الثلاثاء: 08/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

دائرة الحكام... للتغيير عنوان

نشر بتاريخ: 11/10/2011 ( آخر تحديث: 11/10/2011 الساعة: 12:46 )
بقلم: عصري فياض

لم يمضي أكثر من شهرين على تولي السيد عبد الناصر الشريف مسؤولية دائرة الحكام ، وفي هذه الفترة القصيرة حدث تحول وتغيير مهم في دائرة الحكام ، هذا التحول لا ينفي بالمطلق الأداء الرائع والمميز لدوائر الحكام السابقة ، ولكن لهذا التحول مبرراته التي لا يمكن إخفاؤها على احد ، فهذا التغيير يرتكز على قاعدتين أساسيتين وهما:
التخصص ألتحكيمي ، فمسؤول و معظم أعضاء دائرة الحكام ، هم من مارسوا العملية التحكيمية ، فالسيد عبد الناصر الشريف هو من المحاضرين الأسيويين والعرب ، وطارق النقيب مقرر دائرة الحكام ، من الحكام الدوليين السابقين القديرين ، هذا ما يعطي إضافة كبيرة لهم ، فهم يشعرون بمعاناة الحكم ، ويشعرون ما هي الأمور التي يحتاجها الحكم ، لان لغة التفاهم بينهم سهلة .

والقاعدة الثانية هي الخبرة القانونية لمسؤول دائرة الحكام ، ومن المعروف إن رجال القانون لا يرضون عن الالتزام والانضباط بديلا .

وعليه ، يمكن أن يتضح لنا نواحي التحول في دائرة الحكام ، لن أقف كثيرا على التحول في النواحي المادية بالنسبة للحكم على الرغم مما تحمله من أهمية لهم ، ولكن سأقف على التحول في الجوانب المعنوية ، فمن ناحية أولى أصبح الالتزام والانضباط السمة الغالبة على أداء دائرة الحكام ، وعلى أداء الحكام أنفسهم ، ومن ناحية ثانية الاهتمام بجوانب التقييم والصقل ، فقد عقد مؤخرا ورشة عمل لحكام الشمال ، كانت متميزة من جميع جوانبها ، وذلك من خلال تزويد الحكام بأخر التعديلات في القانون ، ومن خلال عرض بعض الحالات التحكيمية من دوري جوال ، ومناقشة تلك الحالات ، والاستفادة من الأخطاء،وطرح بعض الحالات للنقاش المثمر بين الحكام وبين المحاضرين ، وسيتم في الفترة القريبة عقد ورشة عمل مماثلة لحكام الجنوب ، تلك التجمعات والاجتماعات للحكام وما تحمله من نقاش ، تؤدي إلى زيادة العلاقة بين دائرة الحكام والحكام ، ناهيك عن المعلومات التي يتم تقديمها لهم .

ومن ناحية أخرى ، يتضح حرص دائرة الحكام على ظاهرة الحكام الواعدين ، فقد حددت دائرة الحكام مجموعة من الحكام الواعدين ليدخلوا عملية تأهيل ومتابعة من قبل دائرة الحكام ، حتى يتمكنوا في فترة قريبة من الوصول إلى أعلى المستويات التحكيمية ، وامتدادا لظاهرة الحكام الواعدين ، فقد باشرت دائرة الحكام بالإعداد للمدرسة الخاصة بالحكام ، وفق أسس علمية وخطط وبرامج مدروسة لتخريج حكام ، على أسس مهنية وعلمية ، ليشكلوا القاعدة التحكيمية ، لما تدركه دائرة الحكام من أهمية كبيرة للحكام الجدد ، وسترى هذه المدرسة النور قريبا .

ومن جانب أخر ، فقد شرعت دائرة الحكام لتشكيل دائرة مختصة بالتشريعات ، وهي المرة الأولى في دائرة الحكام التي توجد فيها مثل هذه الدائرة ، ويأتي تشكيلها لما لها دور مهم في إعداد اللوائح الخاصة بالحكام والتي تنظم عملهم ، ولتزويد الحكام بقانون كرة القدم مع التوضيحات ، وبشرحه بطريقة سهلة ومبسطة ، والاستعانة بالصور التوضيحية ، لتسهيل المهمة على الحكم في الاستيعاب ، اعتقد أن هذه الدائرة من أهم التحولات لما للتشريعات من أهمية كبيرة .

وأخيرا ، اعتقد أن التحول المهم في دائرة الحكام فيما عبر عنه مسؤول دائرة الحكام في ورشة العمل لحكام الشمال حيث قال " سأجعل من الحكم إنسانا يحترم داخل الملعب وخارجه " ، حيث وضح ذلك من خلال وجوب احترام الحكم من مختلف أركان اللعبة ، فليست قيمة الحكم مقتصرة على إداراته للمباراة فقط، ، إنما يجب أن تكون له قيمة سواء كان من يقوم بإدارة المباراة أو كان من يشاهدها ، وذلك من خلال صرف بطاقات خاصة للحكام ، تمكنهم من الدخول إلى الملاعب بكل حرية ، والجلوس في مناطق مخصصة لهم ، وعلى الرغم من بساطة تلك الإجراء الا انه يحمل دلالة معنوية كبيرة لقيمة الحكم كانسان أولا وأخيرا .

وفي النهاية ، اعتقد أن كل مقومات التحول التي ذكرناها آنفا ، بحاجة إلى فترة قصيرة من الوقت حتى تنعكس إيجابا على اداء الحكام في الملعب ، فدائرة الحكام تزرع حاليا ، وباعتقادي لن يطول وقت القطاف ، وفي الختام ، والكمال لله وحده سبحانه وتعالى .