الإثنين: 30/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

كيف فازت سيدات فلسطين مع اليابان !

نشر بتاريخ: 26/10/2011 ( آخر تحديث: 26/10/2011 الساعة: 16:42 )
بقلم: محمد اللحام

تسونامي ياباني جرف شباك منتخبنا النسوي ب 23 هدفا في مباراتين على ملعب دورا (19) وعلى ملعب نابلس (4)

ولكنني لا اعتقد ان الأهداف الكبيرة من اللقاء هي تلك التي دخلت لشباك المرمى على المستطيل الأخضر بل اجزم أننا سجلنا أكثر من 23 هدفا رياضيا واجتماعيا وسياسيا وفنيا ووطنيا ومعنويا.. وهذا القول ليس من باب التبرير والتخفيف فكلنا نعشق الفوز ونكره الخسارة الا أننا نرتضيها أحيانا عندما يتحقق الهدف الأكبر .

نجح لقاء السيدات بفوز غالي لفلسطين فان يأتي الفريق الياباني إلى فلسطين هذا بحد ذاته هدفا ذهبيا في ظل دعوات محمومة ومرهونة بدفع مبالغ مالية بالملايين لليابان في سبيل إجراء مباراة واحدة من قبل بعض الدول ومنها دول عربية ونذكر تماما كيف كانت الفرق والمنتخبات تربط زيارتها ومبارياتها مع فرقنا ومنتخباتنا باللعب مع الفرق الإسرائيلية خوفا او محاباة او ضغطا ...وها قد نجحنا في الانفكاك من هذا الربط وسجلنا هدفا ثمينا جدا بذلك.

وما موضوع الأهداف على المستطيل الأخضر في مثل هذه اللقاءات سوى أمر مهم ولكنه ليس الأهم.

السعودية خسرت في كأس العالم وأمام كل العالم من ألمانيا بالثمانية والارسنال العظيم خسر قبل أسابيع من غريمه ومنافسه مانشستر يونايتد بالثمانية ليخسر اليونايتد بعد أيام من جاره وغريمه مانشستر سيتي بالستة. وماذا حصل ؟! لم ولن تنتهي الكرة من الدوران.

جميعا يعرف ما هي الظروف المحيطة بمنتخبنا النسوي وما سلوك البعض على هامش احتفالات نادي الكرمل /يطا (النادي الوحيد في الخليل الذي يمتلك فريقا نسويا كرويا في الدوري) الا دليلا على نبل وفخار هذه الظاهرة بالرغم من الفكر ألظلامي الذي يعشش في عقول وقلوب البعض الذي حاول إعاقة مباراتهم مع فريق نسوي سويدي ولا اختلاف هنا بين الأقلام الصفراء والعقول السوداء.

وعلى كل من يثق بقدرات أبناء وبنات شعبنا ان يدعم ويؤازر هذا المنتخب والأندية التي تدعم وتمارس هذه اللعبة التي تشكل متنفسا محترما لقدرات بناتنا وتبعث برسالة لكل العالم أننا شعب يستحق الحياة ولنا أحلام وحقوق كما كل العالم.

وعلى هامش زيارة المنتخب الياباني كان الوفد الإعلامي المؤازر بيننا ومن جديد تصل الوجوه الجميلة والصديقة ونعود لنجد الفرصة للتفاعل مع الأصدقاء الرائعين وفي مقدمتهم الزميل المجتهد جدا محمد قدري حسن الذي نتلمس في تقاريره (للام بي سي) الحالة الإنسانية الرياضية في فلسطين بينما يقف الصديق الرائع علي الصقر مدير القسم الرياضي في صحيفة المستقبل اللبنانية بكل اعتزاز على الأرض الفلسطينية دون ان يستطيع أحيانا من إخفاء دموعه على جملة المشاهدات او حتى لسماعه قصة فلسطينية وهو الشاعر الذي كتب القصائد الرائعة لفلسطين والثورة.

ومن بين الوجوه الإعلامية تبرز الدكتورة الهام بدر المبادرة دوما في الاصطفاف للحق الفلسطيني الوطني والرياضي وهي الناشطة على مستوى الإعلام العربي وليس القطري فحسب وتجدها مشغولة في رصد الأرقام والوقائع ومد الجسور وبناء العلاقات مع المؤسسات والشخصيات.

فنحن أصحاب قضية عادلة ولن نجد أفضل من هؤلاء الرياضيين والرياضيات والإعلاميين والإعلاميات ليكونوا بمثابة المحامي الذي يترافع في قضيتنا ويرفع من شأنها على خارطة العالم..فإلى متى سنبقى أصحاب اعدل قضية واضعف محامي!!.