عبد العال: لا حل لموضوع بقية الأسرى إلا بالمقاومة وخطف جنود
نشر بتاريخ: 24/10/2011 ( آخر تحديث: 24/10/2011 الساعة: 19:28 )
غزة - معا أكد مروان عبد العال، عضو المكتب السياسي في الجبهة الشعبية أن لا حرية في الشرق الأوسط إلا بحرية فلسطين".
وفي كلمة ألقاها باسم الفصائل الفلسطينية، في احتفال نظمه الحزب "الشيوعي اللبناني" بالذكرى الـ87 لتأسيسه في قاعة سينما فرساي في الحمراء، نقل عبد العال تحيات الأمين العام لـ"الجبهة الشعبية" أحمد سعدات من أسره في سجن نفحة الصحراوي، وحيا "بيروت البطولة والمقاومة".
وعملية تبادل الأسرى قائلاً " انتزعنا أسرانا من فم التنين"، مؤكدا "ان لا حل لموضوع بقية الاسرى الا بالمقاومة وخطف جنود إسرائيليين".
وأضاف "لسنا من قادة فنادق الـ7 نجوم والوزارات وشروط اللعبة الدولية، بل نحن من جبهة لا تنجب إلا قادة أمثال أحمد سعدات"، مؤكداً استمرار النضال".
وإليكم النص الكامل للكلمة التي ألقاها بمناسبة عيد الحزب الشيوعي اللبناني في فرساي – الحمرا – بيروت
أيها الحفل الكريم
يسعدني أن أنقل لكم تحية خاصة كالصدى الجميل تتردد موجاتها من محراب عشق الوطن ، الى كل فرد منكم، تحية وقبلة وقبضة من أمين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الرفيق أبو غسان أحمد سعدات .
إنّ معنى الكلمة أعمق بكثير، أن تلقى بالنيابة أو بالأصالة وإنما دلالتها الأصدق، كونها هي قول صريح بأن التحية منه ليست سوى التحية إليه.
نلتقي في عرس الحزب الشيوعي اللبناني في القول الاستثناء، من قائد استثناء، في الزمن الاستثناء : يطيب لي أن أخاطبه قائلا : أيها الرفيق أبو غسان يا نسرنا الأحمر في عرس السنديانة الحمراء و الرايات الحمر، كلّما نطقت بأحلامك وبلسانك أحببتك أكثر، لذا اسمح لي قبل أن نصافح كبريائك، أن نوقد شمعتك، هنا في بيروت التي لها في وجدانك أكثر من عاصمة، تتقاسم معها البطولة، تضيء بالمقاومة حضورها وحضورك، ومن وهج فكرتك المشعّة من عنوان اسمه سجن " نفحة " محطة في رحلة النضال حيث " شراسة العزل " وأنت تحرق بكبرياء وتحدي ذاكرة العتمة المقيتة وتخيط حروف الكرامة على جدران أقبية التحقيق وبإبرة الصّمت الزاهد والفعل الدواء، لأنك الابن الأصيل لشعب يجسّد حكاية الجوع المزمن للحرية، التي لن تكتمل فصولها إلا بحريّة فلسطين.
تهنئ الحزب في عيده، هي تهنئة للأفكار التي تحلّق عالياً في فضاء الإنسانية،، في يوم الحرية يوم تنفس رفاقك هواء فلسطين من لم تتمكن من وداعهم وهم من أروع وأجمل وأشجع شباب ورجل وشابات ونساء فلسطين.
مقاومة بالأسر وخارجه " لقد انتصرتم على السّجان ". حينما نزعت المقاومة أسرانا من بين أنياب الوحش، من بطن الحوت كما يقال، وأن المقاومة وحدها كفيلة بتحرير أسرى المقاومة، فرح لا يكتمل في قلوبنا بلا أبو غسان ومروان البرغوتي وعباس السيد وأبو الهيجا، هي بمعركة الوفاء للأحرار عبر صفقة التبادل لتحرير الأسرى، وعبر الاستمرار في العمل لتحرير كافة الأسرى، وبمعركة وحدة الأحرار، الجوع ولا الركوع.
لذا قلت لنا مطمئنًا، لا تقلقوا، إرادتنا بخير وكرامتنا بخير، ونحن بخير، ووقف علينا الحياة إن توقفت الكرامة عند حدود الحياة. فيك نرى كلّ صاعد إلى الجلجلة على درب الحرية، التي لا يعرف طعمها الحقيقي إلا كلّ من حرم منها ..إنك ستملّ صورة البطل التراجيدي وكما قال الشاعر درويش : " ما دام الفلسطيني محروماً من الوطن عليه أن يكون عبداً للوطن ".
هؤلاء رصيدنا ورصيدكم، بل هم رأسمال الحركة الثورية والتحررية في العالم، هؤلاء مثلكم لا تنحن لهم قامة ولا هامة، وهي تشمخ كشموخ الكرمل. تقدّم المثل والنموذج والدّرس لقيادة بشموخ الجبال، تذكّر بوصايا الكبار: " تعالوا إلى الثورة، نحن لا نعدكم بامتيازات، نحن نعدكم بعمل شاق " .
