وفد من مجموعة دعم المصالحة يختتم لقاءاته بالقاهرة وأنقرة وبروكسل
نشر بتاريخ: 25/10/2011 ( آخر تحديث: 25/10/2011 الساعة: 10:13 )
رام الله-معا- قال أعضاء في مجموعة دعم وتطوير مسار المصالحة الوطنية، في ختام المرحلة الأولى من تحركها الداعم لتنفيذ اتفاق المصالحة، إن سلسلة اللقاءات التي عقدها وفد المجموعة في القاهرة وأنقرة وبروكسل عززت القناعة بإمكانية وضرورة تحقيق المصالحة، بالاستفادة من تطورات الربيع العربي والجهود المصرية الفعالة لتحقيق المصالحة، إضافة إلى الموقف التركي الداعم لهذه الجهود، ووجود مؤشرات مشجعة في مواقف عدد من البلدان الأوروبية، لاسيما على مستوى البرلمان الأوروبي الذي عبر عن موقف داعم للحقوق الفلسطينية، وللمبادرة الدبلوماسية الفلسطينية في الأمم المتحدة.
وكان وفد من المجموعة عقد السبت الماضي لقاء مع مسؤولين في المخابرات المصرية، تم التأكيد خلاله على أن تحرك المجموعة يهدف إلى دعم تنفيذ اتفاق المصالحة الذي احتفل بالتوصل إليه برعاية مصرية يوم الرابع من أيار الماضي، وأن وثيقة دعم وتطوير مسار المصالحة التي توصلت إليها المجموعة خلال ورشات نظمت في هلسنكي وأنقرة واسطنبول بمشاركة مختلف الأطياف السياسية الفلسطينية، لا تعكس تحركا موازيا أو بديلا لاتفاق المصالحة، بل تقدم تصورات مقترحة حول الآليات الممكنة لتيسير تنفيذ هذا الاتفاق والتغلب على العقبات التي تعترضه، لاسيما بشأن الملفات الأكثر تعقيدا، مثل ملف إعادة بناء وتوحيد الأجهزة الأمنية، إضافة إلى طرح رؤية توافقية للبرنامج السياسي الوطني الضروري لصيانة وتطوير مسار المصالحة باتجاه إعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني على قاعدة الديمقراطية والتعددية، على مستوى السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير.
وأشاد الوفد، خلال اللقاء، بدور جهاز المخابرات المصري في التوصل إلى اتفاق المصالحة، وإبرام صفقة تبادل الأسرى، وأكد على أهمية مواصلة الجهود المصرية لتنفيذ هذا الاتفاق بالاستفادة من الأجواء الإيجابية على المستويات الفلسطينية الرسمية والحزبية والشعبية في أعقاب التوجه الفلسطيني إلى الأمم المتحدة، وخطاب الرئيس محمود عباس أمام الأمم المتحدة في 23 أيلول الماضي، وصفقة تبادل الأسرى، الأمر الذي يتيح إحراز تقدم في تنفيذ أهم بنود اتفاق المصالحة، خصوصا تشكيل وتفعيل الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير، والتغلب على العراقيل أمام تشكيل الحكومة، والدعوة إلى حوار وطني شامل يركز على البرنامج السياسي الذي يجسد الرؤية الوطنية التوافقية للمستقبل الفلسطيني، كما أكد على ذلك الرئيس عباس وقادة حركة حماس في أكثر من مناسبة.
بدورهم، أكد مسؤولو جهاز المخابرات المصري على اعتبار قضية فلسطين بمثابة قضية أمن قومي مصري، واستمرار بذل كل جهد ممكن من أجل تحقيق المصالحة الفلسطينية، والتغلب على العقبات التي حالت دون تنفيذ الاتفاق الموقع في القاهرة من مختلف الفصائل الفلسطينية. وأكدوا أهمية التحضير الجيد لإنجاح اللقاء القادم بين الرئيس عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في إحراز اختراق يفتح الطريق أمام تنفيذ الاتفاق وتحقيق المصالحة، معبرين عن الاستعداد الدائم لمتابعة ودعم كافة الخطوات والإجراءات التي تتوافق على تنفيذها الأطراف الفلسطينية بما يدعم إنجاح مسار المصالحة.
