منظمات تحذر: تدمير المستوطنين لآلاف الأشجار يضرب محصول الزيتون
نشر بتاريخ: 20/10/2011 ( آخر تحديث: 20/10/2011 الساعة: 13:35 )
رام الله- معا- حذرت منظمات المساعدات والتنمية الدولية والفلسطينية، العاملة على تحسين إنتاج زيت الزيتون الفلسطيني، اليوم، من أن تدمير المستوطنين الإسرائيليين لأشجار الزيتون الفلسطينية سوف يؤدي إلى تقليص محصول هذا العام بما يقدر بنحو 500,000 دولار أمريكي؛ إذ تم تدمير 7500 شجرة زيتون، نتيجة أعمال العنف التي قام بها المستوطنون.
وقد صرحت المنظمات، ومنها منظمة أوكسفام، واتحاد لجان العمل الزراعي، ولجان الإغاثة الزراعية الفلسطينية بأن خسارة المزارعين جراء تلك الهجمات عالية بشكل استثنائي؛ حيث يتوقع أن يُنتَج من الزيتون الذي يتم جمعه طوال موسم الحصاد، والذي يمتد لشهر واحد، نصف كمية الزيت الذي كان قد تم إنتاجه العام الماضي.
وشرح جيريمي هوبز، المدير التنفيذي لمنظمة أوكسفام الدولية، الوضع بقوله: "إحراق شجرة زيتون واحدة يساوي حرق الحساب المصرفي للمزارع. فهناك أكثير من 100,000 أسرة فلسطينية تعيش على المال الذي يتم جنيه في موسم الحصاد؛ وفي ظل سوء الموسم هذا العام، تزداد أهمية كل حبة زيتون."
ورغم هذا التدمير الفاجر، لم تُرفَع أمام المحاكم سوى بضعة قضايا. وقد وثقت منظمة "يش دين" غير الحكومية الإسرائيلية، إحدى شركاء منظمة أوكسفام، 688 قضية عنف من المستوطنين تجاه الفلسطينيين منذ 2005 وحتى 2011. وتقول يش دين إن 91 بالمائة من تلك القضايا تم حفظها دون توجيه اتهام. وهناك الآن 97 دعوى تخص تدمير أشجار الفلسطينيين، ولكن لم تقدم أيٌ منها إلى المحاكم حتى الآن، حسب يش دين.
وقالت المنظمات إن إقامة العدل تقتضي أن تلتزم الحكومة الإسرائيلية بتطبيق القانون، وتقدم مقترفي تلك الجرائم إلى المحكمة. فعادةً ما يتم توجيه المساءلة للفلسطينيين الذين يقترفون جرائم ضد المستوطنين الإسرائيليين، ولكن بيانات مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة تشير إلى أن مستوى العنف الفلسطيني ضد المستوطنين أقل بكثير من عنف المستوطنين تجاه الفلسطينيين.
وقال منجد أبو جيش، مدير دائرة الضغط والمناصرة بلجان الإغاثة الزراعية الفلسطينية، إن "المستوطنين الإسرائيليين يجب أن يعوا أنهم ليسوا فوق القانون. وحتى تصل هذه الرسالة بوضوح تام، يجب على قوات الاحتلال الإسرائيلية أن تتوقف عن حماية ودعم المستوطنين على حساب الفلسطينيين، وكذلك عن منع المزارعين الفلسطينيين من الوصول إلى أراضيهم الزراعية."
بالإضافة إلى الأشجار التي قضت نحبها إبان هجمات المستوطنين، فقد تم اقتلاع عشرات الآلاف من أشجار الزيتون، لفتح الطريق أمام بناء الجدار العازل. هذا فضلاً عن أن نحو مليون شجرة تقع في منطقة التماس، المحظور الدخول إليها، والتي تقع بين الجدار وخط وقف إطلاق النار 1967. غير هذا وذاك، فهناك آلاف الأشجار الأخرى التي يتم منع وصول المزارعين الفلسطينيين إليها، لقربها من المستوطنات غير الشرعية.
وقال عمر طبخنا، مدير دائرة العلاقات العامة باتحاد لجان العمل الزراعي: "في مناطق مثل نابلس وسلفيت، حيث تتزايد الهجمات بشكل مضطرد، نعمل مع المزارعين الذين فقدوا جل وسائل إنتاجهم، لتدمير أشجارهم أو عدم إمكانية الوصول إليها. هؤلاء المزارعون لا يريدون الاعتماد على المساعدات، بل يرغبون في العمل في أراضيهم وكسب أرزاقهم من منتجٍ يفخرون به. وحتى يتسنى لهم ذلك، علينا أن نضمن احترام حقوقهم."