"القطان" يختتم الحلقة البحثية الثانية حول توظيف الدراما في التعليم
نشر بتاريخ: 23/10/2011 ( آخر تحديث: 23/10/2011 الساعة: 12:06 )
رام الله- معا- اختتم مركز القطان للبحث والتطوير التربوي/ مؤسسة عبد المحسن القطان، في قاعة الهلال الأحمر في البيرة، أمس، الحلقة البحثية الثانية: توظيف الدراما في التعليم-مقاربات بحثية، التي استمرت على مدار أسبوعين، بالشراكة مع مؤسسة التعاون، وبإشراف البروفيسور ديفيد ديفيز مستشار المدرسة الصيفية، تخللها تطبيق دروس صفية في مجال الدراما وعباءة الخبير.
وتناولت الحلقة البحثية الثانية مقاربات بحثية في توظيف الدراما في التعليم، عبر تخطيط الدروس الصفية وتطبيقها في المدارس وتقييمها، بمشاركة 27 معلماً ومعلمة من المدرسة الصيفية وخريجيها، وبواقع 29 ساعة تدريبية نظرية وتطبيقية.
وكان مسار الفنون والتعليم في المركز، وعلى ضوء تجربة الحلقة البحثية الأولى التي عقدت العام الماضي، وتخريج فوجين من المعلمات والمعلمين في المدرسة الصيفية: الدراما في سياق تعلمي، شرع بتأسيس حلقة بحثية دائمة في مجال الفنون والتعليم، من أجل تضفير رؤية بحثية ترى التعليم في صورته المتكاملة والتكاملية في توظيف الدراما كسياق تعلم نوعي.
كما تهدف الحلقة البحثية إلى تمكين المعلم من أن يكون باحثاً في حقله، يفعل فيه ويتأمل الممارسات التي تجري فيه، وينتج معانيها ويعيد إنتاج الرؤى، فيخلق ممارسات جديدة أكثر رسوخاً.
وقال وسيم الكردي، مدير المركز، المشرف على برنامج الدراما في سياق تعلمي: "تأتي هذه الحلقة في مرحلة من العمل مع المعلمات والمعلمين تتطلب النظر في الممارسة التعليمية لهم بصورة مباشرة، وفي هذا الإطار تعاون المركز مع 5 معلمين في 5 مدارس وهي: مدرسة الأميرة بسمة في القدس، مدرسة الفرندز للبنات، مدرسة خربثا الأساسية، مدرسة بنات سلواد، مدرسة دير اللاتين بيرزيت.
وأضاف: "لا بد من تقدير دور وزارة التربية والتعليم العالي التي مكّنت الباحثين في البرنامج من زيارة المدارس ومشاهدة الحصص الصفية وتوثيقها. وقد اشتغلت الحلقة البحثية على مخططات المعلمين التدريسية وتطويرها، وكذلك على ما نتج عن التطبيقات الصفية وتحليل الحصص وما جرى فيها، وتوظيف ذلك في قراءة بحثية تحليلية مفصلة تناولت 5 محاور في العملية التعليمية، وهي: التخطيط، التعلم، التعليم، الدراما، الإدارة الصفية.
وأكد الكردي أن المعلمين اشتغلوا على تفصيل كل محور، وبناء أسئلته في ضوء الدرس الدرامي، مضيفاً: إن التجربة تسمح للمعلمين بالنظر في تجاربهم التعليمية وتأملها بعمق وشجاعة، كما تمكن الباحثين في المركز من تطوير عملهم مع المعلمين، فهناك دروس مستفادة كثيرة، ومنها ما هو متعلق بمواكبة التخطيط التدريسي للمعلمين، وربط النظري بالتطبيقي، والقراءة المعمقة للفعل الصفي ... وهذا سيبلور توجهات جديدة في التكون المهني في ضوء هذه التجربة التي تطرح أسئلة جديدة، وتدفع إلى إحداث تغييرات تضيف أبعاداً جديدة، ليس لبرنامج الدراما في سياق تعلمي فحسب، بل لكل برامج التكون المهني التي يديرها المركز. لقد فتحت الحلقة آفاقاً جديدة، وسنعمل مع المعلمين جنباً إلى جنب من أجل تخطيط تدريسي وممارسة تعليمية شاملة ومتكاملة.
