السبت: 21/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

تقرير اخباري - زيارة رايس للمنطقة نتائج مخيبة للآمال

نشر بتاريخ: 24/07/2005 ( آخر تحديث: 24/07/2005 الساعة: 14:32 )
معا - تقرير اخباري - مما لا شك فيه أن زيارة وزيرة الخارجية الاميركية كونداليزا رايس تأتي في خضم الاستعدادات الجارية على قدم وساق لعملية الانسحاب المزمع تنفيذها من غزة وشمال الضفة الغربية.
رايس التي اجتمعت مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ارئيل شارون ووزير خارجيته سلفان شالوم قبل ان تتوجه الى لبنان عادت واجتمعت بالرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس وزرائه أحمد قريع, كررت العبارات العامة ذاتها التي عادة ما يتسم بها الخطاب الدبلوماسي الأميركي دون الزام النفس بشيء محدد, فالعبارات عامة وتقبل تفسيرات عديدة, وذات مفاهيم فضفاضة.
رايس قالت انه لا بد من الانتقال الى الخطوة التالية مباشرة بعد الانتهاء من تنفيذ الانسحاب من قطاع غزة والمستوطنات " او ما يشبه المستوطنات" الأربعة المعزولة في شمال الضفة الغربية, وقالت انه لا بد من العودة الى خارطة الطريق بعد اتمام العملية, الا انها أقرنت وربطت تلك العودة او هذا الانتقال الى خارطة الطريق بتنفيذ السلطة تعهداتها والمتعلقة بمطالبة السلطة الفلسطينية فيما يتعلق بمحاربة "الارهاب" وهذه بحد ذاتها قد تكون نقطة خلافية ربما يستغرق الاتفاق عليها سنوات عديدة, خاصة اذا لم تتوافر النوايا الحسنة"( وهي في اعتقادنا غير متوفرة خاصة بعد تصريحات شارون الاخيرة خلال زيارته لمستوطنة ارئيل )" فإذا ما انطلقت رصاصة واحدة من الجانب الفلسطيني قد يفسر ذلك على انه ارهاب وبالتالي تتوقف العجلة عن الدوران ونعود الى المربع الاول, حتى ولو كانت تلك الاطلاقة مفتعلة ومدبرة من المخابرات الاسرائيلية او أحد عملائها . عدا عن أن هذا الاشتراط هو اشتراط اسرائيلي بالدرجة الأولى أكثر منه مطلب أميريكي.

السلطة الفلسطينية المهيضة الجناح, رحبت وكما هو متوقع بزيارة السيدة رايس, وعندما طرحت الوزيرة مبادرتها بعقد مؤتمر عربي موسع مع السلطة واسرائيل وبمشاركة او لربما اشراف أميريكي, وهذه وحسب ما هو متداول ليس فكرة اميريكية بقدر ما هي اسرائيلية وتحديدا احدى صناعات وزارة الخارجية الاسرائيلية, تلقفتها السيدة رايس وتبنتها كفكرة لها, ولا شك انها سوف تبادر الى الترويج لها, ولا بد للعرب من الاستجابة, وهذه في الحقيقة ليس سوى جزء من الثمن الذي لا بد من دفعه لاسرائيل مقابل اية خطوة قد تخطوها وقد تبدو الى الامام "تمت اعادة السفراء العرب الى اسرائيل قبل عدة اشهر, مقابل ماذا؟".
علماً ان قرار الانسحاب الاسرائيلي هو قرار اسرائيلي صرف, وتمت الموافقة والمصادقة عليه من قبل الحكومة والكنيست, واسرائيل اتخذته لانها تشعر انه يحقق مصالحها, واسرائيل بكل الاحوال كانت ستنسحب من غزة سواء حضرت السيدة رايس ام لم تحضر.

عندما طرحت السيدة رايس فكرة المؤتمر الموسع, لم تجد السلطة ما تقوله او تعترض عليه, وكل ما صدر عن المسؤولين الفلسطينيين هو محاولة للاستيضاح فيما اذا كان المؤتمر سياسي, ام اقتصادي, اي ان اقصى طموح للسلطة هو ان تكون في صورة ما يحدث, ان يتم اطلاعها على الاقل بماهية المؤتمر وربما توقيته لكي يكونوا جاهزين للمشاركة به .

رايس التي لم تطرح شيئاً جديداً على الفلسطينيين اكدت في اكثر من مرة خلال الزيارة من ان قرار شارون شجاع وجريء ووصفته بانه القرار الاكثر اهمية الذي يمكن لرئيس وزراء اسرائيلي ان يتخذه, ولم تقل انه من اكثر القرارات أهمية, وكأنها تريد الايحاء او القول ان اتخاذ قرار اخر مستقبلاً في نفس الاتجاه غير ممكن او قد يكون اكثر صعوبة, وهي كذلك لم تحاول ان تطرح, ما هو المطلوب اسرائيلياً؟ وماذا على الدولة العبرية ان تفعل؟ ما المطلوب من اسرائيل القيام به؟ لم تحاول ان تقول بما ان على الفلسطينيين القيام بكذا, فإن على الاسرائيليين القيام بكذا, كانت طوال الوقت تؤكد, وتعيد التأكيد لمرات عديدة, وبشكل قد يكون لافتاً للنظر ان على الفلسطينيين ان يطبقوا البند الأول, والمتعلق بمحاربة الارهاب كما اشرنا.

السياسة الاسرائيلية الحالية والتي تقوم على العودة الى الاغتيالات والتدمير والضم والجدار وتهويد القدس وتفريغها من سكانها وتصريحات شارون في ارئيل وقبل ارئيل وربما بعد ارئيل, لم تحاول رايس ان تغمز اليها ولو بكلمة واحدة .
السيدة الاولى في الدبلوماسية الاميركية, اتت الى المنطقة, وكما يعتقد المراقبون, لتأمين انسحاب اسرائيلي آمن, انسحاب لا يحدث " تحت النار" ولا يبدو وكما الهروب, انسحاب يتم بضمانة اميركية, وتعهد فلسطيني بعدم التشويش وملاحقة الجيش الاسرائيلي الخارج من غزة, علماً ان الجانب الفلسطيني اوضح وعلى لسان اكثر من مسؤول فلسطيني وعلى رأسهم السيد محمود عباس ان السلطة لا تمتلك الحد الأدنى من المعلومات حول الانسحاب الاسرائيلي, وبرغم هذا فاننا لاحظنا ان الرسميين الفلسطينيين, حاولوا الايحاء بأن الامور ايجابية, وان الوضع مريح, وكثير الثناء على زيارة السيدة رايس, وبما يكون الوحيد والاستثناء الذي قد تحدّث بصراحة, الوزير محمد دحلان عندما قال ,ان رايس لم تعط اية اجابات شافية او ضمانات للفلسطينيين.