الجمعة: 04/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

للرياضة أهدافا غير التي تدخل الشباك

نشر بتاريخ: 12/10/2011 ( آخر تحديث: 12/10/2011 الساعة: 17:21 )
عمان:- مفيد حسونة
الناقد الرياضي بجريدة الرأي الأردنية
مدير الإعلام بالاتحاد الأردني لكرة القدم

للرياضة أهدافا غير التي تدخل الشباك فتسعدنا لوهلة أو لفترة زمنية لان الهدف الأسمى للرياضة يبقى مدى الدهر مع بقاء البشرية.

الأهداف التي تبنى عليها الرياضة تنبعث من روح الميثاق الاولمبي عند سائر البشرية على اعتبار أن الرياضة حياة وإنها تهذيب للنفس وجسر المحبة بين كل شعوب فوق الأرض.
هذا هو المفهوم الحقيقي بل والرئيسي التي تبنى عليه الرياضة ولهذا تقابلت الشعوب عبر فرقها وجماهيرها على مر العصور.

نذكر بأهداف الرياضة في الوقت الذي اجتهد فيه البعض تفسير تعرض المنتخب السنوي الفلسطيني للخسارة ببطولة غرب أسيا الرابعة لكرة القدم ووجه سهام النقد لتصيب من تصيب بقصد أو بدون قصد ولكنها لم تصل إلى الهدف الاسمى والهدف الأهم وهو معنى وأهمية مشاركة منتخب نسوي بكرة القدم في بطولة قارية رسمية!.

أدرك تماما أن البعض كمن يتصيد في الماء العكر فينتظر لحظة إخفاق ليبث سمومه فوق مساحة كبيرة من الانجاز الذي حققته الرياضة الفلسطينية خلال السنوات الثلاث الماضية حيث فتحت أوسع أفاق التواصل مع المجتمع الدولي والقاري والعربي, وحققت ما عجزت عنه السياسية بنصف قرن من السنوات باعتراف قادة السياسية أنفسهم!.

هنا دعونا نتحاور مع أصحاب الرأي والرأي الأخر ونتساءل هل وصلت الرياضة الفلسطينية لدرجة المنافسة في البطولات العربية والقارية والدولية بهذه السنوات الثلاثة بعد نصف قرن من الدمار للبنية التحتية والغياب الكامل حتى عن النشاط الرياضي المحلي؟,

وهل تكفي السنوات الثلاثة الماضية لتقليص حجم الفجوة الكبيرة التي خلفها الغياب القهري والقصري للرياضة الفلسطينية, عن المنافسات الرياضية الرسمية المحلية والعربية والقارية والدولية؟.

ونزيد...هل أنجزت الرياضة الفلسطينية بناء قاعدتها من الكوادر الفنية والإدارية بما يؤهل المنتخبات الوطنية الفلسطينية من الوقوف أمام منتخبات صنعها تواصل تاريخ دولها من نعمة الأمن والاستقرار والإمكانات الضخمة من الموارد المالية والبشرية؟.

ثم هل يعقل أن نصل لقناعة, أن المنتخبات الفلسطينية وصلت لمرحلة المنافسة على البطولات العربية والقارية والدولية؟.

خلال السنوات الثلاث الماضية كنت شاهد عيان على ما حققته الرياضة الفلسطينية من انجازات تاريخيه غير مسبوقة من زيارة اكبر شخصيات العالم الرياضة ممثله برئيس اللجنة الاولمبية الدولية ورئيس الاتحاد الدولي, ومنشات رياضيه شيدت بفترة زمنية قياسية, ومن زيارات للأندية ومنتخبات من مختلف القارات الخمس وصحفيين رياضيين من مختلف دول العالم, على رأسهم رئيس الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية.

كذلك انتظام أهم واكبر المسابقات المحلية وهي بطولات الكرة الفلسطينية الرسمية, وباقي الألعاب الرياضية ثم بجرأة إطلاق النشاط الرياضي النسوي, ومنها المنتخب النسوي لكرة القدم, كل هذه الانجازات ساهمت بالانجاز التاريخي الكبير والمتمثل بفك الحصار وعودة النشاط الدولي والقاري الرسمي للملاعب الفلسطينية, بعد انقطاع أكثر من نصف قرن وهو الانجاز الذي تحقق على ارض الواقع, من خلال إقامة مباريات التصفيات الاولمبية وتصفيات كاس العالم لأول مرة على الأرض الفلسطينية, وهو ما نراه ويراه كل من يملك البصيرة الثاقبة, انه اكبر انجاز واهم انجاز وأسمى انجاز, يتحقق في عهد اللواء جبريل الرجوب, الذي أعاد صياغة رسم الرياضة الفلسطينية على الخريطة العالمية.

الأهل والإخوة... أصحاب الرأي والرأي الآخر لا تجعلوا من خسارة مباراة أو بطولة حجمها اكبر بكثير من حجم ما توفر لكم من إمكانات تعيدكم إلى الوراء... وتظهركم فريقين تتنافسان على دمار الرياضة الفلسطينية, وليس علاجها ولا تبددوا ما تحقق في السنوات الثلاثة الماضية بخسارة منافسة تتطلب مزيدا من العمل والبناء لتلافيها.

إذا كان لا بد من الوقوف أمام خسارة المنتخب النسوي, فأقدم لكم نموذجا مماثلا وهو المنتخب النسوي الأردني ... وفي نفس البطولة, بطولة غرب آسيا, فالأردن ظفر بلقب البطولتين الأولى والثانية, ثم خسر الثالثة العالم الماضي, بعدما بلغ المباراة النهائية وهو الآن تراجع ليلعب على مباراة تحديد المركز الثالث, وأخيرا انظروا إلى تصفيات كأس العالم وتحديدا عند خسارة منتخب البحرين أمام إيران بنتيجة قياسية, 6/0 تصوروا!!, مع العلم أن منتخب البحرين كان قاب قوسين أو أدنى من بلوغ نهائيات كاس العالم, في آخر مشاركتين له وانظروا ماذا حل بمنتخب العربية السعودية, وهو أكثر منتخب عربي بلغ نهائيات كاس العالم وظفر بكاس آسيا؟؟.

نعم إخوتي وأحبتي: هذه هي الرياضة يوم لك ويوم عليك, وهي بالتأكيد فوز وخسارة, والاهم بالنسبة لكم الآن هي مثابرتكم للتواصل مع العالم, وتقديم رسالة القضية الفلسطينية بأبهى صورها, من خلال اللقاءات والمشاركات الرياضية المختلفة.


والله من وراء القصد.