الأربعاء: 06/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

محطات من دورينا

نشر بتاريخ: 19/10/2011 ( آخر تحديث: 19/10/2011 الساعة: 21:07 )
بقلم : صادق الخضور

الأسبوع السابع على الأبواب، ومباراة القمة تجمع الترجي مع الأمعري، والأسبوع سيكون مؤشرا على معالم القمة كما القاع، وثمة توقعات بأن تكون هناك مفاجآت ستجلب الإثارة، والنتائج ستحدد خط سير الفرق مع أن ملامح مرحلة الذهاب باتت واضحة إلى حد كبير.

استغراب
صبيحة السبت نحت بعض الصحف منحى الانحياز لفرق على حساب أخرى، وفاح من كلمات أحد المحررين تعبئة الحكام والمراقبين بعد أن كان من المفترض الانتصار لتوجيهات العقلاء بوقف المناوشات الإعلامية التي لا رابح فيها، فلا فائز في الخسارة، ولا نتيجة للتراشق إلا الخسارة وواهم من ظن غير ذلك.
الجماهير في بعض المباريات خرجت عن النص وكان فريقها طرفا فيها، وبعض الجماهير حضرت في غير مباريات فرقها وكانت طرفا في مناوشات، وبعض الجماهير خرجت عن النص في تعبيراتها، وثمة جماهير كانت مثالا للتشجيع الحضاري .

نستغرب وصول الأمور إلى هذا الحد، ونستغرب أكثر اقتصار التركيز على ما يجري أثناء المباريات فقط لأن ما يحدث غير منفصل عما يسبق المباريات ولا عما يليها حتى بمجرد إطلاق صافرة النهاية، إلا إذا كان الصحفي يعالج مباراة ولا يغطي مسيرة.
نتساءل: هل باتت جلسات الوفاق ومواثيق الشرف مجرد فرقعات؟ وهل باتت ملاعبنا ساحة للتنافس حتى بين الشركات؟ نستغرب كل ذلك ونتطلع لأن تعود العلاقات الودية، نعم الودية بين الأندية، لأن حالة الاحتقان تعكس ذاتها على تجانس لاعبي المنتخب وبالتالي على نتائج المنتخب.

المنتخب المدرسي ... معطيات يجب ألا تغيب
عاد منتخبنا المدرسي من المشاركة في البطولة العربية للمدارس وبعض القائمين على المنتخب أكدوا تحقق نتائج إيجابية على صعيد التشبيك وبناء العلاقات، أما في المجال الكروي فقد كان بالإمكان أفضل مما كان، كيف ذلك؟
التعامل مع المنتخب المدرسي كان يجب أن يكون موازيا لمنتخب الشباب، لكن وفي الوقت الذي شارك فيه منتخب المدارس كان منتخب الشباب يواصل استعداداته، وهناك لاعبون لم يشاركوا في هذا لأنهم مشاركون في ذاك والعكس صحيح، وقد كان بالإمكان توظيف مشاركة المنتخب المدرسي لصالح منتخب الشباب عبر رفده بلاعبين وأعضاء جهاز فني من منتخب الشباب كما فعلت الأردن وغيرها من الدول، وهو ما يعزز التكاملية في التحضير والشمولية في توفير مقومات المشاركة.

نعم ، كان بالإمكان أفضل مما كان واحتجاب عدد من لاعبي منتخب الشباب عن المشاركة في المنتخب المدرسي لانخراطهم في تحضيرات المشاركة في بطولة آسيا ترك أثرا سلبيا على نتائج المنتخب المدرسي، وأبرز غياب منظومة واضحة من التخطيط الأفقي المدروس.
بعد أية مشاركة وجب استخلاص الدروس، وأول الدروس المستقاة أن المزيد من التنسيق الفعلي كان سيعكس ذاته إيجابا على كلا المنتخبين، ونتطلع لأن يشهد المستقبل تجاوز هذه المعضلة.

