"يديعوت" تسرد تفاصيل مثيرة لمفاوضات الصفقة !
نشر بتاريخ: 14/10/2011 ( آخر تحديث: 14/10/2011 الساعة: 18:24 )
بيت لحم- معا- سردت صحيفة "يديعوت احرونوت" الناطقة بالعبرية، تفاصيل مثيرة حول مفاضات استمرت شهرين بين مفاوضين من حركة حماس واسرائيليين في القاهرة، اسفرت عن التوصل الى صفقة تبادل الاسرى التي تعثرت اكثر من مرة.
وقالت الصحيفة إن ثغرة صغيرة ظهرت في الدرب الطويل ادت الى ابرام الصفقة وهي عبارة عن رسالة مفاجئة وصلت من حماس الى الوسيط الاسرائيلي المسؤول عن ملف شاليط "ميدان" وهو المفاوض الاسرائيلي في عملية تبادل الاسرى مع حركة حماس، بوساطة شخص مستقل غير اسرائيلي.
وقالت الصحيفة ان "ميدان" سافر للقاء الشخص الغامض والذي "بفضله نشأت صلة مع حماس، حيث يؤكد المسؤول الاسرائيلي: "نشأ وضع ينقل اليه رسالة وأنا أنقل له رسالة بتواتر شبه يومي".
وتقول الصحيفة ان "تبادل الرسائل قام به ميدان من خلال اثنين من رجاله في شعبة الاستخبارات "أمان" والمخابرات "الشباك" موضحا انه "على مستوى القيادات كان يعلم بالامر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الحرب اهود باراك والسكرتير العسكري يوحنان لوكر، أصبح بالتدريج محورا مركزيا الى جانبهما".
وحسب الصحيفة فقد تبين ان حماس مستعدة لأن تلطف حدة مطالبها، وفي حزيران الماضي بات واضحا لميدان بأن لديه قناة حوار مصداقة، مستقرة ومكثفة مع حماس فقرر تنفيذ قفزة كبيرة الى الأمام وطلب من رجال الاتصال ان يأتي له من حماس بوثيقة مكتوبة يُعرض فيها صيغة منطقية للصفقة".
واستجاب رجال حماس الى التحدي.
وفي نهاية حزيران نقلوا الى "ميدان" الوثيقة، التي لم تكن سهلة، ولكنها شهدت على استعداد للمرونة وساعد هذا الاستعداد في اطالة الحبل الذي حرره نتنياهو في بداية المسيرة وبعد وقت قصير، تقرر نقل المفاوضات الى مسار مؤطر وملزم وقررت اسرائيل بان هناك حاجة الى دولة وسيطة.
وقالت الصحيفة: هذه المرة فهم ميدان بان من الافضل الا يكون الوسيط غربيا، بل جهة اقليمية ذات نفوذ وهكذا، في تطور مفاجيء على نحو ظاهر عاد المصريون ليكونوا العرابون بدلا من الالماني الذي ترك المهمة.
رئيس المخابرات يورام كوهين عشية الصفقة قال: "لقد أبدوا جدية ومسؤولية وتصميما مثيرا للاعجاب لدفع المفاوضات الى الامام".
وكانت تركيا رغم التوتر مع اسرائيل تحاول الدخول على خط التوسط فاقترح رجل سر رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان خدماته للوساطة واضطرت اسرائيل الى أن ترفض بأدب كون مصر ارادت ان تنشد وحدها في الصفقة، وتركيا قبلت الامر بتفهم وواصلت ابداء النية الطيبة وساعدت في تفعيل روافع التأثير على حماس.
وفي نهاية تموز الاخير، بعد أن وصلت "الوثيقة محطمة التوازن" التي تلقاها ميدان من حماس، دعا المصريون ممثلي الطرفين واغلقوا على أنفسهم معهم في فندق محروس ومعزول فيما زاوية لطيفة تطل على الاهرامات، وبدأوا في العمل.
وتضيف "اسرائيل في البداية مثلها دافيد ميدان وحده وحماس بعثت أربعة أشخاص، وعلى رأسهم نزار عوض الله، رجل القيادة من دمشق وعلى مدى شهرين ونصف، دارت ست جولات من المفاوضات وجلست الوفود في غرف منفصلة ولكن متجاورة حيث تناولوا البيتزا، وكان الجنرالات المصريون يتجولون بين الغرفتين".
وقالت الصحيفة "رجال حماس والمندوب الاسرائيلي تجادلوا على كل تفصيل، ولكنهم حافظوا على اجواء طيبة ومريحة".
وكان واضحا أن الطرفين يجتهدان للاقتراب من بعضهما البعض، حتى وان كانوا علقوا بين الحين والاخر في مأزق"، منوهة الى "ان الخلفية الاستخبارية لميدان ومعرفته للعالم العربي لعبا دورا حاسما"، حيث يؤكد "تبادلنا النكات عبر المصريين، وفي نهاية المطاف، بعد مئات الساعات من المحادثات بدأت حماس تؤمن بانه يمكن الوصول الى صفقة معي".
ويقول "ميدان" ان الاختراق الكبير في المفاوضات بدأ قبل نحو اسبوع، في جولة المحادثات التي جرت قبل لحظة من يوم الغفران فقد غدا نتنياهو متفائلا ورئيس المكتب السياسي لحماس ضغط على رجاله للاعتدال وتشكلت الصيغة، ولم يتبقَ الان غير الاتفاق على الاسماء".
وحسب الصحيفة فقد وصل يوم الاربعاء الماضي الى مصر رئيس المخابرات يورام كوهين لاجمال التفاصيل الاخيرة وعاد من هناك بسرعة، ويوم الغفران تلقى التقدم ترحيب المجلس الوزاري الثماني وبعد ذلك عاد كوهين الى مصر وفي حقيبته قائمة السجناء التي تبدي اسرائيل استعدادها لتحريرهم.
يقول كوهين: "كان لدينا يومان ونصف مضغوطين ومتوترين من المفاوضات، حيث كنا في مبنى وممثلو حماس في مبنى آخر".
وتقول الصحيفة "صباح يوم الثلاثا وقع الاتفاق والذي لا يصدق أصبح يصدق. يقول كوهين "صحيح، هذه صفقة عسيرة الهضم للغاية الا انها الافضل التي يمكن أن نحصل عليها.. في غزة يوجد عشرين الف مقاتل من كتائب عز الدين القسام، ومع مائتين جدد آخرين لن يسقط العالم علينا".
وفي مساء الثلاثاء، بعد وقت قصير من بدء النشرات الاخبارية، انتقلت الكرة الى ملعب الحكومة الاسرائيلية وعرف نتنياهو بانه ستكون له أغلبية، ولكنه عمل بكد في الساعات ما قبل التصويت، وقد تحدث تقريبا مع كل الوزراء وطلب أن يقفوا الى جانبه".
ولكن حتى هو لم يؤمن بان التأييد سيكون جارفا بهذا القدر: 26 مع مقابل 3 ضد. وشرح أحد الوزراء بانه خاف من سقوط الصفقة أساس بسبب الرأي العام. "التصويت ضد كان سيورطنا مع 90 في المائة من الشعب". الوزير موشيه يعلون قال "القلب يقول نعم ولكن الرأس يقول لا. الصفقة ستؤدي الى انتفاضة ثالثة".