غنيم والخندقجي يشاركان في ندوة عن الاستيطان ويتفقدان المناطق المستهدفة
نشر بتاريخ: 26/10/2011 ( آخر تحديث: 26/10/2011 الساعة: 18:08 )
قلقلية- معا- رعى العميد ربيح الخندقجي محافظ قلقيلية اليوم الاربعاء، ندوة سياسية عقدت في قاعة بلدية قلقيلية بعنوان "الحدود والاستيطان في ظل حل الدولتين"، شارك فيها وزير الدولة لشؤون الجدار والاستيطان ماهر غنيم، ومنسق صوتنا فلسطين سامر مخلوف، والدكتور نائل موسى من وزارة شؤون الجدار والاستيطان، واحمد عمير المنسق الإعلامي في صوتنا فلسطين.
وحضر الندوة رئيس لجنة بلدية قلقيلية سمير دوابشة، ونائب قائد منطقة قلقيلية المقدم غالب الصفدي، ومدراء الأجهزة الأمنية، وممثلي المؤسسات الرسمية والشعبية وحشدا من المواطنين، إضافة إلى وفد أمريكي مكون من أكاديميين وسياسيين وإعلاميين.
خلال الندوة رحب المحافظ بالوفد الضيف والحضور مستعرضا واقع المستوطنات والجدار وأثره على قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وتحقيق السلام ، مشيرا إلى أن العودة إلى المفاوضات في ظل الاستيطان وعدم وجود مرجعية واضحة لها وسقف زمني محدد هو ضرب من الجنون.
|152009|وأضاف المحافظ بان التسوية السياسية ليست كافية لصنع سلام وعلى من يريد السلام أن لا يتعامل بمنطق القوة الذي لا يستطيع أن يستمر ويفرض نفسه طويلا.
وقال المحافظ إن هذه الندوة تأتي في سياق تداعيات توجه القيادة الفلسطينية للأمم المتحدة بطلب العضوية في الأمم المتحدة والتي جاءت في سياق تعثر المفاوضات فيما يتعلق بالحل والوضع الدائم، مشيرا إلى أن عامل الزمن لم يكن حياديا على صعيد هذه المفاوضات حيث نشطت إسرائيل في إقامة المستوطنات ولم يبقى ما يتم التفاوض عليه، وحاول المجتمع الدولي أن يتعامل مع هذا الواقع بشكل غير واقعي حيث أعلنت أمريكا أنها ضد الاستيطان ولم تتخذ أية إجراء ضده.
وتطرق المحافظ إلى واقع الاستيطان في محافظة قلقيلية مشيرا إلى أن المحافظة تعاني بشكل مستمر من المستوطنات ومصادرة الأراضي والسيطرة على موارد المياه واعتداء المستوطنين بحماية جيش الاحتلال على المواطنين والمزارعين للعمل على ضرب الاقتصاد في المحافظة التي تعتمد في الأساس على الزراعة.
|152007|ومن ناحيته قال الوزير ماهر غنيم أننا قمنا كسلطة وطنية بتقديم ما يجب للوصول إلى حل الدولتين وقدمنا جميع التزاماتنا، لكن الجانب الإسرائيلي لم يفي بأي من التزاماته، واصفا الاستيطان بالاستعمار الذي يهدف إلى طرد الشعب الفلسطيني وإحلال المستوطنين مكانه لإقامة دولة يهودية وتقويض حل الدولتين.
وتطرق الوزير إلى فتوى لاهاي التي نصت على أن جدار الضم والتوسع العنصري غير قانوني وغير شرعي ويجب إزالته إضافة إلى جبر الضرر الذي وقع على الأراضي الفلسطينية جراء الجدار.
واستعرض غنيم سيطرة المستوطنين على أكثر من 85% من المياه حيث بلغت حصة المستوطنين خمسة أضعاف ما هو للفلسطيني ، مشيرا إلى أن المستوطنات تسيطر على المواقع الإستراتيجية ويعيش فيها أكثر من 530 ألف مستوطن.
