الثلاثاء: 24/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

د.عيسى: فلسطين شهدت تاريخيا تكاملا بين الاسلام والمسيحية

نشر بتاريخ: 17/10/2011 ( آخر تحديث: 17/10/2011 الساعة: 10:56 )
القدس - معا - اكد الدكتور حنا عيسى وكيل الشؤون المسيحية بوزارة الاوقاف والشؤون الدينية بأن أهداف الرسائل السماوية واحدة وترمي لتحقيق سعادة الإنسان وحريته وكرامته ومكانته، حيث أن فلسطين كانت مولد المسيحية وشهدت تكاملا تاريخيا بين الديانتين المسيحية والإسلام ما جعل المجتمع يحافظ على مسيرة الإخاء الديني ودعائم الوحدة الوطنية وتكريس نمط اخوي متين.

واضاف الدكتور عيسى بأن المسيحيين تفاعلوا عبر التاريخ مع أخوتهم المسلمين في مواجهة المؤامرات والتحديات والأحزان التي واجهت الوطن وان التاريخ سجل لهم وقوفهم في وجه الاستعمار والاحتلال على اعتبار أن جميع أبناء الشعب الفلسطيني أصحاب قضية عادلة وراسخة، علما بأن الأرض الفلسطينية هي منبت المسيحية والاسلام ومنها انطلقت دعوة رسول المحبة والسلام لتعم العالم وهي ارض ينعم فيها الإنسان بإنسانيته ونحن فيها مسلمون ومسيحيون خلقنا عليها معا وسنبقى إخوة متحابين من جهة أولى وان فلسطين هي مهد الحضارات والديانات السماوية الثلاث، وما زالت تدعو إلى ترسيخ المعاني الإنسانية والسامية بين البشر وبين اتباع الديانات والى الحوار الصادق والبناء والقيام بالعمل الصالح الذي يعود إلى البشرية بالخير والسعادة وخدمة المجتمع والوطن وتقدمه من خلال تعزيز روابط المحبة بين أبناء الوطن الواحد، من جهة ثانية وان فلسطين التي ولدت بها المسيحية تتمتع بحرية دينية وثقافية مميزة من جهة ثالثة.

ونوه الدكتور عيسى بأن الوحدة الوطنية التي تنعم بها فلسطين تدل على تعاون ديني مؤثر وينبع من حضارة تمتد لآلاف السنين ومهمة رجال الدين تكمن في تحضير أتباعهم ليكونوا قادرين على التعامل مع المجتمع بحرية وتفاعل وانفتاح وتعميق النقاش في القيم الأساسية ودعم حقوق الفقراء والمساكين والمضطهدين على اعتبار أن العيش المشترك يتطلب مستوى عاليا من التفاهم واحترام القيم الإنسانية.

واختتم الدكتور عيسى بان المطلوب هو ضرورة التفريق بين حقيقة الدين وسلوكيات أتباعه فالدين يؤخذ من أصوله ومرجعياته وليس من أخطاء بعض أتباعه، لان الخلافات بين الأديان أرضية وليست سماوية لان أصل الشرائع واحد في الكون، وعلى ضوء ذلك المطلوب البحث عن النقاط المشتركة بين الأديان وتمتين العلاقات بين المسيحيين والمسلمين وتفعيل الحوار الذي يؤصل المواطنة والهوية والفهم المتبادل لترسيخ الألفة والتعرف على المساحات الفكرية والقيم الأخلاقية المشتركة بما يحقق الوحدة والمساواة ضمن التنوع والعمل على أن يكون الدين عامل سلام وليس تفرقة، ففلسطين اكتسبت سمعة طيبة في تكريس العيش المشترك في مناخ من التآخي واحترام العقيدة والمودة المتبادلة والانتماء للوطن وتكاثف الجهود لخدمته.