الإثنين: 23/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

شركة رويال مفهوم جديد للإبداع والتميز./ م.طارق ابو الفيلات

نشر بتاريخ: 27/10/2011 ( آخر تحديث: 27/10/2011 الساعة: 00:04 )
جائزة فلسطين الدولية للتميز والإبداع منحت هذا العام لشركة رويال الصناعية التجارية في الخليل وانا شخصيا أرى ان هذه الشركة الرائدة تستحق منا جميعا اسمي آيات التكريم واقوي عبارات الثناء والتشجيع لان هذه الشركة قد حققت من الانجازات وقدمت من الخدمات ما يعز نظيره ويقل مثيله ليس على مستوى فلسطين بل ربما على مستوى الشرق الأوسط.

انا شخصيا تبهرني هذه الشركة بكل ما فيهل وليس لي تحفظ إلا على اسمها غير العربي وكم كنت ولا زلت أتمنى ان تحمل اسما عربيا فلسطينيا خليليا بدل الاسم الأجنبي وأتمنى على إخواني اصحاب الشركة "الاج نبيل الزغير واخوانه "ان يفكروا جديا بإطلاق اسم عربي على شركتهم يحمل دلالات ورمزيات فلسطينية خليلية ليعلم العالم إننا نتحدث عن شركة فلسطينية تربض على سفح جبل شامخ من جبال قلعة الصناعة الفلسطينية مدينة الخليل.
ان دخول شركة رويال في التصفيات لهذه الجائزة قد سهل الأمر على الحكام فهذه الشركة إذا ما قدر لك ان تزورها سترى الإبداع والتميز يحيط بك ويغلف ناظريك ويلامس جفونك ويطرق باب وجدانك بمجرد ان تلج بابها العريض وبمجرد ان تطأ قدماك أرضها المميزة وما ان تبدأ جولتك حتى تتوالى المفاجآت وتتابع المبهرات فيزيغ عقلك وتهرب منك الكلمات ولا تملك إلا ان تردد عبارات الثناء والإعجاب والاندهاش والاستغراب من روعة المنتجات وتعدد وتشكل الصناعات ومن ضخامة الاستثمارات والاغرب والأعجب تنوع الاهتمامات.

هي شركة متخصصة بإنتاج البلاستيك بدأت بإنتاج أنابيب وبرابيج عادية واليوم تصنع مئات بل ألاف المنتجات البلاستيكية بأرقى وأحدث ما وصل إليه العالم من تقنيات وعدد والآلات فترى ما لا يخطر ببالك من أصناف المنتجات البلاستيكية.

ولكن ليس هذا الغريب العجيب في الموضوع بل الغريب ان ترى انهم يبحثون عن حاجات المجتمع المحلي ومشاكله فيبحثون عن الحلول ويقدمون البدائل بعيدا عن البلاستيك الذي هو خط الإنتاج الأساسي,فهم قد صنعوا مدافئ حطب بتقنية تسخين الماء وضخه في التدفئة المركزية نظرا لارتفاع أسعار السولار ويقدمون صوبات غاية في الروعة والإتقان ويعملون على تطوير نظام لحرق مخلفات الزيتون ,ولديهم في مكاتبهم مدفأة تعمل على هذا النظام كعرض حي للفكرة الرائعة وزيادة في التميز يجهزون نظام تكامل بين أشعة الشمس والتسخين على الحطب والغاز بحيث تستغل كل ما يتوفر لديك في نظام واحد.
الشركة حققت اكتفاء ذاتيا فلديها حلاق وخياط ووخباز وحداد ونجار وميكانيكي وكل ما قد يلزم حتى الخضار والفواكة تزرع في بيت بلاستيكي في ارض الشركة وفريق رياضي وكشافة ودائرة اعلامية واشياء ما خطر ببالي ان شركة صناعية تهتم بها وهذا هو التميز وتلك هي علامات الابداع وعناوين التفوق.
الكهرباء من الخلايا الشمسية هي ميدانهم الجديد توفيرا للطاقة وحفاظا على البيئة,والبيوت الجاهزة هي أخر ما تفتقت عنه ذهنيتهم المبدعة بيت مسبق البناء ذاتي الطاقة من خلايا شمسية يمكن نقله ووضعه في إي مكان وانأ شخصيا لا أزال منبهرا بهذا البيت منذ ان رايته انبهارا افقدني القدرة على التعليق.

هذا غيض من فيض انجازات هذه الشركة ولكن للإبداع وجوه أخرى تهمني أكثر من الإنتاج الصناعي المتميز فمن إبداع هذه الشركة أنها تشغل خمسماية عامل فلسطيني ويتجلى الإبداع ان عاملها ممنوع من التدخين واعلم إنهم انفقوا الكثير كحوافز لجعل كافة عمالهم لا يدخنون حتى في بيوتهم,
عمالهم من اسعد العمال وأوفرهم حظا فالمواصلات مؤمنه وكل حاجياتهم متوفرة من الشركة ابتداء من مطعم فاخر مجاني للعمال يقدم لهم أفضل الطعام يوميا ويأكل اصحاب الشركة مع عمالهم في نفس القاعة فهم إخوان لعمالهم.ويكفى ان تعلم ان شعار المطعم "خذ ما تريد لكن كل ما تأخذ" والمعنى عني عن الشرح.

لم نسمع كثيرا عن مثل هذا النموذج من الشركات التي تعنى بعمالها والتي تهتم بهم وترعى حقوقهم وتجعلهم يشعرون إنهم في بيوتهم.
هذا على صعيد العمال إما على صعيد المجتمع المحلي ففرقة الكشافة الخاصة بالشركة جاهزة لإحياء إي نشاط تحتاجه المدينة وصالة الاجتماعات الرائعة المجهزة بأفضل ما يلزم متاحة لكل أبناء المدينة لأي نشاط يخدم المجتمع وكم احتضنت هذه القاعة من نشاطات طبية وهندسية واجتماعية وثقافية بعيدة عن الصناعة قريبة من خدمة المجتمع فكانت حلقة وصل وتكامل بين الشركة ومجتمعها المحلي.

اما عن نشاطات الخير والعطاء فلن أخوض فيها حتى لا اغضب اصحاب الشركة لكني اشهد ان لهم إياد بيضاء كثيرة امتدت لمساعدة الكثيرين وجائزتهم يوم الجائزة.

لن أستطيع ان أوفي هذه الشركة حقها في مقال واحد لكنني أتمنى ان نجعلها مثالا يحتذي ونموذجا يقتدي به وليت كل شركاتنا تتلمس خطى شركة رويال فهم قد أحاطوا بكل معاني التميز وفتحوا كل أبواب الإبداع فاستحقوا جائزة التميز والإبداع ولا أظن أنها تفي بحقهم ولكن الجوائز عنوان تقدير يختصر عبارات كثيرة ويوصل معاني جليلة فهم لم يفوزا بالجائزة بل استحقوها.

م.طارق ابو الفيلات
رئيس اتحاد الصناعات الجلدية الفلسطينية