الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

نتنياهو وباراك يخططان لضرب ايران بمفردهما

نشر بتاريخ: 28/10/2011 ( آخر تحديث: 28/10/2011 الساعة: 18:11 )
بيت لحم- معا- هل اصبح الملف النووي الايراني ورقة انتخابية اسرائيلية؟ هل باتت الحرب على ايران موضوعا محصورا بين مكتبي نتنياهو وباراك ؟ هل يغامر نتنياهو وباراك في حرب اقليمية خلافا للرأي الحكومة والاجهزة الامنية ؟ اسئلة كثيرة تناولتها الصحف الاسرائيلية مرارا وتكرارا ارتفعت وتيرتها بعد زيارتين قام بهما وزير الدفاع الامريكي الى تل ابيب خلال فترة قصيرة نسبيا تناولتا الملف الايراني اضافة لزيارة وزير الجيش الاسرائيلي اهود باراك الى الولايات المتحدة لنفس الغاية .

اليوم" الجمعه " وفي مقاله الاسبوعي المنشور في يديعوت احرونوت الناطقة بالعبرية طرح الكاتب والمحلل الاسرائيلي المعروف بصلاته القريبة من مصادر القرار الامني الاسرائيلي " ناحوم بارنيع" سؤالا واضحا مشككا بنوايا الثنائي نتنياهو – باراك ويتهمها ضمنا بالتخطيط للحرب على ايران حتى دون معرفة الحكومة مجتمعه وبعيدا عن الاجهزة الامنية " هل اتفق نتنياهو وباراك على شن الحرب دون استشارة اجهزة الامن او حتى وزراء الحكومة ؟".

سؤالا يشغل بال قادة الامن الاسرائيلي ويقلق الكثير من رؤساء الحكومات حول العالم الذين لا يفهمون ماذا يحدث خاصة في ظل تواتر الاشاعات حول نية اسرائيل المبيته حول ضرب ايران ما قد يغير الوضع في منطقة الشرق الاوسط وربما مستقبل ومصير الدولة العبرية لاجيال قادمة وفي المقابل فان موضوع ضرب ايران والهجوم عليها هو الموضوع الذي لا يتطرق له أحدا في اسرائيل " كتب بارنيع في مستهل مقالته.

واضاف " يمكن وضع وتصنيف وجهات النظر الامنية والسياسية الاسرائيلية في عدة اطر وسياقات فهناك من يشكك في جدوى عملية عسكرية ضد ايران كونها ستكون عملية محدودة مقابل اخطار ومخاطرات جنونية لأن ردة الفعل الإيرانية ستكون قصف إسرائيل بالصواريخ من إيران ولبنان وغزة وستؤدي الى حربا في المنطقة قد تسفر عن تدمير اسرائيل مقتنعين بضرورة الاعتماد على العقوبات الدولية والانتظار لان حصول ايران على السلاح النووي لن يكون نهاية العالم حسب وجهة نظرهم.

وهناك رأي اخر يدعو الى عدم العجلة خاصة وان ايران بحاجة الى سنتين على الاقل للحصول على قنبلتها النووية وبالتالي يجب ترك الموضوع للرئيس الامريكي القادم ليقوم بمهمة وقف المشروع النووي الايراني.

ويتفق رأي قادة الامن الحاليين مع من سلفهم في هذا المنصب والقاضي بعد قصف ايران لكن حداثة وجودهم في مناصبهم الامنية الحالية تحد من امكانية تأثيرهم كما كان حال مائير دغان رئيس الموساد السابق الذي عارض بشدة ضرب ايران وفرض موقفه تقريبا من خلال تحذيرات علنية لنتنياهو وباراك ولم تورع قادة امنيون اخرين من التعبير عن مواقف مماثلة علنا .

ولكن الرأي النهائي والحاسم يبقى لمن اسماه بارنيع بالتوأم السيامي " نتنياهو- باراك" اللذان يدفعان الامور باتجاه عملية عسكرية ضد ايران خاصة وان نتنياهو صاحب نظرية التهويل المفرط والتي تصف احمد نجاد بهتلر الذي ستسبب بكارثة تشبه الكارثة النازية اذا لم يتم ايقافه .

وخلص بارنيع الى القول " كل من يتناول الموضوع يصف نتنياهو بانه يعاني من هاجس العظمة والحلم بالتحول الى تشرشل اسرائيل وايران الوحيدة القادرة على منحه هذه الفرصة ورغم ان باراك لا يستخدم عبارات نتنياهو تجاه ايران ونجاد لكنه يدفع الى عملية عسكرية لقناعته بامكانية نجاح اسرائيل كما فعلت في اماكن اخرى ".

" في القول الذي يتحدث فيه العالم عن تباطؤ المشروع النووي الايراني وتعثر خطواته يزداد الحديث عن عملية عسكرية اسرائيلية خاصة من قرب حلول فصل الشتاء الذي قد يعيق مثل هذه العملية" اختتم بارنيع مقالته في اشارة واضحة الى امكانية حدوث مثل هذه العملية في حال حسمت اسرائيل امرها قبل الشتاء .