وقال الوزير غنيم أن ممارسات واعتداءات الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه المتطرفين تتواصل بشكل غير مسبوق هذه الأيام وتستهدف البشر والحجر والشجر والأرض والثروات الطبيعية الباطنية والمياه وأيضا تستهدف البحر الميت الذي تحاول إسرائيل حتى السيطرة على عمقه ومحيطه من اجل إبعادنا عن الحدود والتواصل الجغرافي مع محيطنا العربي والخارجي وهذا يرمي من خلاله الاحتلال وأيضا من خلال مواصلته مصادرة والاستيلاء على المزيد من الأراضي الفلسطينية لبناء وتوسيع المستوطنات في القدس والضفة الغربية إلى تقويض حل الدولتين والحيلولة دون إقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران عام سبعة وستين.
وأشار غنيم إلى أن إعلان إسرائيل مؤخرا عن بناء آلاف الوحدات الاستيطانية يدل على أن حكومة نتنياهو غير آبهة بإحلال السلام في المنطقة , وأكد غنيم على دعم السلطة الفلسطينية والحكومة الفلسطينية للمواطنين في المناطق المستهدفة من جدار الضم والتوسع العنصري وذلك في إطار برنامج تعزيز الصمود من اجل تمكين المواطنين في أراضيهم لدحر كافة مخططات الاحتلال ومستوطنيه الهادفة للسيطرة على الأرض وثرواتها الطبيعية وطرد كل ما هو غير يهودي منها.
ودعا غنيم المواطنين إلى التعاون والتكاتف والتعاضد في موسم قطاف الزيتون المستهدف بشكل جلي من قبل المستوطنين الحاقدين , وذلك من اجل إنجاح هذا الموسم المبارك, وطالب الوزير غنيم المجتمع الدولي لوضع حد لاعتداءات وانتهاكات المستوطنين المتواصلة بحق شجرة الزيتون والمزارعين والمواطنين العزل الذين يتعرضون لسرقة محصولهم وحرق واقتلاع أشجار زيتونهم في صورة تعبر عن مدى الإفلاس الأخلاقي والإنساني لدى هؤلاء المستوطنين المتطرفين .
وقدم د . نائل موسى عرضا مفصلا عن واقع الضفة وغزة من ناحية المساحة وعدد السكان وطول الخط الأخضر ومساحة المنطقة الحرام في اللطرون والقدس ، ومساحة السطح المائي الفلسطيني ، وتصنيف الأراضي الفلسطينية حسب اتفاق اوسلو ، وقدم شرحا عن واقع المستوطنات في الضفة الغربية وتصنيفاتها وتوزيعها ، مشيرا إلى جدار الفصل العنصري وتغلغله و مساره وعزله لمساحات شاسعة والتعديلات التي أجريت عليه مبينا أن المناطق الشمالية هي الأكثر تضررا من الجدار ،وتطرق إلى الانتهاكات الإسرائيلية والتكامل بين الجيش الإسرائيلي والمستوطنين.
من جانبه قدم احمد عمير عرضا عن مسالة الحدود ، مشيرا إلى أن الحدود هي من أهم مقومات الدولة، مستعرضا الحروب التي قامت بها إسرائيل والمفاوضات التي جرت بين إسرائيل والدول العربية لترسيم الحدود لما عرف بالخط الأخضر ، مضيفا أن " م. ت . ف " قبلت أن يشكل هذا الخط الحدود بين الدولة الفلسطينية وإسرائيل استنادا إلى قرار 242.
وقدم سامر مخلوف شرحا عن مؤسسة صوتنا فلسطين وعن أهدافها داعيا الشباب إلى الانضمام إلى مؤسسة صوتنا فلسطين .
وكان الوفد والوزير قد استهل زيارته لمكتب محافظة قلقيلية، التقى خلالها المحافظ، وقدم المحافظ من خلاها شرحا مفصلا عن واقع محافظة قلقيلية وما تعانيه من إجراءات الاحتلال بفعل الجدار والاستيطان .
وقام المحافظ والوزير غنيم بزيارة تفقدي لبلدتي سنيريا وعزون عتمة، التقيا خلالها المجالس المحلية في التجمعين ومواطنين منها، استمعوا خلالها الى احتياجاتها من المشاريع، ومعاناتها بفعل جدار الفصل العنصري والاستيطان.