بدوره، أوضح ديفيز أهمية الإطار الدرامي وتأطير الدور، والبعد الثاني للدور وأهميته في بناء السياق، مركزاً على التخطيط ونظرية التعلم ونظرية التعليم كنظرية "فيجوتسكي" في النمو المعرفي، ونظرية "بياجيه" في التعليم.
وقدم ديفيز شرحاً حول الفرق بين القصة والدراما، مع التركيز على دلالات المعنى.
من جانبها، قالت روان سمندر، منسقة البرنامج: "تحاول الحلقة البحثية الثانية جعل المعلم باحثاً في الدراما كسياق تعلمي: في الرؤيا والاستكشاف، كما سيستفيد معلمو ومعلمات المدرسة الصيفية، وخريجوها من هذه الحلقة في توفير متطلباتهم البحثية في المدرسة الصيفية".
تخطيط الدروس وتطبيقها
وقبيل انعقاد الحلقة، قام المشاركون ببناء خطط صفية في مجال الدراما مسبقاً، على أن يتم مناقشتها وتطويرها أثناء الحلقة البحثية، وتطبيقها في المدارس وتقييمها، حيث نفذت المشاركة كريمة عوض الله حصة تطبيقية في الدراما حول الدور التدميري للمخدرات على الصعيدين الشخصي والاجتماعي، ودور المجتمعات في التصدي لهذه الظاهرة، كما قامت بتأطير الطلبة كصحافيين محققين من أجل كتابة تقرير صحافي حول المخدرات كآفة اجتماعية وأخلاقية.
وقالت عوض الله عن تجربتها: "تعرفت على أهمية بناء جدول زمني لكل خطوة في الدراما، وأهمية عمل مخطط يتماشى ويرتبط مع الأهداف المركزية في التعلم".
أما المعلمة ريما طه، فقد طبقت حصة صفية في الدراما التكونية حول فهم ظاهرة "الكلاب الضالة" كصورة لعدم إهمالهم في الحياة، خوفاً من العودة كعدو، مؤكدة أهمية طرح الأسئلة في الدراما، وعدم تهميش أراء الطلبة أثناء بناء السياق الدرامي.
وطبق المعلم يوسف الخواجا، حصة حول أهمية الأشجار ومعناها في سياق الوجود الحياتي، ومقاربة درامية لمعنى الشجرة في سياق دور الحياة على خلاف معناها الاقتصادي.
وقال: "التجربة بحد ذاتها، مرحلة تحول ونظرة تعليمية نحو المستقبل بطريقة مغايرة من خلال تدريس الدراما".
وفي السياق نفسه، طبقت المعلمة رنيم خوري حصة صفية في الدراما حول التلوث البيئي، والمعلمة أميرة ياسين حصة حول ذوي الاحتياجات الخاصة في مدرستها.
وقالت: "استفدت من الحلقة البحثية في سد بعض الثغرات في موضوع تخطيط الدراما، بطريقة سلسة ساعدتني على تقييم خطة درس الدراما قمت بإعدادها وتعديلها بناء على الفهم الحالي لآلية التخطيط وديناميكيته.
أما المعلمة أميرة ياسين فتحدثت عن تجربتها في الحصة الصفية، وكيف تفاعل الطلبة مع الدرس على الرغم من أن الطلبة من ذوي احتياجات خاصة.
وفي نهاية الحلقة البحثية، قال الكردي: هذه التجربة تشكل مرحلة تدفعنا لحمل المعرفة والخبرات السابقة، وأن نضعها معاً في سياق واحد تكاملي، وبالتالي تستطيع هضمها بدل بلعها فقط.
وأضاف: "كانت التجربة استثنائية بشأن كيف يتعلم الناس في سياق، وكيف يشتغلون على تقييم ذاتي عميق ونقدي لتجاربهم، لا يمكن للتغيير أن يحدث دون التقييم والمراجعة. أن جوهرة فكرة البحث تتمثل في جعل الممارسات التعليمية أحسن وأفضل وأغنى، وهذا بحد ذاته سيدفع التجربة لمستويات أخرى جديدة، لذلك فنحن نفكر حالياً على مواكبة المعلمين في تخطيطاتهم التدريسية على مدار العام، قبل الذهاب إلى التطبيقات.
وتم في نهاية الحلقة تم توزيع الشهادات على المشاركين.