المتحدث باسم حركة فتح في اتصال هاتفي لغرفة تحرير "معا" على تصريحات بحر بالقول، إن خطاب الرئيس كان شاملا ومعبرا عن نبض الشارع الفلسطيني بآلامة وتطلعاته بلغة صادقة مع شعبه والمجتمع الدولي، مؤكدا على الثوابت الفلسطينية المعلنة والواضحة للشعب الفلسطيني، فيما يتعلق بالمفاوضات ضمن مرجعية واضحة أساسها حدود الرابع من حزيران 67 والوقف التام للاستيطان وتطبيق القرارات ذات الصلة.

ووجهة القواسمي كلامة لحركة حماس قائلا: "يجب على حماس ان تصارح شعبها بحقيقة موقفها وعدم خداع نفسها وتغطية مواقفها تحت شعار المقاومة"،حسب قوله.

ونفى بحر وجود أي تغيير في نهج وسياسة الرئيس عباس تجاه الاحتلال باستثناء اللهجة الكلامية، لافتا إلى بقاء الأسس والقواعد السياسية الناظمة لعمل السلطة كما هي دون أي تغيير، وبقاء التعاون الأمني مع الاحتلال بل وتطويره ومدّ آفاقه وتوسيع مجالاته، بما يشكل نسفا لمصداقية الرئيس وإبقاء وعوده بالتغيير في إطار الشكليات ليس أكثر.

وتساءل بحر عن ماهية الربيع الفلسطيني الذي بشّر به الرئيس عباس، مشددا على أن الخلاص من الاحتلال له شروطه واستحقاقاته، وأن الربيع الفلسطيني ليست كلمة تقال أو لفظة تطلق بشكل فارغ بدون مضمون.

واستغرب بحر حديث الرئيس عباس عن الديمقراطية الفلسطينية" في الوقت الذي تنتهك فيه السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية الحريات العامة والخاصة في الضفة الغربية وتمارس الاعتقال السياسي وتمتهن القانون صباح مساء"، مضيفا " أن الحريات وحقوق الإنسان أضحت رهينة النظام الأمني المستبد الذي يحكم الضفة حاليا" حسب البيان.

ونوه بحر إلى اعتراف الرئيس عباس بدور القيود والتدخلات الخارجية وتأثيرها على الديمقراطية الفلسطينية والأوضاع الفلسطينية الداخلية، مؤكدا أن ذلك يدلل على صحة مواقف قوى المقاومة وشرائح الشعب الفلسطيني حول طبيعة الضغوط والتدخلات والإملاءات الخارجية التي تُفرض من قبل الاسرائيليين والأمريكيين والأوروبيين من أجل ضرب المقاومة وأبنائها، وانتهاك الحريات وحقوق الإنسان في مناطق السلطة من أجل حفظ وحماية الأمن الاسرائيلي.

من جانبه اأكد القواسمي "انه من المستغرب والمستهجن أن يتحدث بحر عن الديمقراطية وهو أحد من رفض خروج الجماهير في غزة للتعبير عن رأيهم الداعم لموقف الرئيس في الأمم المتحدة، واعتقالهم لأصحاب الرأي اللذين أيدوا الخطوة وملاحقة ألاجهزة الامنية بالمقالة لكل من تابع الخطاب في المقاهي، وهو أحد اللذين باركوا الاستخدام المسلح من قبل حركة "حماس" في غزة ضد الفلسطينيين وضد المؤسسة الشرعية وتدمير قواعد الديمقراطية التي أسستها فتح عبر الانتخابات الرئاسية والتشريعية".

وأضاف القواسمي ان حركة فتح هي من تدعو لانتخابات بلدية وتشريعية ورئاسية في الضفة وغزة، في الوقت التي رفضتها حماس من خلال عدم السماح للجنة الانتخابات بممارسة عملها في غزة وعبر الرفض الصريح لذلك.

وفيما اعرب بحر عن استهجانه مما وصفه بمفهوم الرئيس للمصالحة وقصره على تشكيل حكومة وإجراء انتخابات فحسب، مؤكدا" أن مفهوم المصالحة بشكلها الحقيقي والشمولي يتعدى هذا المفهوم القاصر والمشوه إلى إعادة صياغة الواقع الفلسطيني وإصلاح النظام السياسي الفلسطيني بما يدفع باتجاه رسم استراتيجية فلسطينية جديدة وموحدة لإدارة الوضع الفلسطيني الداخلي كما إدارة المعركة مع الاحتلال".

واتهم بحر الرئيس عباس "بعدم الجدية في تحقيق اتفاق المصالحة وإنهاء الانقسام، وأنه يوظف قضية المصالحة لخدمة أجندته الخاصة وأهدافه الشخصية".

