صحافي اسرائيلي : معركة بيت حانون اثبتت ان الطرفين لا يفهمان سوى لغة القوة
نشر بتاريخ: 05/11/2006 ( آخر تحديث: 05/11/2006 الساعة: 21:01 )
بيت لحم --معا- قال الكاتب الصحافي أفي زخاروف في مقال نشر في صحيفة هأرتس ان المعركة الدائرة في بيت حانون والحصار على مسجد النصر سيتحولان الى بطولة فلسطينية جديدة تخلد في سفر الانتفاضة الثانية تماما مثل معركة مخيم جنين وحصار كنيسة المهد وسنستمع خلال السنوات القادمة للكثير من الاطفال يتحدثون عن الحصار وعملية الانقاذ " الرائعة " التي نفذتها نسوة بيت حانون حيث تقدمن الى المسجد والبسن ستين مسلحا فساتينهن واغطية وجوههن كي يتمكنوا من مغادرة المسجد المحاصر تلك العملية الدرامية التي ستخلد في كتب التاريخ الفلسطيني وستشكل محور كل حديث عن دور المرأة الفلسطينية وتجند المواطنين المدنيين لحماية " المدافعين عنهم " .
واضاف الكاتب ان لا احد سيسأل عن سبب مخاطرة النسوة لانقاذ مجموعة من المسلحين الذين يتحملون جزء كبيراً من مسؤولية الكارثة التي حلت ببلدة بيت حانون لكن المشكلة ليست فقط في الجانب الفلسطيني، "ولن نجد احدا على الجانب الاسرائيلي يسأل عن الفائدة التي جنيناها من العمليات العسكرية"، ومن الواضح ان اطلاق صواريخ القسام لن يتوقف قريبا وربما يشهد تطورا وتصعيدا حيث تواصل المنظمات الفلسطينية اطلاق الصواريخ باتجاه سيدروت رغم ارتفاع عدد القتلى الفلسطينين الى اربعين .
وتندر الكاتب على "صلحة " وزير الجيش ورئيس اركانه دان حالوتس مؤقتا بعد الخلافات حول جولة التعينات العسكرية الجديدة حيث زار الاثنان لواء غزة العسكري لمتابعة انجازات العملية العسكرية التي وصفاها بالاستخبارية حيث تم اعتقال عشرات الشبان الذين تم تحويلهم الى اقبية التحقيق التابعة للشاباك، معربين عن رضاهم من سير العملية وانجازاتها خاصة في ظل تعزز سيطرت حماس على البلدة سواء من ناحية تحصين دفاعاتها او منظومات اطلاق الصواريخ القائمة فيها.
واضاف الكاتب من الممكن ان تحقق العملية نجاحا على غرار ما تم في مدن الضفة حيث جرى تركيز الجهد في مدينة معينة لمدة اشهر بهدف ضرب محاولات التنظيم لكن الضباط الكبار حين يبتعدون عن اضواء الصحافة تجد القليل منهم يتحدث عن احتمال ضئيل في تخفيف تأييد السكان لحركة حماس وعلى كل حل ستنتهي العملية في الايام القريبة لاستنفاذ الاهداف التي من الممكن تحقيقها اضافة الى زيارة اولمرت للولايات المتحدة المقررة هذا الاسبوع والتي تستوجب اخراج الجنود .
وعلى الصعيد الداخلي الفلسطيني نجحت اسرائيل من حيث فشلت حماس التي تتعرض حكومتها لانتقادات داخلية وعادت بقوة الى ساحة القتال سواء من حيث عدد قتلاها او قيادتها لعملية الانقاذ " البطولية " في جامع النصر لذلك قد تؤدي عمليات الجيش الى وقف اضراب المعلمين المستمر منذ مطلع ايلول دون ان تصل حكومة "حماس الفاشلة" نهايتها ونرى الحرب الاهلية الفلسطينية وقد غادرت موقعها على الاجندة الفلسطينية لانشغال مقاتلي فتح بمحاربة اسرائيل ليعودا ويطرحوا نظرية المؤامرة القائلة بان اسرائيل وحماس تتعاونان على استمرار القتال حتى تبقى حماس على سدة والحكم ويستمر ادعاء اسرائيل بعدم وجود شريك فلسطيني.
وختم الكاتب مقاله بالقول " بعد ستة اعوام من القتال المتواصل لم يتنازل اي من الطرفين عن قناعته التي دخل بها الانتفاضة وهي اعتقاد كل طرف بان الاخر لا يفهم سوى لغة القوة حيث يواصل سكان غزة حمايتهم لمطلقي الصواريخ رغم ما الحقته بهم من اضرار وعلى الطرف الاخر يبدو ان كل ضابط من كبار ضباط الجيش متأكداً بانه سيكون اول شخص يفهم الفلسطينيين عدم جدوى الارهاب .