رفح: مسيرة جماهيرية حاشدة تضامنا مع الأسرى
نشر بتاريخ: 07/10/2011 ( آخر تحديث: 07/10/2011 الساعة: 22:09 )
غزة- معا- نظمت القوى الوطنية والإسلامية بمحافظة رفح جنوب قطاع غزة مساء اليوم الجمعة، مسيرة حاشدة شاركت فيها كافة القوى الوطنية والإسلامية والفعاليات الشعبية في المحافظة، جابت الشوارع الرئيسية في المحافظة، ورفع خلالها المشاركون الأعلام الفلسطينية ومختلف الرايات الحزبية وصور الأسرى، وقد رددوا المشاركين شعارات الدعم والتضامن مع الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام في السجون الإسرائيلية.
وقد أختتمت المسيرة بكلمة مركزية باسم كافة القوى الوطنية والإسلامية، القها السجين السابق وعضو المكتب السياسي لحزب الشعب نافذ غنيم، حيث أشاد بصمود الأسرى الفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية، واصفا إياهم بالمقاتلين الأشداء في الصفوف الأمامية، والمدافعين عن كرامة شعبنا، وبأنهم من قدم ويقدم دروسا في الكفاح والوحدة بعيدا عن أي اعتبارات شخصية او أي مصالح فئوية.
وعن دورهم ومساهتهم في دفع عجلة المصالحة وإنهاء حالة الانقسام قال غنيم "هي دروس يسطرها الأسرى بالدم والألم والمعاناة، لعل من يريد ان يفهم .. يفهم، قالوا توحدوا، من خلال وثيقتهم التي رسمت طريقا لإنهاء الانقسام، وناشدوا كل الأطراف من اجل إغماد سيف الانقسام الذي يذبحم كل يوم وكل ثانيه، هم الذين يشعرون وكأن تضحياتهم تذهب سدى، بسبب هذا الواقع الأسود، ويتحسسون سنواتَ عمرهم، كأنها تذهب هدرا، عندما لا يجدون من يسمع صرخاتهم او مناشداتهم، فلا مصلحة تتحكم فيهم، ولا أجندة خارجية توجههم، هم خالصي التوجه، لأجل الوطن والشعب والقضية .. أطلقوا زغاريدَ الفرحِ يوم أن وقع اتفاق القاهرة، لترتسم معاني الوحدة والحرية في وجدانهم، وتمنوا أن تجد مضامين الاتفاقِ طريقها للنور، لكن للأسف، لم تتحرك عجلة المصالحة، وبقي شبح الانقسامِ ينتصب في الكثير من تفاصيل الحياة الفلسطينية. كنا نأملُ أن نَعفيهم مما نسبِبه لهم من ألم، ليتفرغوا لمواجهة الاحتلال وبطشه اليومي، لكننا لم نخجلَ على أنفسنا، وواصلنا ذبحهم بسيف خلافاتنا وانقسامنا، ليتضاعف الألم، ولتكبر المعاناة".
وتطرق غنيم إلى الحالة السياسية الراهنة قائلا "برغم التباين في المواقف من المعركة التي تخوضها القيادة الفلسطينية، والى جانبها شعبَنا الصامد، معركة انتزاعِ العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة، إلا أن الراسخ في الأمر، أن هذه المعركة باتت تأخذ توجها استراتيجيا في مواجهة السياسة الإسرائيلية العدوانية، وكذلك في التصدي للانحياز الأمريكي الذي عبر عن نفسه، على مدار كل المراحل، كما ان هذه الانعطافة عززت الكرامة َ الوطنية لشعبنا، وأعادت طبيعة المواجهة إلى مربَعِها الحقيقي، الأمر الذي يحتاج إلى بُعدٍ أساسي، يجب أن يكتمل بأسرع وقت ممكن، ذلك يتمثل في تطبيق ما تم الاتفاق عليه في القاهرة، من تفاهمات لإنهاء حالةِ الانقسام، كما يتطلب ذلك تشكيل مرجعية وطنية لتعزيز المقاومة الشعبية ، وفق توجه واضحٍ ومدروس، والى جانب ذلك، يجب إعادة النظر في التنسيق الأمني، مع الاحتلال الإسرائيلي، كذلكَ إعادة النظر في اتفاقية باريس، التي تكبل الإرادة الاقتصادية الحرة لشعبنا، لتبقيها رهينة السياسة والمصالح الإسرائيلية".
"إننا بحاجة الآن يتوحد الخطاب السياسي الفلسطيني، بروح مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، على كافة المستويات، السياسية والدبلوماسية، والاقتصادية والميدانية، وبما يحقق أوسع حالة من التضامنِ الدولي مع شعبنا وقضيتنا، ويعزز من عزلة إسرائيل، في كافة المحافل الدولية".
واعتبر أن النجاح في انتزاع الاعتراف الكامل بعضوية فلسطين في الأمم المتحدة سينعكس ايجابيا على قضية الأسرى من حيث اقتراب موعد الإفراج عنهم، وكذلك بالتعامل معهم كأسرى حرب بما لذلك من استحقاق سياسي وقانوني.
وفي الختام وجه التحية لكافة الأسرى الذين يخوضون معركة الأمعاء الخاوية في وجه إدارات السجون القمعية، كما حيا أُسر الأسرى ودعا للوقوف إلى جانبهم، كما ثمن الروح الوحدوية التي جسدتها جماهير رفح من خلال مشاركتها بهذه المسيرة المركزية.