انطلاق أعمال المؤتمر الوطني التاسع للأطفال في جامعة النجاح
نشر بتاريخ: 27/10/2011 ( آخر تحديث: 27/10/2011 الساعة: 10:19 )
نابلس- معا- انطلقت في جامعة النجاح الوطنية أعمال المؤتمر الوطني التاسع للأطفال، والذي تعقده الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال –فرع فلسطين، وجامعة النجاح الوطنية.
وعقد المؤتمر في مدرج الشهيد ظافر المصري في الحرم الجامعي القديم، وحضر الجلسة الافتتاحية ماجدة المصري، وزيرة الشؤون الاجتماعية، والأستاذ الدكتور رامي حمد الله، رئيس الجامعة، وعنان الاتيرة، نائب محافظ نابلس، ورنده سنيوره، رئيس مجلس إدارة الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، ورفعت قسيس، مدير عام الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، وممثلين عن مجلس أطفال الحركة العالمية، وحشد من المهتمين والمدعوين ووسائل الإعلام.
وألقى أ.د. رامي حمد الله كلمة رحب فيها بالمشاركين في هذا المؤتمر مؤكدا ان جامعة النجاح الوطنية ترحب بعقد مثل هذه المؤتمرات فيها، وقال في كلمته: "إنّ دول العالم المتقدّم والمتحضّر تُركّز في استراتيجياتها وخطط تنميتها على توفير كل ما يلزم من شروط لضمان تربية الطفل التربية السليمة، لأن أطفال اليوم هم مواطنو الغد الذين سيحملون على عاتقهم تنفيذ برامج التنمية ويحققون رفعة الأمة وعزتها"، واضاف ان من واجب المجتمع بكل مؤسساته أن يوفر لهم حقوقهم في الرعاية والحماية، وأن يضع في رأس أولويات عمله التنموي تحقيق مصالحهم الفضلى كما نصت على ذلك الوثائق الدولية.
وقال رئيس الجامعة: "إن للأهل الدور الأهم في تنمية الطفل لأنهم الأقرب إليه يتابعون نموه يوماً بعد يوم وشهراً بعد شهر ويؤتي الاهتمام ثماره بقدر ما يتوفر من العلم والوعي لأسرة الطفل وما يتبع ذلك من ظروف اقتصادية واجتماعية لها العوامل المؤثرة على نمو الطفل وهنا يجب على الأسرة مراعاة كيفية الحديث والتعامل مع الطفل ومحاولة تنظيم وتنمية الاستعدادات الفردية والمواهب وإسماعه العبارات التشجيعية مع التأهيل العلمي والمعرفي في ممارسة الميول والرغبات والمواهب مثل توفير قصص الأطفال والمسارح وحضور المعارض وذلك من خلال التواصل مع مدرسة الطفل والهيئات التي تعنى بتربية الأطفال".
وأشار رئيس الجامعة الى ان الاهتمام بالأطفال ورعايتهم يحتل في فلسطين مكانة خاصة، لأن فلسطين أحوج ما تكون إلى أجيال قادمة سليمة قوية واعية من خلال تفعيل قوانين حماية الطفل والحرص على تربيته، من خلال توفير البرامج التي تسهم في تأهيل المعلم والمرشد والقانوني والوالدين تأهيلاً ينسجم مع حماية حقوق الطفل من ناحية، وينسجم مع التحديات التي يواجهها شعبنا في مسيرته النضالية نحو التحرر والاستقلال.
وختم أ.د. حمد الله كلمته بالتأكيد على ان مشاركة جامعة النجاح مع الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال في هذا المؤتمر المهم يأتي انطلاقاً من دورها في إعداد الكوادر القادرة على توفير التربية المنشودة من ناحية، ومن تحملها لمسؤولية المساهمة في عملية التنمية المستدامة الجارية في وطننا الغالي من ناحية أخرى.
الوزيرة المصري أكدت في كلمتها على ضرورة الاهتمام بقطاع الأطفال على المستوى الرسمي والشعبي على اعتبار ان الإحصائيات التي اصدرها جهاز الإحصاء الفلسطيني تشير الى ان 48% من المجتمع الفلسطيني هم من الاطفال، كما ركزت على ضرورة الاهتمام باحتياجات الطفولة واتخاذ التدابير الضرورية لحماية الأطفال.
كما تحدثت الوزيرة المصري عن دور وزارة الشؤون الاجتماعية في موضوع الحماية الاجتماعية التي تنص على حق المواطن بالحياة الكريمة، ودعت الى التشبيك بين كافة المؤسسات للاهتمام بالاطفال ورعايتهم. وسلطت الضوء على أهمية تطوير البيئة القانونية والتشريعية للطفل، ووضع الخطط والآليات اللازمة للإطلاع على الانتهاكات التي يتعرض لها الاطفال الفلسطينيين من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
عنان الاتيرة القت كلمة محافظة نابلس أكدت فيها ان هذا المؤتمر يتميز بما يتضمنه من دلالات هامة، من أبرزها المحاور التي تمثل جانب أساسي وهام في مضمون الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بعنوان إعلان حقوق الطفل في النظم الأساسية المتخصصة والمنظمات الدولية ذات العلاقة بحماية ورعاية الأطفال دون تمييز بسبب الجنس أو العرق أو الدين أو اللون أو الرأي السياسي أو الأصل القومي أو الاجتماعي أو الثروة والنسب.
واضافت الاتيرة ان ما تعرض له أطفال فلسطين وما زالوا بسبب سياسات الاحتلال الإسرائيلي التي تنتهك جميع الحقوق التي نص عليها الإعلان يؤكد التحدي السافر لدولة الاحتلال لجميع القرارت والأعراف الدولية، وتحرم الطفل الفلسطيني من أدنى الحقوق التي أقرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة والمنظمات الدولية.
