الثلاثاء: 01/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

أسرى حققوا حلمهم بلقاء الأحبة وآخرون اختطف الموت أحبابهم

نشر بتاريخ: 20/10/2011 ( آخر تحديث: 20/10/2011 الساعة: 13:11 )
قلقيلية- تقرير معا- أسرى عادوا إلى بيوتهم والتقوا بأحبتهم وهناك من تم إبعادهم وآخرون ما زالوا ينتظرون ساعة الإفراج والفرج عنهم، فلم تخلو عين من دمعة عندما تمت المرحلة الأولى من صفقة التبادل, والتقى الأسرى المحررون بذويهم فمنهم من قبل أيادي أمهاتهم وآخرون فقدوا أهاليهم خلال فترة اعتقالهم فليلة الأسرى الأولى بين عائلاتهم حملت الكثير من مشاعر الفرح والشوق والإحساس بالانتصار كما كان حال الأسير أكرم منصور من قلقيلية.

فالأسير المحرر أكرم منصور فقد خلال سنوات اعتقاله الثلاثة والثلاثين والدية وإحدى شقيقاته دون أن يستطع حتى حضور مراسم دفنهم ما كان له الأثر الكبير في نفسية هذا الأسير وان كانت قلقيلية كلها خرجت يوم أمس لاستقباله، إلا أن ذلك كله لم يعوضه لمسة حنان واحدة من أم افتقدها أو قبلة على جبين من أب اشتاق إليه.
|151029|
منصور والذي التقيناه في منزلة الممتلئ بدفء الأهل والإخوة والأخوات في أحد إحياء مدينة قلقيلية بدا عليه التعب والفرح في آن واحد فسنوات السجن الطويلة والمرض أرهقت جسده لكنها لم تنل من عزيمته بشيء، فرغم ضعف جسده إلى أن إرادته كانت اكبر وأقوى من ظلم السجن والاحتلال وكان ذلك جليا من خلال استقباله كل الناس ومصافحة الالاف ممن أمّوا منزله أو مكان استقبال الأسرى للمهنئين.

فحال الأسير منصور لم يختلف كثيرا عن حال باقي الأسرى الذين تم إطلاق سراحهم يوم أمس فحلم الأسير شادي عودة بتقبيل يد والدته وضمها تحقق أخيرا عندما التقاها لأول مرة خارج قضبان الاحتلال التي حرمته منها طيلة عشرة سنوات.

الأسير المحرر شادي عودة وكما ابلغنا أن حلمه الأول خلال عودته للبيت ان يركع على قدمي والدته ويقبلهما وهذا أول ما قام به هذا الأسير الذي أمضى عشر سنوات وقضبان الاحتلال تحول دون تحقيقه لهذا الحلم فالأسير شادي عاش يتيم الأب منذ الصغر فكانت والدته بمثابة الأم والأب والصدر الحاني لشادي وإخوانه، فربتهم وأحسنت التربية حتى خرجوا مناضلين مدافعين عن وطنهم محبين له حبا لا يقل عن حبهم لامهم.
|151028|
شادي بدا عليه الفرح كثيرا لعودته إلى البيت الذي أحب إلى حضن أمه إلا انه يتألم على أصدقاء له تركهم داخل السجون الإسرائيلية، ويقول إذا كانت عائلة الجندي الإسرائيلي قد شعرت بمرارة أسر ابنها جلعاد فعلى العالم أن يشعر بآلاف الأمهات والآباء ممن تقوم إسرائيل باعتقالهم داخل معتقلاتها.

أما قصة الأسير إبراهيم داوود الذي أمضى تسع سنوات من عمرة داخل المعتقلات الإسرائيلية والتي لم يستطع أن يسردها لنا أمام أسرته وفضّل أن نجري معه المقابلة في منزل شقيقه كي يحدثنا عن مشاعره اتجاه الأهل وشوقه لهم طيلة سنوات اعتقاله، فكانت تشابه الحلم الذي لاحقه طيلة تلك السنوات من اشتياق دائم فلقاؤه بوالديه أو احدهما خلال الزيارات كان يشكل له الكثير من الفرح حتى انه كان يتمنى أن يرتمي بأحضانهما كالطفل الصغير تماما كأبناء إخوانه الذين لم يفارقوه للحظة منذ لحظة خروجه من الأسر حتى وهو نائم في غرفته كانوا ينظرون إليه غير مصدقين أن إبراهيم بينهم.

ويروي شادي لنا اللحظات الأخيرة قبل الإفراج ورفض الأسرى للتوقيع على تعهدات طلبتها منهم إدارة ما يسمى مصلحة السجون الإسرائيلية وكيف قاموا بنقلهم بطريقة لها الأثر الكبير في التلاعب بمشاعر الأسرى وذلك من خلال إدخال الحافلات بطريقة عشوائية وليس حسب الدور ورغم كل هذه الإجراءات إلى انه حقق حلمه من خلال زيارته إلى عائلة أسير صديق له في مدينة رام الله فور خروجه مباشرة كما وقام بزيارة منزل عائلة صديقة الشهيد محمود النيص الذي استشهد في نفس الوقت الذي تم فيه اعتقاله قبل تسعة أعوام.
|151027|
وما ميز أسرى محافظة قلقيلية هو نوعية الطعام الذي حضر لهم حيث تشابهت الأطباق في منازل الأسرى الثلاثة والتي احتوت على الزغاليل المحشية وورق العنب والمحاشي لكن هذه الأطباق كان من الصعب على هؤلاء الأسرى المحررين تناولها بشهية مفتوحة بسبب مشاركتهم في الإضراب المتواصل عن الطعام لأكثر من عشرين يوما قبل الإفراج عنهم.