برنامج دول مجلس التعاون يرمم مبان في مجمع الشفاء الطبي بغزة
نشر بتاريخ: 24/10/2011 ( آخر تحديث: 24/10/2011 الساعة: 11:31 )
غزة -معا- يُعد مشروع ترميم وتأهيل مبنيي الجراحة العامة والجراحة التخصصي بمجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة قفزة نوعية للارتقاء بالجانب الصحي لسكان قطاع غزة.
ويعد هذا المشروع الممول من برنامج دول مجلس التعاون لإعادة إعمار غزة بالتعاون مع البنك الإسلامي للتنمية وبتنفيذ الهلال الأحمر القطري بالتعاون مع جمعية الهلال الاحمر الفلسطيني من أهم المشاريع التي تُنفذ بالقطاع الصحي لما سيشكله من تقدم واضح في الخدمات الصحية المقدمة بقطاع غزة.
وقدمت دول مجلس التعاون لإعادة ترميم المبنى وتأهيله ضمن المرحلة الأولى مبلغ يقدر بمليون و400 ألف دولار وزعت ما بين صيانة كاملة للمبنى، بالإضافة إلى تأهيل مبنى الصدرية بنفس المجمع.
ويقول مدير مكتب الهلال الأحمر القطري في غزة المهندس محمد أبو حلوب إن العمل جارٍ حاليًا ضمن المرحلة الأولى والتي تم خلالها الانتهاء من مبنى الصدرية والأورام من الداخل وإنجاز 75% من قسم الأشعة.
ويضيف أن هذه المرحلة شملت عملية صيانة إنشائية وكهربائية وميكانيكية كاملة لمبنى الجراحة العامة، مشيرًا إلى أنه تم "استبدال بلاط المبنى بالكامل واستبدال دعسات الأدراج وصيانة للدرابزين وتكييف مركزي لغرف العمليات والعناية المكثفة، بالإضافة لاستبدال الأسقف المستعارة بالكامل".
ويتابع المهندس أبو حلوب: "ظهور بعض الأشياء الطارئة أثناء العمل تسببت بوجود بعض الإعاقة في التنفيذ، ولكن تم التواصل مع الجهة الممولة لتعتمد مبلغ 600 ألف دولار ضمن مرحلة ثانية لاستكمال أعمال الصيانة في المبنى".
ويبين أنه "تم استحداث نماذج جديدة فيه لم تكن بالمناقصة الأولى كاستبدال البلاط والأسقف بالكامل (...) ، وجار العمل بأعمال الصيانة في الطابق الأول والخاص بالعظام بالإضافة لأعمال صيانة بالممررات".
ويشير إلى أن المدة التي خصصت للمرحلة الأولي ستة شهور، متوقعًا أن يتم الانتهاء من المبنى بمرحلتيه الأولى والثانية في نفس الوقت، مع الإشارة إلى أنه تم الانتهاء من جزء كبير من المرحلة الأولى، وأن المرحلة الثانية جاهزة لطرحها على العطاء.
وفيما يتعلق بتأهيل مبنى الجراحة التخصصي يعتبر المهندس أبو حلوب بأنه قفزة نوعية في القطاع الصحي، لأنه سيضيف للمجمع العديد من غرف العمليات وبعض الأقسام المتخصصة التي من الممكن أن تغني عن تحويل المرضى للخارج.
ويقول "في حال توفر طواقم طبية بكفاءة عالية متدربة ومتخصصة وتم تجهيز المبنى بالشكل المدروس سنستغني عن تحويل الحالات للخارج بشكل كامل، لأنه سيتم افتتاح غرف عمليات جديدة ومتخصصة".
ويضيف "سيتم افتتاح غرفة عمليات للجراحة المتخصصة بالأعصاب وقسطرة القلب، وكذلك سيتم تزويد المجمع بكل ما يحتاجه، بالإضافة إلى تزويده بأجهزة فحص متطورة".
ويشير إلى أن الهلال الأحمر القطري بالتعاون مع جمعية الهلال الاحمر الفلسطيني طرح مناقصة للمرحلة الأولى خصصت لاستكمال ترميم المبنى واستكمال الاعمال الانشائية الاساسية المتبقية، انطلقت منذ 5 شهور وتستمر لمدة 6 شهور، مضيفًا "اليوم نحن في المراحل الأخيرة ونأمل أن ننتهي في تلك المرحلة".
ويبين أن المرحلة الثانية تتضمن مرحلة التشطيب، وأنها احتاجت لدراسة متأنية جدًا فتم التعاون مع مستشارين بالخارج للوصول لأفضل ما يمكن من تصاميم في الأعمال الميكانيكية.
وعن المبنى، يقول إن "المبنى كبير جدا ويحتوي على جميع أنواع التشطيبات اللازمة لمبنى جراحة متخصص، ونتحدث عن تجهيز كامل للمجمع بكافة ما يحتاجه ميكانيكيًا وإنشائيًا وهندسيًا".
ويلفت المهندس أبو حلوب إلى أن التكلفة المبدئية لتشطيب المبني بشكل كامل قدرت بحوالي 7 مليون دولار، مشيرًا إلى أن الانتهاء من مرحلة التشطيب تحتاج لسنة ونصف إذا استمرت الأمور بشكلها الطبيعي.
ولقي المشروع ترحيبًا كبيرًا من المرضى وذويهم الذين أثنوا على الجهات الداعمة والمنفذة له، مبدين سعادتهم للإنجازات التي تحققت في مجمع الشفاء.
ويعبر المريض محمد المدهون (41عامًا) عن فرحته الشديدة بترميم المبنى الجراحة العامة، قائلاً: "كنت في هذا القسم منذ حوالي عامين حين تعرض أحد أبنائي لعملية جراحية، وكنا نشعر وقتها بالغثيان من شكل المبنى وخدماته".
ويضيف"كنا نعاني أيضًا من تآكل جدران الغرف ومن رداءة المكان، ولكن العام الجاري دخلت للمشفى بعد أن شعرت بتعب شديد جراء تعرضي لمرض السكري، وفوجئت بالمستوى المتقدم الموجود داخل غرف المبنى بعد ترميمه، حيث تغيرت بالكامل وأصبحت الخدمات متطورة وجيدة".
بدوره، يبدي المريض سعد حرز الله ارتياحه الشديد لما وصل إليه المبنى بعد إجراء عملية الصيانة بداخله، قائلاً " قبل عام ونصف زرت المبنى وهو على حاله ولم أتحمل رؤيته، حيث كان المكان يشعرني بالإحباط وعدم الراحة ".
ويتابع" ذقت الأمرين طيلة الفترة التي قضيناها داخل المبنى بسبب رداءته، ولكن الآن كل ذلك تغير وأصبح أفضل من السابق".