الخميس: 14/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

حوالي ثلثي مستخدمي الفيس بوك في الأراضي الفلسطينية من الشباب

نشر بتاريخ: 08/10/2011 ( آخر تحديث: 08/10/2011 الساعة: 18:20 )
رام الله- معا- سجلت الأراضي الفلسطينية المحتلة أعلى معدل للاشتراك في موقع "فيس بوك" الاجتماعي خلال الأسبوع الثالث من شهر أيلول الماضي 2011، وذلك بمعدل 1.6% عضوية جديدة (حيث انضم للموقع 9660 مشتركا جديدا).

وتشير الإحصائيات الرسمية إلى أن هناك 646,620 مستخدم للموقع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ويزداد هذا الرقم بتسارع كبير.

وتشير تصنيف العضويات في فلسطين الى أن الذكور يشكلون 61% أي حوالي 391520 عضوا، والإناث 39% أي حوالي 249120. وتشكل الأعمار من كلا الجنسين ما بين 18-34 سنة الغالبية العظمى بنسبة 68% أي حوالي 437180 شاب وشابة.

وأكد المدير التنفيذي لمنتدى شارك الشبابي بأن هذه الإحصائيات تعكس حجم الاهتمام المتزايد فلسطينيا بمواقع التواصل الاجتماعي، والتي واكبت الاستخدام الفعال لعدد من المجموعات الشبابية في الدول العربية والأراضي الفلسطينية لمواقع التواصل الاجتماعي كحيز لتبادل الآراء والحشد والتعبئة والتأثير.

وأشار الى انه سبق لمنتدى شارك الشبابي أن نشر نتائج استطلاع للرأي مع الشباب الفلسطينيين قبل حوالي ستة أشهر من الآن، "نشر في تقرير باسم رياح التغيير"، حيث أفادت النتائج أن 44% من الشباب يعتبرون الإنترنت مصدرا رئيسيا لمعلوماتهم، وغالبية تصل 74% يعتبرون المواقع الإخبارية عبر الإنترنت مصدرهم الإخباري الرئيسي.

وفي سياق أكثر ارتباطا بموقع الفيس بوك، قال زماعرة عكست نتائج الاستطلاع المذكور أعلاه أن 60% من الشباب الذين شملهم الاستطلاع يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي. وهنا تضيف نتائج موقع الفيس بوك العدد الفعلي للشباب المسجلين في الموقع والذي يزيد عن أربعمائة ألف مستخدم من الشباب.

وأضاف، تحمل هذه الإحصائيات في طياتها مضامين هامة بحاجة للتفكير الواعي، كقاعدة انطلاق برامجية وسياساتية، تتمثل في، إن التوسع في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، يعتبر وسيلة فعالة، وبتكلفة قليلة للتواصل مع الأصدقاء، وغيرهم من المجموعات الاجتماعية ذات الاهتمام المشترك. كما تشكل هذه المواقع حيزا أكثر مرونة للتعبير عن الذات، وتبادل الأفكار والتجارب، وحتى ترتيب المواعيد والمناسبات، والإعلان عن بعض القضايا والترويج للأخبار أو حتى الأغاني والمقطوعات المرئية، ومع أن هناك إمكانية لمراقبة مثل هذه المواقع، إلا أن الهوامش المتاحة فيها تعتبر أعلى، أخذا بعين الاعتبار السلطات الاجتماعية والسياسية السائدة في المجتمع والتي يمكنها التدخل بشكل أكثر فاعلية في الأفراد والمجموعات في عالم الواقع أكثر من العالم الافتراضي.

وأوضح زماعرة مع أنه لا تتوفر دراسات أو بيانات موثوقة عن أنماط الاستخدام، غير أن الكثير من استطلاعات الرأي تشير إلى تنوع أنماط الاستخدام، والذي غالبيته يدور في فلك العلاقات الاجتماعية والترفيه، مع وجود مؤشرات على تغيير في أنماط الاستخدام بعد ثورتي مصر وتونس كما أشارت نتائج تقرير منتدى شارك.

بالاضافة الى أنه يمكن استثمار تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في طرح القضايا الاجتماعية والسياسية، فالبرغم من أن مواقع التواصل الاجتماعي لا تعدو كونها وسيلة لطرح القضايا ذات الأبعاد الاجتماعية والسياسية، إلا أنها تشكل إضافة نوعية لوسائل التواصل التقليدية، بل وتوفر سبل أكثر سرعة وانتشارا للترويج للقضايا وتبادل الآراء، وتعبئة الرأي العام، مع أهمية التشديد أن هناك مساحة كبيرة أيضا يوفرها هذا الحيز للأخبار والمواقف الملفقة والمضللة، الأمر الذي يستدعي تنويع وسائل التحقق والتثبت، وعدم الانجرار وراء الاكتفاء بالفضاء الافتراضي كبديل لعالم الواقع.

وتابع زماعرة : أشار العديد من الخبراء الذين تمت مقابلتهم في أنشطة مختلفة لمنتدى شارك، إضافة للكثير من الشباب، أن هناك مخاطرة ما في نمط التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي في موضوع القضايا السياسية والاجتماعية، إذ تكتفي شرائح مجتمعية واسعة بالمشاركة في هذه المواقع، دون ربط ذلك بالفعل الواقعي، وقد عبر الكثيرون أن هذه الفضاءات وجدت للحشد وتشكيل الآراء وتبادل الخبرات، وليس الاكتفاء بالتنفيس عن الضغوط في العالم الواقعي، والاكتفاء بذلك.

وقال: برغم الانتقادات التي وجهت للحملات الشبابية الفلسطينية عبر الإنترنت، وذلك لتعددها الهائل، فإن مجرد وجود هذه المبادرات تعبر عن وعي بضرورة العمل والتغيير، هذا إلى جانب حداثة هذا النوع من الوسائل التواصلية، والتي تحتاج لفترة من الوقت للتبلور بشكل يعبر عن تقاطعات المجموعات المختلفة، ووصولها لما يمكن تسميته تحزيم (من حزمة) المواقف والآراء وتوجيهها بشكل يمكن أن يعبر عن درجة من التجانس بين المجموعات المختلفة.

وأكد زماعرة، إن وجود هذا الاهتمام المرتفع في الأراضي الفلسطينية بالمواقع الاجتماعية، وبتكنولوجيا المعلوماتية بشكل عام، يحمل معه أسئلة مستقبلية، يمكن تحويلها لتوجهات عملية، فمن الوطني العام، إلى الاجتماعي والاقتصادي والمحلي، هناك العديد من القضايا التي يمكن الاستفادة من المعلوماتية للترويج لها والدفاع عنها، ولعل ذلك يشكل للشباب الفلسطيني فرصة تاريخية لإسماع أصواتهم وتوقهم للحرية للعالم جميعه، ببناء شبكة افتراضية للحرية، شبكة تنقل صوت فلسطين للعالم كله... يحاول الشباب من خلالها، نقل حالة الظلم والاضطهاد التي يعانيها الشباب نتيجة الاحتلال الإسرائيلي، كما ينقلون للعالم صورة فلسطين الحقيقية: السلام والمحبة والإخاء... يذكر بان هذه الورقة أعدت بالتعاون ما بين منتدى شارك الشبابي وشركة ستوب للإعلام في رام الله.