الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

إستطلاع: الشعب الامريكي ضحية في لعبة سياسية- اقتصادية كبيرة

نشر بتاريخ: 21/10/2011 ( آخر تحديث: 21/10/2011 الساعة: 22:14 )
باريس- معا- أظهر استطلاع للرأي أجراه مركز الدراسات العربي- الأوروبي ومقرّه باريس، أن الشعب الأمريكي ضحية اي بمعنى لعبة سياسية- اقتصادية كبيرة.

واعتبر ما نسبته 70.4 في المائة ممن شملهم الاستطلاع ان أسباب اندلاع "ربيع وول ستريت" هي اقتصادية نتيجة سوق المضاربات العالمية والتي ادت إلى انتشار البطالة بين الأمريكان وفقدان العدالة بينهم مما ادى إلى انقسام المجتمع الأمريكي.

ورأوا ان فشل الرئيس اوباما في ايجاد حلول واقعية ملموسة ادى الى اكتشاف الأميركيين أنهم ضحية لعبة سياسية اقتصادية كبيرة.

في حين يعتقد 22.5 في المائة ان دوافع الربيع في "وول ستريت" لا تختلف كثيرا عن الدول العربية، وبرأيهم انها عدوى بدأت في الوطن العربي وانتشرت، وفيها نوع من الصحوة الحقيقية ولحظة صدق امام الذات، فالشعوب الغربية تفاجأت بهذه الصحوة العربية "العالم الثالث".

واعتبروا ان الذي يحدث قد وحَد العالم وقرَب الشعوب من بعضها.

اما 7.1 في المائة يرون انها مؤامرة صهيونية- ماسونية لإنهيار الإقتصاد العالمي وإعادة توزيع الثروات بما يمهد لعالم الدولة الواحدة.

وخلص المركز الى نتيجة مفادها: يحلو للبعض ان يطلق عما يجري في نيويورك من تجمعات وتظاهرات اسم "ربيع وول ستريت" تيمناً بالربيع العربي الذي اطاح بعدة أنظمة.

ويبدو ان التسمية اكبر بكثير من حجم التحرك الذي يجري لأنه تحرك محكوم بسقف محدد غير قادر على المديين البعيد والقصير من احداث تغيير جذري او من تشكيل نواة ثورة تؤدي الى ازالة انظمة وتشكيل انظمة بديلة.

فكل ما في الأمر ان هناك مجموعات من اهل النخبة من إعلاميين وأكاديميين وطلاب وكوادر مختصة في مجالات مختلفة قد خرجت الى الشارع للقول "ان النظام الليبرالي المعمول به حالياً لم يعد يشكل الحل في ظل الأزمات الاقتصادية المتتالية وأنه لا يجوز ان تكون الشركات الكبرى المسجلة في وول ستريت في نيويورك او نظيراتها المسجلة في البورصات العالمية في طوكيو وبرلين وباريس وروما ولندن هي التي تتحكم بالمسار المالي العالمي غير ابهة لحجم البطالة وكثرة المديونية وانعدام وجود فرص عمل وضعف التنمية وأرتفاع مستويات التضخم وزيادة الغلاء وتفشي الفساد".

كما خرجت هذه المجموعات لتعبر عن موقف رافض للسياسة المنتهجة من الحكام والتي برأيهم لم تحصد إلا الفشل.

وما كانت لهذه المجموعات ان تخرج الى الشارع لولا حدوث الأزمة المالية الكبرى قبل نحو السنتين في الولايات المتحدة الأميركية وما كان لها من انعكاسات على السوق المالي العالمي، ولولا الأزمة التمويلية الكبرى ايضاً التي تمر بها بعض الدول الأوروبية والتي وصلت الى مستوى إحتمال الإعلان عن افلاسها، ولكن إذا ما صدرت وعود من السلطات المعنية بإمكانية ايجاد حلول ما للأزمات الحاصلة فمن المحتمل ان ينتهي عندها "ربيع وول ستريت" وربيع أي تحرك أخر بدأت تظهر ملامحه في بعض الدول الأوروبية.