ورد اسامة القواسمي على تصريحات بحر بخصوص المصالحة قائلا: إن الرئيس ابو مازن وحركة فتح الأكثر حرصا على المصالحة وانجازها باعتبارها واجبا وطنيا لا عودة عنه مذكر بان حركة فتح وقعت على الورقة المصرية قبل عامين من توقيع حماس لها، مشددا على أن الحوار مستمر لعقد اجتماع قريب مع المكتب السياسي لحماس لانجاز المصالحة وتطبيقها.

وقال القواسمي إن هناك حوار مباشر مع المكتب السياسي لحركة حماس، مشيرا ان الاتصال ما بين عزام الاحمد وموسى ابو مرزوق مستمر للتنسيق لاجتماع خلال ايام القريبة القادمة لمناقشة المصالحة وبرنامج سياسي مشترك يجمع الحركتين.

وانتقد بحر إصرار الرئيس على إغلاق الخيارات الفلسطينية وقصرها على الطابع السلمي فحسب، مشددا على أن المقاومة بكل أشكالها حق مشروع للشعب الفلسطيني، وأن التشديد على سلمية الحراك الشعبي يسيء إلى حركة التحرر الوطني الفلسطيني التي تتكيف وطنيا حسب الظروف والمستجدات، وتمارس المقاومة ضد الاحتلال والمستوطنين بأساليب رشيدة بعيدا عن الانتقائية الضارة التي تلغي حق الشعب وقواه الحية في الاستفادة من كافة الأشكال والأساليب الكفاحية وفقا لطبيعة المرحلة والظروف السائدة في إطار علاقة الصراع والكفاح مع الاحتلال.

واكد القواسمي ان العمل السلمي نوع من انواع المقاومة السلمية، موضحا ان موقف الرئيس في الامم المتحدة هو قمة المقاومة حيث رفض كل الضغوطات الامريكية والاسرائيلة وتقدم بطلب اعلان دولة فلسطين كعضو كامل في الامم المتحدة ومجلس الامن، كحق ووطني واستحقاق طبيعي لدولة فلسطين اسوة بدول العالم.

اما فيما يتعلق بالمقاومة الشعبية، فأكد القواسمي على حق الشعب الفلسطيني بالمقاومة بشتى الوسائل ما بقي الاحتلال، قائلا: "إن هناك إجماع وطني فلسطيني على أن المقاومة الشعبية هي الأنجع في تعرية سياسات حكومة الاحتلال أمام العالم بالتوازي مع المعركة الدبلوماسية التي تخوضها القيادة الفلسطينية لنيل العضوية في الأمم المتحدة بحكمة وجرأة وثبات وبقرار وطني مستقل ومعركة البناء، بعيدا عن التهديدات الأمريكية والإسرائيلية".

ولفت بحر إلى" أن تمجيد الرئيس عباس للربيع العربي لا يتناسب تماما مع طبيعة السياسات والخطوات التي ينفذها في علاقته مع الاحتلال والمحيط الإقليمي والدولي، "مشيرا إلى "أن الربيع العربي يُعلي من إرادة وكرامة وقرار الشعوب الحر ضد كافة أشكال التبعية والاستبداد الداخلي والخارجي في الوقت الذي لا زال فيه الرئيس يخضع لإرادة الاتفاقيات السياسية الكارثية والالتزامات الأمنية الخطيرة التي تربطه بالاحتلال، ويتجاهل إرادة شعبه في إنهاء الانقسام وترتيب البيت الفلسطيني الداخلي".

وتساءل القواسمي عن سبب هذه التصريحات التي وصفها بـ الغريبة في حين ان حركة حماس تتحدث بلغتين، لغة ناعمة مع المجتمع الدولي واستعدادهم لقبول ما ترفضه منظمة التحرير، وتوسلاتهم المعلنة بالتمسك بالتهدئة وفرضها بالقوة وإخراسهم لآي أشكال المقاومة حتى الشعبية والتضامن منها، الامر الذي يؤكد ان البعض في غزة ما زال يتحدث بلغة الانقسام البالية ويعمل جاهدا على تعزيزه بالرغم من التصريحات الايجابية التي سمعناها من بعض قياداتهم التي نقدرها عاليا.

ونصح القواسمي حركة حماس بعدم الالتفات إلى المناكفات الاعلامية والالتفات الى مقاومة المشروع الاسرائيلي والاستيطان والحرب التي تشنها ادارة سجون الاحتلال على الاسى الفلسطينيين.

ويعتبر هذا من اكثر الردود الصادرة عن قادة حماس حدة تجاه الرئيس عباس منذ توقيع اتفاق المصالحة فيل خمسة اشهر بالقاهرة ما ينذر بعودة السجال الاعلامي ويشكل تهديدا جديا للمصالحة التي توافق عليها الجانبان.