الحماية الاجتماعية:مطلوب شراكة إعلامية وتعديل على سياسات الحكومة
نشر بتاريخ: 25/10/2011 ( آخر تحديث: 25/10/2011 الساعة: 13:30 )
رام الله معا- هل الإعلام شريك حقيقي وفعال في الشراكة الإستراتيجية لبرامج الحماية الاجتماعية؟ هل وزارة الشؤون الاجتماعية تتفاعل مع الأعلام بايجابية في ما يخص الحماية الاجتماعية؟ الحماية المجتمعية مسؤولية من؟ هذه الأسئلة وأخرى حاولت ورشة عمل عقدت بمدينة رام الله الإجابة عليها وحملت عنوان "قطاع الحماية الاجتماعية والشراكة الإعلامية".
وزيرة الشؤون الاجتماعية ماجدة المصري تعترف بان غياب الشراكة الإستراتيجية بين وسائل الإعلام وقطاع الحماية الاجتماعية، خلق خللا وثغرة كبيرة في ميدان الحماية الاجتماعية.
وفي مداخلة لها قالت "ان الجهد الهام المبذول في إطار وضع إستراتيجية قطاع الحماية الاجتماعية، والذي قادته الوزارة من موقعها كمنضم لهذا القطاع، بالشراكة مع المؤسسات الأخرى العاملة في هذا المجال الحكومية والأهلية والقطاع الخاص، والذي نتج عنها أجسام واطر ومرجعيات لخطط في إطار الحماية الاجتماعية، بات نهجا اعتمد في الحكومة".
كما دعت المصري وسائل الاعلام لشراكة فاعلة وقالت "من موقعكم اللصيق اليومي مع جميع فئات الاجتماعية، كسلطة رابعة، ليس للتغطية النشاطات هنا أو هناك، بل إلى الشراكة الفعلية في حماية الفئات الضعيفة والمهمشة، وهذا استحقاق علينا وعليكم".
كما أقرت المصري بأن "غياب هذا المستوى من الشراكة في إطار استراتيجي شكل خللا، بل وعكس ثغرة كبيرة في عملنا وفي عملكم ودوركم، فالإعلام شريك رئيسي ومهم في قطاع الحماية الاجتماعية"، مشيدة بجملة من التجارب والتفاعل مع العديد من وسائل الإعلام في هذا الجانب مشيرة لنجاعة التعاون واثره الايجابي على تلك الحالات والتجارب الناجحة.
المحلل الإعلامي والأكاديمي الدكتورمهند عبد الحميد أشار الى إن التحولات السياسية والاقتصادية والتكنولوجية أنتجت متغيرا إعلاميا ووظائف إعلامية جديدة، فالتعاظم المتسارع والمستمر في قدرة الإعلام والمعلومات والاتصالات على تجاوز الحدود السياسية، أدى إلى تقليص سيطرة وهيمنة الدولة، وأدى إلى تحقيق مشاركة أوسع لفئات وشرائح المجتمع في الممارسات الديمقراطية وعمليات اتخاذ القرار.
مدير مركز الإعلام الحكومي د.غسان الخطيب قدم من جانبه رؤية وتشخيص لحالة الدور الاعلامي وضرورته في الحماية الاجتماعية، مشيرا لضرورة التكامل في هذا الجنب.
مدير شبكة "معا" الإذاعية الزميل محمد اللحام قدم جملة من النماذج المهنية في الموضوع مسلطا الضوء على جوانب القصور وتعدد المفاهيم وفق المصالح التي قد تتناقض بين أصحاب العلاقة فيما يتعلق بمفهوم الحماية الاجتماعية.
واشار اللحام للمسؤولية الجماعية التي لا يجب ان تقتصر على الاعلام ووزارة الشؤون الاجتماعية منتقدا القطاع الخاص المغيب نفسه وكذلك سياسات الحكومات المتعاقبة التي لم تدفع القطاعات الاقتصادية لاخذ دورها في برامج الحماية والمسؤولية الاجتماعية في ظل نسبة فقر تصل 55% في المجتمع الفلسطيني ومؤكدا على استحسان دور الوزارة الحالي في تدعيم التشبيك والتواصل مع وسائل الاعلام ومقدما جملة من التوصيات في هذا الجانب.
المحرر الصحفي وعضو الامانة العامة لنقابة الصحفيين الزميل صالح مشارقة اشار في مداخلته لاهم العقبات التي تعترض طريق العمل الصحفي بخصوص الحماية الاجتماعية، مؤكدا على دور نقابة الصحفيين في دعم حالة الشراكة الاعلامية لما فيه مصلحة المجتمع ومؤكدا على ان علي الصحفي مسؤولية اخلاقية ومهنية وانسانية في هذا الجانب المهم والحساس.
مدير البرامج في تلفزيون فلسطين عماد الأصفر اشار إلى أن أبرز الإشكاليات التي تعيق هذه الشراكة تتمثل في تركيز المؤسسة الإعلامية على القضايا السياسية على حساب الشأن الاجتماعي، واعتبار المادة جافة ومكررة جرى تناولها مرارا وتكرارا في مناسبات عديدة، إضافة إلى غموض المعلومات أو تشعبها أو صعوبة ما يرافقها من إحصائيات ومصطلحات.
الاعلامية والاستاذة الجامعية ناهد ابو طعيمة التي ادارة الورشة المسائية اشادة بالزملاء المتحدثين واكدت على ضرورة الشراكة وفق اليات وقنوات ومضامين تعمل على الارتقاء بما يخدم هذا القطاع الذي وصفته بالمحتاج جدا لكافة الجهود في ظل الواقع الفلسطيني المعاش.