الأربعاء: 25/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

رئيس تحرير صحيفة فلسطينية يأمل ان تشمل صفقة مصر اسرى فلسطينيين

نشر بتاريخ: 17/10/2011 ( آخر تحديث: 17/10/2011 الساعة: 10:19 )
رام الله - معا - كتب حافظ البرغوثي رئيس تحرير صحيفة الحياة الجديدة مقارنة عتب بين صفقة كنيسة المهد التي ابرمها الزعيمن الراحل ياسر عرفات وحازت على انتقادات حادة من جانب القوى والفصائل وعلى رأسها حماس وبين صفقة شاليط الراهنية .

وفي نهاية المقالة كتب البرغوثي يأمل ان تشمل صفقة مصر القادمة على مجموعة من الاسرى الفلسطينيين ، نص المقالة المنشورة اليوم :

ليس هناك أجمل من الحرية ولا يشعر بها سوى من فقد حريته وظل قيد الاعتقال سواء لفترة قصيرة أو طويلة.. ولعل فرحة الاسرى الذين سيفرج عنهم مع فرحة اهاليهم فرصة وطنية لاعادة اختبار الانسان الفلسطيني في عقله وعواطفه باعتباره كائنا مناضلا بالفطرة التي عاشها وعايشها وفرضت عليه وجعلته يبكي في بيت عزاء ويزغرد في بيت اسير. ولم يكن بالامكان ارضاء الجميع في الصفقة لأن العدد محدود فليس بالامكان ابدع مما كان. ولكن المأخذ الأول على ما كان يقال عن ان الصفقة ستشمل فلانا وعلانا عبر تصريحات اعلامية مقرونة بالحلف على القرآن وكنت اسخر من التصريحات لأن كل ذاك كان كلاما للاستهلاك الاعلامي واسترضاء فصائل.. ففي الاتصالات السابقة لصفقة التبادل التي جرت في 13/8 بين قادة من حماس وديفيد ميدان مبعوث نتنياهو في القاهرة، نقل الوسيط المصري قائمة من حماس بالاسماء المطلوب الافراج عنها ولم يكن فيها اسما مروان البرغوثي واحمد سعدات طبقا لما اكدته مصادر مصرية مشاركة في الوساطة. والمأخذ الثاني على الصفقة هو الابعاد لان الابعاد نوع من استمرار السجن فصفقة العار التي رتبها خالد سلام المستشار السياسي والاقتصادي والمالي والامني والنفطي والاسمنتي والكروي ومانشستر يونايتد والمقرب من اميركا، ومحمد دحلان وعارضها ابو مازن بشدة في بيان وزعه مكتبه آنذاك وقبلها عرفات مجبرا لانه كان محاصرا ووصفها عيسى قراقع في حينه انها كارثة اشد من الموت وحاتم عبد القادر وعلي الجرباوي ووصفتها حركة حماس آنذاك بأنها صفقة مشبوهة وسابقة خطيرة واهانة لجهاد الشعب الفلسطيني؛ ما زالت فصول مأساتها حتى الآن ولم يغلق ملفها على حساب عذابات المبعدين حتى الذين ارسلوا الى غزة، وكان يجب ألا تتضمن الصفقة أية ابعادات الى الخارج.
وردا على ما قاله الزهار امس من اتهامات للرئيس بأنه كان يرغب في اطلاق سراح شاليط دون مقابل بل مقابل رفع الحصار عن غزة فقط وكأن رفع الحصار حاجة «هايفة» إن صح قول الزهار فإننا نعلم ان الرئيس لم ينخرط في الاتصالات بشأن شاليط مطلقا باستثناء اتصال قام به احد المسؤولين مع الشهيد كمال النيرب «ابو عوض» الذي اغتالته اسرائيل بعد عملية ايلات الاخيرة.. وكان للجان الشعبية ضلع كبير في اسر شاليط الا انها باعته الى حركة حماس وتركز الحديث بين المسؤول وابو عوض على ألف اسير دون ابعاد اي منهم.. لكن عندما طلب مقابلة الرئيس تم سؤاله هل شاليط بأيديكم فأجاب انه بيد حماس بعد بيعه لها.. وهكذا توقفت الاتصالات. وسبق للقيادة العامة ان سرقت عددا من الجنود الاسرى من حركة فتح في جبل لبنان تحت تهديد السلاح بعد اسرهم في كمينهم مقابل تمريرهم من المنطقة التي يسيطر عليها الجيش السوري ولم تكن هناك اية تفرقة مناطقية او فصائلية في الصفقتين اللتين جرتا لمبادلة الجنود وخرج فيها ابو علي شاهين.
بقي هناك امل في ان نتطفل كفلسطينيين على الشقيقة الكبرى مصر وهي على وشك ابرام صفقة تبادل بالجاسوس الاسرائيلي المعتقل لديها.. وان تضع اسماء اسرى على قائمتها.. صحيح ان السؤال المنطقي هو لماذا لا تعمل فتح على الافراج عن احد قادتها وهو مروان ولماذا لا تعمل الشعبية على اطلاق سراح امينها العام احمد سعدات.. وليس مطالبة حماس بذلك الا اننا نقول ان نواميس الصفقات السابقة كانت لا تفرق بين هذا وذاك.. وبين منطقة واخرى.. ولكن جار علينا الزمن وصارت هناك تفرقة والعياذ بالله.
[email protected]