الجمعة: 11/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

فلسطينيو الجزائر بالحج.. غياب قسري لعشرات السنين وشوق للمصالحة

نشر بتاريخ: 27/10/2011 ( آخر تحديث: 27/10/2011 الساعة: 20:36 )
مكة المكرمة- موفد معا- امنيتهم العودة لفلسطين وتوحيد شطري الوطن... اغلبهم من المتقاعدين والطاعنين بالسن وشاركوا بالثورة الفلسطينية في مراحلها المختلفة منذ العام 1970 وعددهم لم يتجاوز 19 حاجا وحاجة... هذا هو حال البعثة الفلسطينية بالجزائر للحج هذا العام حيث مقر اقامتهم في مكة المكرمة.

موفد "معا" الحاج زهير الشاعر، التقى عددا منهم وكان من ابرزهم الحاج صبري يوسف ذياب الذي قاسى مرارة الابعاد عن اهله في قطاع غزة مدة 41 عاما على التوالي أي منذ العام 1970.

|152136|ذياب بدا عليه ومن اول حديثه العتاب على السلطة وحركة فتح وبدأ يروي لنا حكاية الخروج من قطاع غزة عندما ذهب للدراسة في الاردن وبعدها الى دمشق ثم الجزائر حاله كحال العشرات من الفلسطينيين الذي وجدوا في الخروج من الاراضي الفلسطينية ملاذا من الملاحقة الاسرائيلية.

الحاج ذياب درس الحقوق في جامعة دمشق وعمل استاذا للادب في المعاهد والمدارس الثانوية للجزائر قال انه لم يستطع التواصل مع اهله مدة 30 عاما قبل ان يحالفه الحظ في العام 2002 بلقاء اخوين استطاعا الوصول الى مكان اقامته لمرة واحدة ليعود للانقطاع مرة اخرى عن اهله واخوانه الستة في غزة ودول اوروبا.

ذياب التحق بحركة فتح عام 69 وناضل سياسيا وعسكريا وهو الان متقاعد لا يملك شيئا سوى ايمانه بعدالة قضيته، طورد من الاسرائيليين وهو طالب ثانوي باعتبار ان الطلبة الفلسطينيين في السبعينات كانوا مسلحين ويعملون في منظمات سرية، لينتقل بعدها الى العمل العسكري في الاردن ومشاركته في احداث ايلول الاسود ليستلم بعدها معسكر تدريب في سوريا عام 1971 معسكر "301" قبل ان يتم قصفه ويصاب بشظايا ثم الى الجزائر عام 73 ليشكل تنظيما فاعلا.|152134|

ويقول ذياب وبنبرة صوت غلب عليها مرارة العيش وقهر الابعاد "انا لا ابحث عن نياشين انا فقط مع تحرير فلسطين وقيام دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، امنيتي العودة لقطاع غزة وان يلتم شملي مع عائلتي"، حيث بدا متفاعلا في حديثه ويسرد القصص تلو القصص حول مشاركته العسكرية وحضوره التنظيمي.

وتابع "انتظرت طويلا عام 94 ان يخبروني بالعودة مع العسكريين الى قطاع غزة الا ان امالي بدت تتلاشى يوما بعد يوم".

وخلال حديثنا المطول صب ذياب جل اهتمامه وكلامه على ضرورة المصالحة الفلسطينية، كما دعا الى ما وصفه "تنقية حركة فتح" وتصحيح وضعها الداخلي وعودة اللاجئين والفصل مابين السلطات" وهي برأيه مطالب مشروعة لجميع الفلسطينيين اينما وجدوا.

كما اكد ذياب ان مطالب الجالية الفلسطينية في الجزائر تتمثل في شقين الاول سياسيا من خلال تفعيل العمل السياسي لدى السفارة وترسيخ العلاقات مع الاحزاب والسلطة في الجزائر والثاني هو حماية الحقوق للجالية الفلسطينية هناك من خلال وثيقة رسمية تلتزم فيها الجزائر بمطالبهم وحق ابنهائهم بالعمل وحق السكن وحق الاقامة.

نموذج آخر من البعثة الجزائرية الا انه كان اكثر تفاؤلا تمثل في الحاجة سميحة السعدونية اخصائية نفسية اصلها من خان يونس وتحمل الجنسية الفلسطينية متزوجة منذ 21عاما في الجزائر.

|152131|سميحة كانت اكثر تفاؤلا واوحت لنا ان الجزائريين شعب طيب وهو يحترم الفلسطينيين بشكل كبير حتى انه يوفر لهم ما يقارب 450 منحة دراسية مجانية بالاضافة الى سكن للطلاب مجاني ومواصلات مجانية.

واكدت السعدونية ان الفلسطينيين لهم الحق في العمل بالجزائر وان وضعهم ممتاز باعتبار ان الجزائر بلد مضياف.

وفي سؤالنا حول الدور النسوي الفلسطيني في الجزائر، قالت السعدونية انه فاعل بشكل كبير في السفارة الفلسطينية وفي تنظيم المهرجانات والندوات والاحتفالات واستقبال الفرق الفنية الفلسطينية.

وحول كيفية قبولهم لاداء مناسك الحج، قالت ان الاختيار يتم من خلال تقديم طلبات للسفارة الفلسطينية في الجزائر والتي تقوم بدورها بنقلها الى السفارة السعودية حيث ان الاختيار لا يتم بالقرعة كما هو معروف مع باقي الفلسطينيين في الاراضي الفلسطينية، الا ان رسوم الحج وصفت بالباهضة وفوق استطاعتهم حيث يتجاوز الالف دولار تذاكر للطائرة وتقريبا مايقارب 1572 دولار للسكن والاقامة في السعودية.

كما اكدت على دور السفير الفلسطينية ابو علي عبد الخالق في توفير جميع الاحتياجات لابناء الجالية الفلسطينية الذين لاي تجاوز عددهم تقريبا 1000 فلسطيني، وقالت ان نموذجه اتضح من خلال قيامه بوداع الحجاج على سلم الطائرة ووعدهم باستقبالهم على سلم الطائرة تكريما لهم.

وطالب الفلسطينيين بالتوحد ونبذ الخلاف وانهاء الانقسام ولم الشمل لاقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس.

يذكر ان وكالة "معا" وكما يقول افراد البعثة الجزئرية الذين احاطوا بنا وسط فرحة تغمرهم لاجتماعهم باحباء فلسطينيين كما وصفوا هي مصدر رئيسي لاخبارهم وانهم يتابعون احداث فلسطين من خلالها بشكل متواصل ويومي.

وفيما يلي بعض الصور من موفدنا في السعودية لتفقد وزير الاوقاف محمود الهباش للجالية الفلسطينة ومساكنهم
|152130||152129||152128||152127||152126||152125||152124|