الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

دراسة: فتح تعيش حالة من الانتفاض الداخلي للخروج من تبعات خسارتها في الانتخابات التشريعية الاخيرة

نشر بتاريخ: 02/11/2006 ( آخر تحديث: 02/11/2006 الساعة: 19:26 )
نابلس-سلفيت-معا- خلصت دراسة اعدتها المؤسسة الفلسطينية للاعلام بنابلس الى ان حركة فتح تعيش حالة من الانتفاض الداخلي للخروج من تبعات خسارتها في الانتخابات التشريعية الاخيرة.

وقالت الدراسة التي أشرف عليها مدير المؤسسة الصحفي غازي ابو كشك ان عشرات الكوادر الفتحاوية في فلسطين و المنافي يرجعون السبب في تراجع وضع الحركة الى ما يسمونه (السياسات والتوجهات الفرديه و الشللية وحشر الحركة في ظروف غاية بالتعقيد و البؤس الذي بات يهدد مصيرهم ، و مصير تاريخهم النضالي الحافل ، بل و مصير حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح ، التي صنعت المشروع الوطني و قادت العمل طيلة أربع عقود ماضيه ).

عماد يعيش

وتنقل الدراسة عن الكادر الفتحاوي في نابلس عماد يعيش القول إن كادر الحركة أصبح يعيش حالة الضياع و التشتت الفكري والسياسي والأمني بحيث أصبح الأمن الاجتماعي والاقتصادي بعيد المنال عن تحقيق الحد الأدنى منه ، بعد أن أفنى هذا الكادر عمره في النضال واستمر على ذلك لأكثر من ثلاثين عاما .

ويقول يعيش ان مناضلي فتح قد أحرقوا كل السفن وراءهم و ألقوا بكل ثقه الحياتية في أتون الحركة، و كان هذا الكادر اللبنة الأساسية في حماية المشروع الوطني منذ بداية سنوات السبعينات ، وأفنى عمره في سجون الاحتلال و قاد العمل الوطني في انتفاضاته و هباته الشعبية.

ويشير يعيش الى ان الكادر الفتحاوي الذي ضحى على مدار عقود يحترق اليوم بنار الحسرة واللوعة تجاه السلبيات التي و اكبت المسيره من قبل بعض الشخصيات التي ركبت موج الحركة وأفسدت سفينتها على حد قوله, منوها الى أن هذا الكادر لا يمكنه البقاء شاهدا بلا حراك ويقول :" هناك توجه لهذا الكادر بأن يتخذ الخطوات المناسبة و بكل قناعاته من أجل حماية مشروعه الوطني ".

لؤي عبده

أما لؤي عبده فيدعو كل كادر فتح للتحلي بالشجاعة والجرأه ، للمضي قدما في طريق التغيير الجذري عموديا و أفقيا على مستوى القيادة والأطر وتغيير و تطوير هيكلية فتح ويقول :" فتح لم تعد قادره على إستيعاب الكادر والكم الهائل من الصفوف الهيكلية ومطلوب الان تفعيل نظم المحاسبة العقوبات و تشكيل محكمة قضاء حركي و برمجة الأهداف و العوده الى الأخلاق و المعايير العادله و المفاهيم الواضحه كمقدمه الى تغيير الأوضاع و الأشكال و الوجوه و التخلص من المنافقين الانتهازيين الذين دفعوا بالحركة الى أسفل السافلين".

ويقترح عبده للوصول الى هذا الامر القيام آليات تنفيذية منها تشكيل لجان مؤقتة تشرف على كل الأطر و الأقاليم و المستويات الفتحاويه ، و إعاده النظر بشروط العضويه ، و ترتيب الصفوف على أساس العضو و النصير و المناضل و الكادر و القيادي والالتزام بالتسلسل والهرميه التنظيميه ، و محاسبة الذين لا يلتزمون ، ويضيف :" إن تنظيف صفوف فتح من العابثين و الانتهازيين و الكاذبين و المرتزقه هو الوسيلة الوحيده التي يجب اتباعها قبل فوات الاوان ، علما أن فتح لن تعود الى ما كانت عليه سابقا و إنما يمكن مواءمة الحركة مع العصر و تغيراته ".

ويستطرد عبده قائلا :" أما إبقاء الأمور على هذا النحو من تعدد بالمرجعيات و هلامية بالحركة ، و ميوعه بالقرارات ، و خلافات الكبار مع بعضهم البعض فانه يعني المضي قدما بالانهيار ".

ويشير عبده الى ان فتح يجب ان تدخل مرحلة الاستنهاض التي لا تتم عبر الوجوه و الأشخاص و الأساليب المعمول بها حاليا ، ويقول :" إذا لم يتعلموا من تجربة ما يسمى البرايمرز و أخطاء وجرائم الذين أشرفوا على تشكيل القوائم و خوض إنتخابات البلدية والتشريعي والابقاء على هؤلاء قنوات ومسؤولين عن الأطر و الأقاليم فهذا يعني البقاء في مسار الانهيار لذا فإن الرئيس أبو مازن لن يجد الصلابة و الدعم في الحركة لخطواته المستقبلية و لا حتى لتغيير الوضع في السلطة ، بل إن السلطة تواجه مشكلة السبب و المسبب ".

ويعتبر عبده ان حل الحكومة الحالية لرفع الحصار هو اول مهمة مطلوبه ، تعود بالفائدة على جميع أفراد المجتمع والحركات السياسية ويقول:"إن السلطة نواة مشروع اقامة الدولة الفلسطينية على الأرض المحتلة عام 1967 ، و القدس عاصمتها ، و نحن اليوم اقرب الى إنجاز الدوله ، من العوده الى الثورة ، فالدوله في هذا العصر

واقامتها هو الخلاص الوحيد لماسي شعبنا و هجرته و تشتته و ضياعه أما الثوره و المقاومة فما هو إلا شعار يستخدمه البعض لينال إعجاب بعض المحاور الاقليمية".

ماهر الفارس

من جانبه يؤكد ماهر الفارس أن حركة فتح تشهد تجاذبات داخل أطرها العليا تدور في دائرة البحث عن الذات ، و تذويب الهوية الوطنية للحركتنا العملاقة تاريخيا ويقول :"إن الارث النضالي لحركتنا العملاقة ليس سند ملكية يتم ايداعه في حقائب احد كي يسوي الأمور على أرضية توزيع التركة , والمطلوب اليوم هو العودة فورا الى جسم التنظيم لتثيبت العضويه و استكمال بناء واصلاح الأطر و عقد المؤتمرات القاعديه وصولا الى عقد المؤتمر العام للحركة , و نحن مدعوون اليوم للإنتصار للحركة عبر رفع الصوت الفتحاوي الوطني كي نعيد الحركة الى طبيعتها و كي نعيد الميزان المفقود منذ سنين طويله ، و هو ميزان الحقوق و الواجبات علنا نصل الى مرحلة نخلص الحركة من كل ما علق بها.