اما رفعت عودة قسيس فأشار الى ان هذا المؤتمر يأتي في غمرة احتفالات الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال بعيد تأسيسها العشرين. ومنذ نشأة الحركة وهي تضع نصب عينيها وفي قمة أولوياتها كيفية النهوض بحقوق الأطفال وجعلها أولوية لكافة المؤسسات المعنية بالأطفال، وعلى رأسها مؤسسات السلطة الوطنية ووزاراتها ومؤسسات المجتمع المدني المختلفة.
واشار قسيس يأتي انعقاد هذا المؤتمر الهام، في واحدة من أعرق المؤسسات التعليمية والتربوية في الوطن، ليوثّق الخبرات المتنوعة من كافة المؤسسات المعنية في مجال الحماية والمناصرة وعلاقتهما بمصلحة الطفل الفضلى، وليقترح السياسات والاستراتيجيات للنهوض بهذا الواقع وتطويره.
واضاف قسيس انه رغم ان هناك الكثير من الإنجازات إ? أن هناك الكثير من العمل أمامنا ايضا، وعلى قمة أولوياتنا للمرحلة المقبلة وضع مصلحة الطفل الفضلى في رأس هرم اهتمامات السلطة والمؤسسات المعنية. فغياب منهج مبني على حقوق الطفل وغياب المرجعية المهنية الحقوقية المناسبة يعرّض حقوق الأطفال للخطر، وأضاف انه من حسن النية، تنقلب الأمور فتصبح الرغبة في حماية الطفل إلى نقيضها كما يفعل الإعلام أحياناً أثناء تغطيته لبعض أخبار الانتهاكات بحق الأطفال. فغياب تعريف موحّد لمعنى الحماية يجعل الأطفال في كثير من الأحيان ضحايا بدلاً من شملهم في الحماية.
وطالب قسيس بالعمل على توضيح المفاهيم والأساليب لتجنّب انقلاب فعل الحماية إلى نقيضه. فوجود شبكة لحماية الطفولة وغيرها من ا?ئتلافات الميدانية الأخرى مقدمة للتغيير المنشود، وتعبير عن فهم واعٍ ومنظم لضرورة تنسيق الجهود، والعمل سوياً ومع الأطفال أنفسهم نظراً لأن حماية الأطفال وتعزيز مشاركتهم هي أفضل ضمانة لبقائهم ونموهم السويين.
رندة سنيورة اشارت في كلمتها إلى انه وفي ظل الهجمة الشرسة التي تشن ضد الأطفال والانتهاكات التي يتعرضون لها من قبل جيش الاحتلال والمستوطنين، والظروف الصعبة التي يعيشونها، جاء عنوان المؤتمر ليؤكد الاهتمام بالحماية والمناصرة والمصالح الفضلى للأطفال في خطوة تهدف لدراسة ومناقشة واقع حقوق الطفل الفلسطيني والتعرف على أبرز تحديات ومعيقات حمايته ومناصرته، وكذلك مناقشة آليات الحماية المتوفرة في الواقع الفلسطيني، والمقاربات النظرية والعملية لاحترام حقوق الطفل.
وذكرت سنيورة ان الحركة تمكنت من إحداث تطوّرات وتغيّرات جذرية في مختلف مجالات عملها، واستطاعت اتخاذ العديد من القرارات ا?ستراتيجية التي حققت لها النجاح، ولعل من أهم هذه القرارات، هو امتداد عمل الحركة ليشمل كافة أرجاء الوطن وعلى الأخص إلى قطاع غزة، وكذلك تنوّع وتناغم برامج المؤسسة لتشمل المساهمة في بناء مجتمع فلسطيني مبني على سيادة القانون واحترام حقوق الإنسان، ومنها حقوق الأطفال من جهة، والعمل على فضح السياسات الاحتلالية وانتهاكاتها المستمرة لحقوق الأطفال الفلسطينيين، وأعمال المناصرة والضغط على المستوى الدولي، وأشارت سنيورة ان الحركة حققت نجاحاً ملحوظاً على الصعيد الدولي.
وفي كلمة مجلس اطفال الحركة العالمية القت الطفلة رزان أمين كلمة تحدثت فيها عن الانتهاكات التي يتعرض لها الاطفال في فلسطين، وذكرت ان السنوات العشر الماضية شهدت الأراضي الفلسطينية كثيراً من الخروقات المتعلقة بحقوق الإنسان بشكل عام، وبحقوق الطفل بشكل خاص، على الرغم من أن الأطفال هم الأجدر بالحماية من قبل المجتمعات البشرية، وأن الخروقات الصارخة لحقوق الطفل رافقت وصاحبت الاحتلال والأعمال الحربية التي مارسها. واهابت أمين بالمؤتمرين أن يخرجوا بنتائج وتوصيات مفيدة على صعيد الحماية والمناصرة كون الأطفال خلال الفترة القادمة سيساهمون في حملات مجتمعية هدفها التوعية والمناصرة لحقوقهم.
واشتمل المؤتمر على ثلاث جلسات تحدثت في مجملها عن عدالة الأطفال وقضاء الأحداث في المؤسسة الحكومية، وحماية الأطفال في النزاعات المسلحة، ورصد حالة حقوق الطفل، وقد شارك في جلسات المؤتمر نخبة من الباحثين القانونيين وغيرهم من العديد من المؤسسات المختلفة في الوطن.
وقد شارك في المؤتمر فرقة كورال التربية والتعليم التابعة لمدرسة الفاطمية في مدينة نابلس حيث قدمت الفرقة مقطوعات غنائية وتراثية، كما جرى تكريم المؤسسات الشريكة في المؤتمر.