والتقى وفد المجموعة في وقت سابق الأمين العام لجامعة الدول العربية د. نبيل العربي، وعددا من مساعديه، حيث تمت الإشادة بجهود المجموعة والمقترحات والآليات التي تضمنتها وثيقة دعم وتطوير مسار المصالحة، والتأكيد على الاستعداد الدائم للجامعة لدعم تحقيق المصالحة الفلسطينية. كما التقى الوفد وزير الخارجية المصري د. محمد كامل عمرو، الذي جدد التأكيد على أن الأجواء الإيجابية الراهنة تشكل حافزا للمضي قدما في استعادة الوحدة الوطنية، وحث مختلف الأطراف الفلسطينية على توظيف هذه الأجواء لتنفيذ اتفاق المصالحة في أسرع وقت ممكن.
كما التقى الوفد في القاهرة الأستاذ خالد مشعل، الذي أكد على ضرورة تحقيق المصالحة يالاستفادة من المناخات التي أشاعها خطاب الرئيس عباس أمام الأمم المتحدة، وصفقة تبادل الأسرى، معبرا عن قناعته بأن اللقاء المرتقب الذي سيجمعه بالرئيس عباس سيكون قادرا على تحقيق تقدم باتجاه التغلب على العراقيل وفتح الطريق أمام تنفيذ اتفاق المصالحة، والشروع في حوار وطني حول البرنامج الوطني الذي بات التوافق عليه ضروريا وممكنا في ظل الظروف والتحديات الراهنة التي تواجهها القضية الفلسطينية.
وكان وفد المجموعة التقى، الخميس الماضي، عددا من المسؤولين في مقر وزارة الخارجية التركية في أنقرة، حيث تم البحث في الأفكار والآليات التي تقترحها وثيقة دعم مسار المصالحة، والدور الذي يمكن ان تقوم به تركيا لدعم الجهود الفلسطينية والمصرية لتحقيق المصالحة، ومواجهة تداعيات ذلك من حيث الضغوط الإسرائيلية والأميركية، إضافة لدورها في حشد المواقف الدولية، لاسيما في أوساط عدد من الدول الأوروبية، لاحترام خيارات الشعب الفلسطيني ودعم تحقيق المصالحة وتشكيل حكومة من المستقلين وفق برنامج سياسي قادر على التعامل مع المجتمع الدولي بالالتزام بالقانون الدولي واحترام قرارات الأمم المتحدة، بعيدا عن شروط اللجنة الرباعية الدولية التي تشكل أحد أبرز العراقيل أمام بناء نظام سياسي فلسطيني موحد.
وجدد المسؤولون الأتراك خلال اللقاء التأكيد على استمرار بلادهم في إعطاء القضية الفلسطينية أولوية في السياسة التركية، ودعم الجهود المبذولة لتحقيق المصالحة، وإثارة هذا الموضوع، إضافة إلى رفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة، في التحركات الدبلوماسية التركية على مختلف المستويات، بما في ذلك اللقاءات مع الأطراف الأوروبية. كما وضع المسؤولون الأتراك وفد المجموعة في صورة التحرك التركي المصمم على نقل ملف حصار قطاع غزة إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، والجهود المبذولة لدراسة الجوانب القانونية لرفع ملف عدم شرعية فرض هذا الحصار إلى المحكمة الجنائية الدولية، فضلا عن استمرار تركيا في تقديم مختلف أشكال الدعم السياسي والاقتصادي للشعب الفلسطيني وقضيته.