مباراتان كبيرتان
بطلات العالم ... لاعبات اليابان في فلسطين، حدث نوعي وتتجاوز دلالاته المعطى الكروي رغم أننا لا نقلل من أهميته، ولعل منازلة بطلات العالم فرصة للاحتكاك مع فرق تفوقنا بكثير من حيث المستوى والمردود والخبرة. بعيدا عن النتيجة وليس تسليما مسبّقا بالنتيجة المتوقعة انطلاقا من واقعية يجب أن تحكمنا نتطلع لأداء فلسطيني مشرف ووصفة فنية قد تعطل الكمبيوتر الياباني، ونترك للجهاز الفني فرصة التوافق عليها.

جماهيريا، ننتظر دعما يتناسب والأجواء الاحتفالية التي تعيشها كل مناطقنا بمناسبة إطلاق الأسرى والأسيرات، فالرياضة وعبر جماهيرها مطالبة بالتعبير عن ذاتها وعن التلازم الكبير بين الطموح الرياضي والهم الوطني وجماهير الجنوب كما جماهير الشمال قادرة على إنجاح الحدث.
نأمل أن يكون التواجد الجماهيري متناسبا وأهمية المباراتين وتوقيتهما، كما نتطلع لأن يكون الحضور الرسمي والشعبي تعبيرا عن تجديد الثقة بتوجهاتنا الرياضية التي نتطلع لأن تتواصل بتواصل احتكاك منتخباتنا مع فرق قوية، لأن الاحتكاك هو الكفيل بإنضاج التجربة.

ملاحظات فنية من الأسبوع السادس
** من المفارقات أن الدقيقة الأخيرة التي لطالما كانت سببا في تراجع البيرة ابتسمت أخيرا للفريق الذي حقق التعادل في الوقت القاتل، لكن ويبدو أن المفارقات تلازم البيرة حيث لا زال بعض مهاجميه دون أهداف، وهذا غريب فالمطلوب من المهاجم التهديف.

** اللاعب البديل قد يقلب النتيجة ويصنع الفارق، وإذا كان عمر أردنية لاعب بلاطة مثالا على ذلك في مباريات كثيرة، فقد برز أحمد ماهر الغزلاني ليسجل فور نزوله، وهذا التبديل يحسب للمدرب أبو الطاهر.

** صناعة الأهداف لا تقل أهمية عن تسجيلها، هذا ما أثبته لاعب الترجي شادي فرحان الذي تجاوز محنة سوء الاستهلال في بداية المشوار مع فريقه الجديد.

**أبرز الغائبين عن دورينا علي عايش، ومحمد عبد الجواد وعزمي الشويكي وثلاثتهم من اللاعبين الجيدين الذين كانوا يستحقون مواصلة المشوار في دوري الاحتراف.

** مدرب الثقافي الكرمي خرج عن النص وكان سببا في زيادة حدّة نرفزة اللاعبين، والحديث يدور عن مدرب محترف ننتظر أن يجلب لدورينا معطيات أفضل، والغريب أن الدخول في معترك المناوشات كان وفريقك فائز بفارق هدفين، ولم نسمع عن أي تعليق من إدارة النادي على ذلك.

**هناك لاعبون أعادوا اكتشاف ذواتهم ومنهم صالح عسلية والسويركي في العميد، وأحمد ماهر في الغزلان، والطبال في الثقافي، ولا ننسى دور المدربين في ذلك، وهناك لاعبون صاعدون يواصلون التألق ومنهم الكوري وأحمد عبدالله في الأمعري، وأسامة الصباح في الثقافي، وهناك لاعبون لا زالوا يبحثون عن ذواتهم ومنهم أيمن الهندي وثائر قراعين، وهناك لاعبون غائبون ومنهم حسام زيادة، وهناك لاعبون حافظوا على مستواهم ومنهم دادو الهلال.

** لمسة الوفاء للجيل الأول تتواصل فبعد أن بادر العميد لتكريم ثلّة من عمدائه في الأسابيع الأولى من الدوري، جاء الدور على الهلال ليكرّم فرسان العطاء من الرعيل الأول، هنا وهناك في الهلال والعميد: نأمل أن يبادر القدامى لرأب الصدع وإصلاح العلاقة، فلعل ذكريات الزمن الجميل تصلح ما أفسده الاحتراف.