الثلاثاء: 01/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

غزة تشهد مسيرات حاشدة تضامنا مع الأسرى واحتفالا بإتمام الصفقة

نشر بتاريخ: 12/10/2011 ( آخر تحديث: 12/10/2011 الساعة: 15:01 )
غزة- معا- شهدت مدينة غزة اليوم الاربعاء العديد من المسيرات، احتفالا بإتمام صفقة التبادل مع إسرائيل، حيث توجهت المسيرات جميعها صوب الصليب الأحمر.

وشارك فيها شخصيات القوى والفصائل الوطنية والإسلامية والشعبية واتحاد لجان العمل الزراعي، بالإضافة إلى نقابة الصحفيين "لجنة تسيير الأعمال" ونقابة المحامين تضامنا مع الأسرى الذين يخوضون معركة "الأمعاء الخاوية" لليوم السادس عشر على التوالي.

وعبر العديد من المواطنين عن فرحتهم بإتمام صفقة التبادل بإطلاق الزغاريد والهتافات المؤيدة والمساندة للأسرى، وتمنوا أن يكون هناك في الأمد القريب صفقات تبادل أخرى.

ولم تستطع والدة الأسير رامي بربخ المحكوم مدى الحياة والذي قضى 19 عاما من هذه المدة التعبير عن مدى فرحتها عن إتمام الصفقة تقول "هذه فرحة عمري لا يمكن أن أصف فرحتي ولن أتصور كيف سأستقبل خبر خروج ابني، فانا لم أراه منذ 12 عاما، مؤكدة أن تضامنها مستمر حتى وإنه تم الإفراج عن نجلها في هذه الصفقة".

أما المتحدث باسم أهالي الأسرى نضال الصرفندى بارك هذه الصفقة، إلا أنه أكد بعدم اكتمال هذه الفرحة لأنه سيتم نقل بعض الأسرى إلى دول عربية وفي غير أماكن تواجد ذويهم، مؤكدا أن الفرحة كانت عند سماعه بأنه سيتم الإفراج عن جميع الأسيرات.

ووجه مدير اتحاد لجان العمل الزراعي عبد الرحمن جمعة رسالة إلى جميع الأسرى، مؤكدا لهم أنهم ليسوا وحدهم في معركتهم، وأن جميع المزارعين والشعب الفلسطيني معهم، واصفا هذه الصفقة بالمشرفة متأملا أن يتم الإفراج عن جميع الأسرى.

وبارك عضو لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية عن حزب الشعب ناصر الفار صفقة تبادل الأسرى، واعتبرها انجازا كبيرا حققه الشعب الفلسطيني ومقاومته، مطالبا المقاومة الفلسطينية أن تأخذ ضمانات من إسرائيل لتحسين شروط اعتقال من تبقى في الأسر، وإلغاء كافة القرارات التي اتخذتها حكومة الاحتلال التضييقية بحق الأسرى.

من جانبها دعت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، لعقد اجتماع فوري لمجلس الجامعة العربية للقيام بدورها في حماية الأسرى وفضح وإدانة الانتهاكات والعقوبات الإسرائيلية بحق الأسرى، ومواصلة الضغط على المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته القانونية والإنسانية والسياسية تجاه مركزية قضية الأسرى.

كما وطالبت الديمقراطية الجامعة العربية بالدعوة لعقد جلسة لمجلس الأمن الدولي لفضح الاحتلال وممارساته بحق الأسرى والضغط على الحكومة الإسرائيلية للرضوخ لمطالب الأسرى المشروعة والعادلة.

ورحب طلال أبو ظريفة عضو المكب السياسي للجبهة الديمقراطية خلال المسيرة، بالاتفاق على اتمام صفقة تبادل الأسرى باطلاق سراح 1000 أسير و27 أسيرة قابعين في سجون الاحتلال وزنازينه.

واعتبر تلك الصفقة بالانتصار الكبير والمشرف للشعب الفلسطيني وللمقاومة وخطوة نحو تحرير كافة الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، منوهاً أن تلك الصفقة تأتي بالتزامن مع إضراب الأسرى عن الطعام ليومهم السادس عشر في معركة "الأمعاء الخاوية" للدفاع عن حقوقهم وانجازاتهم ومطالبهم المشروعة، داعياً إلى ضرورة أن لا تؤثر صفقة التبادل على إضراب الأسرى.

وقال أبو ظريفة: اننا في هذا اليوم الوطني والشعبي لنصرة أسرى الحرية في سجون الاحتلال الإسرائيلي الذي يواصل إرهاب الدولة المنظم في أسره لأصغر الأسرى في العالم الذي يولدون خلف القضبان ويخافهم الاحتلال، وما يقارب الـ285 من الأطفال القاصرين و270 معتقلاً إدارياً بلا تهم، و22 نائباً من المجلس التشريعي، و143 أسيرا يقضون أكثر من عشرين عاماً في السجون وأكثر من سبعة آلاف أسير في معتقلاتها.

وفي نفس السياق، خرج الالاف بمسيرة جماهيرية حاشدة اليوم الاربعاء، في مختلف أنحاء المحافظة الوسطى بغزة، بدعوة من حركة حماس احتفالا ونصرا باتمام صفقة تبادل الاسرى.

وأعرب يوسف فرحات الناطق باسم حركة حماس بالمحافظة الوسطى في كلمة له خلال مسيرة، عن فخره بالمقاومة وبصمودها وبتحملها العدوان والحرب، مؤكدا على أن فصائل المقاومة الآسرة للجندي جلعاد شاليط أرغمت الاحتلال على الإذعان لمطالبها، وتمكنت من تحقيق أكبر نصر لقضية الأسرى طيلة فترة الصراع مع الاحتلال.

وأثنى الناطق باسم حماس بالوسطى على شروط صفقة التبادل معتبرها ملبية لكافة المطالب الفلسطينية، وخصوصا بالإفراج على جميع الأسيرات و300 أسير من أصحاب المؤبدات، و45 من أسرى القدس، و6 من أراضي 48، بما يفوق مجموعهم 1000 أسير وأسيرة.

وفي كلمة للدكتور صلاح البردويل في ذات المسيرة أكد على أن إتمام صفقة تبادل الأسرى ما كانت لتتم لولا ثبات الأسرى، مشيرا إلى أن صمود رجال المقاومة وثباتهم على مطالبهم وصمودهم في وجه الآلة العسكرية الاسرائيلية، ومحافظتهم على شاليط لما يزيد عن 5 أعوام لهو نصر كبير لهم.

وأضاف: "أطلقنا على صفقة التبادل اسم "الوفاء للأحرار" وفاء لبعض تضحياتهم وعطائهم، حيث شملت كافة المناطق الفلسطينية "الضفة وغزة والداخل" كما شملت كافة الفصائل الفلسطينية، وهي فرحة فلسطينية خالصة".

وفي ذات السياق، شدد الدكتور عبد الرحمن الجمل النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني على أن تحرير الأسرى لا يستجدى عن طريق المفاوضات والاستجداء بل يتم بالقوة والمقاومة وأسر الجنود ومبادلتهم بهم، مشددا على أن المقاومة ستخطف مزيد من الجنود لتحرير وتبيض السجون الاسرائيلية.

وأوضح إلى أن صفقة التبادل ما كان لها أن تتم إلا بصبر المقاومة على مطالبهم في هذه الصفقة، وعدم الإذعان للاملاءات الاسرائيلية والضغوط الخارجية، وثباتهم على مبادئهم منذ اللحظة الأولى لاختطاف شاليط، الأمر الذي أرغم الاحتلال على الإذعان لشروط المقاومة.