لماذا تراجعت اسرائيل عن اطلاق سراح 81 اسيرا مصريا والاكتفاء بـ 25 ؟
نشر بتاريخ: 26/10/2011 ( آخر تحديث: 27/10/2011 الساعة: 07:08 )
شرم الشيخ - معا- انتهت صفقة الجاسوس الاسرائيلى جرابيل الى اطلاق مصر سراحه مقابل موافقة مصر على اطلاق اسرائيل سراح 25 مسجونا مصريا متضمنين ثلاثة اطفال مصريين علما بان المفاوضات بشان هذه الصفقة بدات بموافقة مبدئية من الجانبين المصرى والاسرائيلى باطلاق اسرائيل سراح 81 مسجونا مصريا وتبييض السجون الاسرائيلية من جميع المصريين وذلك مقابل اطلاق سراح مصر لجرابيل.
ونقل مراسلنا عن مصادر مقربة من الصفقة ان اسرائيل خلال التفاوض السري طالبت مصر باطلاق سراح الجاسوس الاسرائيلى عودة الترابين المسجون لدى مصر منذ عام 2000 وسبق ان طالب رئيس الوزراء الاسبق ايرييل شارون من الرئيس السابق مبارك الا ان مبارك اكد ان اطلاق سراح عودة
ترابين سيثير غضب الشارع المصرى حتى انتهزت اسرائيل الفرصة لاحياء التفاوض من جديد بشان اطلاق سراح الجاسوس الاسرائيلى عودة ترابين لانه الشخص الاهم بالنسبة لاسرائيل
كما استعرض التفاوض بين مصر واسرائيل عدة محاور اخرى تم التباحث فيها بين الجانبين وبوساطة امريكا تعد محاور هامة لمصر وتم استعراضها بشكل سري وتوصلت فيها الاطراف الثلاثة لحلول ربما ارضت الجانب المصرى الذى وافق على اطلاق سراح 25 مسجونا مصريا بدلا من 81.
واشارت مصادر امنية رفيعة المستوى بان مصر بعد الثورة فى حاجة ماسة وسريعة لادخال اعداد كبيرة من القوات الى سيناء للسيطرة والردع وتطهير سيناء من كافة الاجندات الداخلية والخارجية كما تسعى مصر للحصول على صفقة طائرات اف 16 من الولايات المتحدة الامريكية ولكن اسرائيل اوقفت الصفقة بذرائع ودواعى امنية.
كما استعرضت مطالب اخرى عديدة خلال التفاوض على صفقة التبادل واضافت المصادر بان الصفقة لم تجري بيسر وانما كانت شاقة وبتدخل ووساطة امريكا كشفت مصر عن كافة مطالبها كما قدمت اسرائيل عرضها المبدئى باطلاق سراح 81 مسجون مصريا مقابل اطلاق سراح عودة الترابين والان جرابيل .
يذكر بان الجاسوس الامريكى الاسرائيلى جرابيل لم يحظى باهتمام اسرائيلى كبير وانما كانت اسرائيل تضغط على مصر لاطلاق سراح عودة الترابين الذى يشكل قلقا لاسرائيل خاصة مع ضغوط والد عودة ترابين المستمرة على الحكومة الاسرائيلية لانها مسئولة عن عودته لاسرائيل مرة اخرى الا ان مصر رفضت اطلاق سراح عودة ترابين وهو ماقلص اعداد المصريين المفرج عنهم من 81 مسجونا مصريا الى 25 وهو مايؤكد المساومة التى وقعت فيها مصر مع اسرائيل وبضغوط امريكية .
ولكن حسب مصادر امنية مقربة من عملية التفاوض بان اسرائيل وامريكا وافقتا لمصر على مطالب اخرى من خلف الكواليس. وعقب تصديق مجلس الوزراء الاسرائيلى المصغر على صفقة التبادل تم وضع سيناريو ومكان التسليم والتبادل بمعبر طابا بجنوب سيناء فى الساعة العاشرة صباح غدا الخميس وبحضور امني واعلامي كبير
وسيحضر من الجانب المصري لتسلم المسجونين المصريين بشكل رسمى محافظي شمال وجنوب سيناء وقيادات من الامن القومي وسيتم نقل الجاسوس الامريكى الاسرائيلى من القاهرة عن طريق طائرة مروحية تهبط فى مطار النقب على بعد حوالي 20 كم من معبر طابا بجنوب سيناء وسيحضر مندوبين عن الصليب الاحمر الدولى لمتابعة عملية التبادل وسيصرح لاهالي المسجونين المصريين بالحضور واستقبال ابنائهم قبل ان يتم ترحيلهم فور وصولهم معبر طابا والى جهات التحقيق المختصة وهو امر روتينى يتبع حال تسلم مصر اية متسللين او مسجونين باسرائيل لاستكمال الاجراءات القانونية بالجانب المصرى والتى تنتهى غالبا بتسليم المسجونين الى ذويهم مع التوقيع على تعهدات قانونية بعدم تكرار الواقعة مرة اخرى
وعلى الجانب المصري دراسة الاسباب التى تدفع العديد من شباب ومواطني المنطقة الحدودية مع اسرائيل للتسلل او التهريب واتباع طرق غير شرعية للحصول على ارزاقهم بسبب غياب التنمية عن هذه المنطقة الخطيرة التى تشكل خطا احمرا وامن مصر القومى
وبخطوات متسارعة تحاول من خلالها الحكومة الاسرائيلية كسب رضا وتعاطف الحكومة المصرية والشعب المصرى بعد الثورة وتحديدا بعد الهجوم الشعبى المصرى على السفارة الاسرائيلية فى القاهرة حتى تحولت السياسة الاسرائيلية نحو ارضاء مصر بدءا بتقديم اعتذار رسمى اسرائيلى لمصر عن قتلها خمسة جنود مصريين على الحدود بسيناء بعد عملية ايلات ليعقبها اتمام صفقة شاليط والاسرى الفلسطينيين وهى الصفقة التى لعبت فيها وساطة مصر دورا بارزا على المستوى العربى والدولى لتواصل اسرائيل تفاوضها مع مصر لاطلاق سراح المسجونين المصريين لدى اسرائيل مقابل الجاسوس الان جرابيل وتنتهى الصفقة لصالح الجانبين المصرى والاسرائيلى .