الإثنين: 07/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

لسنا صحافة فضائح

نشر بتاريخ: 16/10/2011 ( آخر تحديث: 16/10/2011 الساعة: 17:40 )
بقلم : نيللي المصري

ما دعاني واستفزني للكتابة في هذا الصدد، فقد وصلت رسالة على البريد الالكتروني للصحيفة التي أنا مراسلتها الوحيدة في فلسطين تحتوي على محضر اجتماع قديم أي قبل أربعة شهور مضت لأحد الاتحادات الرياضية الفلسطينية العاملة في غزة والضفة الغربية ،والتي تحتوي على كافة التفاصيل المتعلقة بهذا الاتحاد والمشاكل التي تمت مناقشتها،

وعلى اعتبار أن الصحيفة عربية وخارج نطاق فلسطين فقد ظن وخاب ظنه مرسل هذه الرسالة أن تقوم الصحيفة بالنشر، وكأنه يعتقد أني والصحيفة التي اعمل مراسلة لها صحيفة تعتمد على نشر الفضائح والتشهير بالناس،فأجزم وأوأ كد مرارا ا أن هؤلاء هم من يجب محاسبتهم،

فمازال البعض ينادي بحركة إصلاحات شاملة في المؤسسة الرياضية ومراعاة جميع الألعاب، وعدم الاهتمام بلعبة على حساب لعبة أخرى، والمطالبة بمحاسبة المتنفسين والفاسدين،
وبالتأكيد هذا مطلب شرعي وحق لكل مواطن شريف أراد مصلحة الرياضية الفلسطينية أي المصلحة الوطنية.
لكن ما هذا التناقض الذي أراه في هؤلاء المطالبين بمحاسبة الفاسدين والمطالبين بالإصلاحات، وهم يقترفون أسوا الأخطاء، والتي أراها لا تغتفر بل أراهم أمام إعدام أي مصلحة رياضية وهم ينتهكون حقوق بعضهم البعض، رافعين تلك الشعارات المزيفة الرنانة " المطالبة بالإصلاح".

يحاولون زج الإعلام الرياضي إلى دفتهم من اجل تحقيق مصالح شخصية وكأنهم لا يعرفون أن الإعلام الرياضي لم تكن في يوم من الأيام رسالته تلميع الأشخاص، بقدر ما هي رسالة نبيلة هدفها مساندة الرياضة والرياضيين، والمساهمة في الرفع من شأن الرياضة الفلسطينية، ولم يكن الصحفي الرياضي في يوم من الأيام ملك لأي أحد لأنه صحفي حر يحترم نفسه.


فلسنا يا سادة صحافة فضائح، فمجرد أن وصلت هذه الرسالة لبريد الصحيفة التي اعمل بها ومحضر هذا الاجتماع قبل أربعة أشهر فما الهدف إذن من المرسل؟
المحضر تحدث عن إقالة أشخاص، واعتقال آخرين بتهم الاختلاس، وتهديد بعضهم في إحدى المؤسسات الرياضية، وتحذير أناس منهم بسبب الإهمال كما يدعون، وتم ذكر الأسماء بشكل صريح ويبدو انه بشكل متعمد أرادوا النيل منهم، فتعمدوا إرسال هذا المحضر كاملا دون أي حذف إلى الصحيفة،
وليزيدوا الطين بله فقد "قذفوا المحصنات"........ وكتبوا أن احد أعضاء الاتحاد أقام علاقة ما مع فتاة.... يقول الله تعالى:" إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون".

أي أخلاق ومهنية يتحدثون عنها وهم يشهرون بالمحصنات والناس،، أي بشر يصنفون أنفسهم هؤلاء حين قاموا بإرسال محضر هذا الاجتماع للصحيفة لنشره كاملا كما ورد، هكذا بنظرهم تتم معالجة الأمور؟ هل هذه أخلاق الرياضيين؟

وان كانت قضايا الاختلاس والتزوير التي ذكرت صحيحة لماذا لم يتوجهوا لوسائل الإعلام بخبر إقالتكم لهؤلاء بسبب تلك التهم ليكونوا على بينة أمام الجمهور الفلسطيني؟

لا أخول نفسي بالدافع عن أي حد مهما كان، لكني أرى نفسي أمام مسائلة أخلاقيات وأدبيات المهنة التي سأبقى عليها كما تعلمتها من زملائي الذين سبقوني،

لو أرادوا فعلا دورا نزيها للصحافة لما قاموا بإرسال محضر اجتماع قديم إلى الصحيفة، والذي كل نقطة فيه تشمل على تجريح وتشهير، حتى وان كان صحيحا فلا يوجد أي دليل مادي على كلامهم، وحتى و إن وجد فليس بهذه الطريقة يتم معالجة تلك الخروقات والانتهاكات.

أٌوأكد مرة أخرى ومرات كثيرة أننا لسنا بصحافة فضائح نتلذذ بفضح الناس والتشهير بهم،نحن صحفيون نحترم أنفسنا وجزء من عملية البناء الرياضي والإعلامي، وحين نريد الكشف عن قضايا الفساد لم نتوان لحظة في ذلك ولكن بطرق أدبية ومهنية.