وفي بروكسل، التقى وفد المجموعة، يوم الجمعة الماضي، عددا من المسؤولين في الاتحاد الأوروبي، ممن أشادوا باهتمام الوفد بطرح قضية المصالحة على الاتحاد الاوروبي من خلال لقاءات مباشرة، في أول مبادرة من نوعها. كما استمعوا إلى شرح من أعضاء الوفد حول أهمية المصالحة في إعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني على قاعدة تعددية المشاركة السياسية والديمقراطية وتداول السلطة واحترام الحريات العامة وحقوق الإنسان، وضرورة التزام المجتمع الدولي، لاسيما دول الاتحاد الأوروبي، باحترام الخيارات الديمقراطية للشعب الفلسطيني، وتشكيل حكومة مستقلين وفق اتفاق المصالحة تحضر لانتخابات حرة وديمقراطية، وكذلك إعادة بناء التمثيل الوطني في إطار منظمة التحرير، بعيدا عن الابتزاز الإسرائيلي وشروط اللجنة الرباعية والموقف الأميركي المنحاز لصالح مواقف الحكومة الإسرائيلية المتطرفة، سواء فيما يتعلق بقضية المصالحة، أو حق الشعب الفلسطيني في الخلاص من الاحتلال وإقامة دولته المستقلة على كافة الأراضي المحتلة منذ حرب حزيران 1967، فضلا عن ضرورة دعم المبادرة الدبلوماسية الفلسطينية في الأمم المتحدة انسجاما مع قيم التحرر والعدالة والديمقراطية التي تدعو إليها أوروبا، لاسيما في ظل تطورات الربيع العربي الذي ينشد تحقيق القيم ذاتها.
بدورهم، قدم المسؤولون الأوروبيون شرحا عن العوامل المؤثرة في صنع القرار على مستوى الاتحاد الاوروبي، خصوصا من حيث مواقف الدول الأوروبية الرئيسية، والحاجة للحفاظ على وحدة موقف الاتحاد، إضافة إلى مستوى تأثير موقف الولايات المتحدة واللجنة الرباعية فيما يتعلق بقضية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي والمصالحة الفلسطينية. واكدوا أنهم سينقلون المواقف والمطالب التي طرحها الوفد وما تضمنته وثيقة دعم مسار المصالحة إلى المستويات العليا في الاتحاد الأوروبي. كما شددوا على أهمية مواصلة المجموعة جهودها على مستوى الاتحاد الأوروبي، ومستويات التأثير في صنع القرار في عدد من البلدان الأوروبية، معربين عن الاستعداد لتقديم المساعدة على هذا الصعيد، بما في ذلك دراسة إمكانية ترتيب لقاءات لوفد المجموعة على مستوى البرلمان الأوروبي.
والتقى الوفد مسؤولين في وزارة الخارجية البلجيكية، ممن أشادوا بجهود المجموعة والآليات المقترحة في وثيقة دعم المصالحة، وقدموا شرحا عن الموقف البلجيكي الداعم لخيارات الفلسطينيين، والعوامل المؤثرة في السياسة الخارجية البلجيكية، لاسيما الحرص على وحدة موقف الاتحاد الأوروبي. وحثوا الوفد على متابعة تحركه على مستوى الاتحاد الأوروبي، والدول المؤثرة فيه، لاسيما ألمانيا.
يذكر أن مجموعة دعم وتطوير مسار المصالحة تستعد للشروع بالمرحلة الثانية من تحركها، بدءا بلقاءات مع قادة مختلف الفصائل الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة ولبنان، والمنظمات الأهلية والأطر الجماهيرية، ودراسة تحركها على المستويات العربية والإقليمية والدولية لحشد المزيد من الدعم لتحقيق المصالحة.
وضم وفد مجموعة دعم مسار المصالحة كلا من: إسماعيل الأشقر، أشرف جمعة، جميل مجدلاوي، سهيل الناطور، هاني المصري، خليل شاهين، وفاء عبد الرحمن، معين رباني.