هي مدرسة الحكيم جورج حبش. لم تتوقف عن التواصل فصولا . بالأمس القريب كتبت قصة جديدة في سلسلة التغريبة الفلسطينية .كان هناك " أصغر حكيم "، منذ أسبوع أصدرت المحكمة العسكرية الصهيونية حكماً بـ 5 مؤبدات وخمس سنين يعني (500) سنة على رفيق اسمه حكيم عوّاد. لإدانته بقتل خمسة صهاينة من مستعمرة " ايتمار ". وما ذكرته وسائل الإعلام الإسرائيلية . " أنه غير نادم على تنفيذ العملية ". وقال رغم معارضة القضاة : " أنا ابن 18 سنة يعني في سن البلوغ، لا يوجد أي شاب بمثل سني يفكر بالقتل، إنني إنسان مثلكم ولا أعاني من أي مشكلة نفسية ولا أي مرض أبداً، مرضي الوحيد هو أنتم واحتلالكم البغيض ".
هذا هو منبر " جمول " تفرش الأرض بالشهداء، عناوين التضحية ورموز البطولة، من صلب قادة حزبكم وقود الحرية وقناديلها، منذ فرج الله الحلو إلى مهدي عامل وحسين مروة وجورج حاوي، روّاد الحزب الثورة المقاومة، التغيير والتحرير، هم من زمن أصيل إلى غد ينتظر مدرسة البطولة تخرّج الأبطال من صلب قادة نماذج، للتضحية والعطاء والاستشهاد، تحمل الجبال على أكتافها ولا تتعب، لا يهمّها الرّتب والمراتب والمواقع، لا تتنافس على وزارات وامتيازات، قيادة تصنعها الخنادق والحارات والشوارع والمخيمات والميادين وأقبية التحقيق والزنازين وليس قيادة حسب جهة التمويل وعلى الكتالوك والاستعراضات وبالسبعة نجوم، أو قيادة بمواصفات الدول الكبرى وقيادة من انتاج العواصم الأجنبية والبنك الدولي، وشروط الدول المانحة، بل نحن من صلب قيادة صناعة وطنية بامتياز من طراز سعدات من سلالة الكبار والأوائل ،لا تقدّم المواعظ بل تتقدّم الصفوف " سأحمل روحي على راحتي ". تقرّر وتمشي على أمعائها الخاوية وليس على أمعاء الفقراء الخاوية، القيادة التي تتكسّر تحت أقدامها الأرصفة وليس القيادات التي لم تعد تعرف الأرصفة.
لنصفّق لكلّ صاعد إلى الجلجلة على درب الحرية لا يعرف طعمها الحقيقي إلا كل من حرم منها. إنك ستمل صورة البطل التراجيدي وكما قال الشاعر درويش :" ما دام الفلسطيني محروماً من الوطن عليه أن يكون عبداً للوطن".
مذ فترة أكد رؤيته السياسية التي وصلت رغم العزل : " لقد تحدث عن خطوة تقديم الطلب الرسمي للامم المتحدة بقبول عضوية فلسطين، معلقا أنها لا بد أن تكون خطوة شاملة لتغيير جوهري لإدارة الصراع مع الاحتلال تحظى بإجماع وطني. وتحديداً نقل كلّ ملف القضية الفلسطينية للأمم المتحدة، وإلا ستكون مجرّد خطوة لتغيير جزء من عربة " أوسلو"، ولن تغيّر في الواقع شيئاً. وأنّ الطرف الفلسطيني سيبقى تحت تأثير الابتزاز الصهيوني ". وعبّر ضمن الرسالة، لقد حذّرنا مراراً وتكراراً الرهان على أميركا التي لم تكن يوماً طرفاً محايداً، ولا راعياً نزيهاً، بل هي الداعم الرئيسي والراعي الرسمي لمشروع الاحتلال الإسرائيلي، وسياساته المعادية لحقوق شعبنا. وأعرب عن مراهنته على الشعوب ودعمه للحراك العربي وأنّ قيمة هذه التغييرات هي التأثير والتفاعل الإيجابي مع القضية الفلسطينية. وطالب الرفيق سعدات بربيع فلسطيني، ينهي الانقسام وينفّذ المصالحة، اليوم وليس غداً، ويعيد وحدة الصّف والالتفاف حول الثوابت الوطنية، وانتخاب مجلس وطني جديد داخل الوطن وخارجه، وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية كقائدة لنضال شعبنا، حتى إنجاز الاستقلال والحرية والعودة.
أيها الحفل الكريم،
أنتم رفاقنا في قلب فلسطين، الذي ما زال ينبض بعشق الحرية التي لا تستكين، تستمد رمق روحها من قوافل الشهداء، لذا إسمحو لنا أن ننبض بكم، طالما فيكم تلك الفكرة التي لا تؤسر، والإرادة التي لا تصدأ.
من حرّاس هذا الكائن الجميل الذي إسمه الحرية، إلى كلّ الذين ينتمون لها كهويّة، ويشبهوننا مثلكم، الذي " لم يهزم ما دام يقاوم "، والأبطال الذين قرروا المستحيل، بأن يقلبوا وجه الشّمس إلى مكان جديد لشروق جديد، فالأحلام الكبيرة لا يحقّقها إلا أصحاب الإرادات الكبيرة.