"الشباب يتحدثون": ورشة تجمع شبابا من الضفة والقطاع وأراضي 48 ولبنان
نشر بتاريخ: 16/10/2011 ( آخر تحديث: 16/10/2011 الساعة: 12:37 )
رام الله- غزة- معا- : نظم المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الإستراتيجية بالتعاون مع مؤسسة "هنريش بل" الألمانية، ورشة عمل أمس السبت تحت عنوان "الشباب يتحدثون"، كمرحلة أولى ضمن مشروع التواصل بين الشباب الفلسطيني؛ حيث شارك فيها عشرات الشباب من الضفة الغربية وقطاع غزة ولبنان وأراضي 1948، مستعينين بتقنية "الفيديو كونفرنس" و"سكايب" كأدوات للاتصال بين التجمعات الأربعة.
وتعد الورشة الأولى من نوعها من حيث التفاعل المباشر بين المجموعات الشبابية الفاعلة في أربعة تجمعات فلسطينية، وجاءت تتويجا لسلسلة من الورشات التي نظمها الشباب في كل من التجمعات الأربعة على مدى الشهرين الماضيين.
علما أن الشباب من أراضي 48 شاركوا إلى جانب شباب الضفة في مقر جمعية الهلال الأحمر في البيرة، وأدارها منسق مشروع التواصل الشبابي سلطان ياسين، وقدّم لها كل من مدير عام المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الإستراتيجية هاني المصري، ومدير البحوث في المركز خليل شاهين، بالإضافة إلى ممثلة "هنريش بل" لمى حوراني، الذين وضحوا أهمية المشروع وكونه "متدحرجًا" بدأه الشباب أنفسهم، ولهم حرية تطويره وجني ثماره على المستوى البعيد.
وقدم ممثلو المجموعات الشبابية المشاركة من التجمعات الفلسطينية الأربعة أوراق عمل عبرت عن الواقع الشبابي في مناطقهم وتقييم حراكه وأفاق تطوره المستقبلي، والسبل العملية للتغلب على محددات وقيود تطوير دور الشباب الفلسطيني على صعد مختلفة في ضوء خصوصية كل تجمع فلسطيني، إذ عبرت ورقتا شباب 1948 ولبنان عن واقع الشباب الفلسطيني في الداخل، وفي المخيمات الفلسطينية في لبنان، والتحديات التي تواجههم ضمن ظروف سياسية يغلب عليها الحصار والتضييق ومحاولات طمس الهوية الفلسطينية ما يدفعهم بعض الأوساط الشبابية نحو الهجرة إلى الخارج، بالإضافة إلى تقديم مقترحات لسبل التواصل بين الشباب الفلسطيني من كافة المناطق للسعي نحو صياغة رؤى وفعاليات مشتركة.
وقدم الشباب المشاركون من الضفة والقطاع ورقتي عمل خاضتا في تجربة الحراك الشبابي التي بدأت في منتصف آذار الماضي، من حيث أسبابها، إنجازاتها وإخفاقاتها، ومدى تأثرها بالربيع العربي، لاسيما ثورتي تونس ومصر، بالإضافة إلى تقديم مقترحات تمكن من بلورة تصورات مشتركة حول أهداف وشعارات الحراك الشبابي، وتطوير عملية التواصل وضمان استمراريتها بين الشباب الفلسطيني في مختلف مناطق تواجده في الوطن والشتات.
وتخللت الورشة مداخلات وأسئلة من المشاركين، تركزت في مجملها على مسألة التمثيل السياسي وإعادة بناء منظمة التحرير والأهداف والقواسم المشتركة التي تجمع الفلسطينيين وتوحدهم لإنجاز نشاطات فاعلة تمكنهم من مواجهة التحديات المحيطة بهم، كلٌ حسب مكان إقامته، بالإضافة إلى دور الشباب غير المنفصم عن كونه جزءا من دور وطني سياسي ومجتمعي يسعى للنهوض بالحركة الوطنية الفلسطينية التي تعثرت بين ضياع المقاومة وفشل المفاوضات.
وبناء على ما تضمنته الأوراق والمداخلات، عملت أربع مجموعات عمل شبابية ألفها المشاركون، وضمت كل منها شبابًا من مختلف المناطق، تواصلوا معًا عبر الشبكة العنكبوتية، على الخروج برؤى مشتركة تراعي خصوصية أوضاع واحتياجات كل تجمع فلسطيني، وتفتح المجال أمام وضع خطط عمل تنفيذية للمشروع في مرحلته الثانية، وجاءت مقترحاتهم تحت العناوين: تنمية دور الشباب في المشاركة السياسية، ودعم ومناصرة حقوق الشباب الفلسطيني في أماكن تواجده، وبناء قدرات الشباب فيما يتصل بتعزيز دورهم، وآليات التواصل الشبابي. وأعقب ذلك مداخلات واقتراحات حول ما عرضته المجموعات.
وفي نهاية الورشة، شكل الشباب لجنة مصغرة من المشاركين في التجمعات الأربعة تضمن تفعيل التواصل وبلورة تصورات محددة بناء على توصيات مجموعات العمل، من أجل تحديد الخطوط العامة للمرحلة الثانية، التي اقترح شاهين تسميتها بـ "الشباب يفعلون" بعد مرحلة "الشباب يتحدثون".
وأشاد كل من المصري وشاهين في ختام الورشة بالإيجابية التي تمتع بها الشباب المشارك فيها وعمق المداخلات التي تناولت تجربة الحراك الشبابي في عدد من التجمعات الفلسطينية، وكيفية تطوير دور الشباب في شق مسار جديد للنهوض بدور الحركة الوطنية الفلسطينية وإنهاء الانقسام وتعزيز الكفاح الفلسطيني من أجل التحرر من الاحتلال، وكذلك الدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين، مع التأكيد على أن جميع المشاركين في الورشة يمثلون أنفسهم، وأن هذه الورشة خطوة أولية في المشروع، تبادل الشباب فيها المعلومات والخبرات ومن ثم ستتبعها خطوات أخرى يقررها الشباب أنفسهم.
يذكر أن مجموعة من طلبة تخصص الإعلام في جامعة بيرزيت انضموا إلى الورشة وشاركوا في عمل المجموعات الشبابية الأربع وفي بلورة عدد من الأفكار والاقتراحات.