الأمن القومي: إسرائيل في وضع صعب على كل الجبهات
نشر بتاريخ: 28/10/2011 ( آخر تحديث: 28/10/2011 الساعة: 19:55 )
بيت لحم- معا- القى الربيع العربي ولا زال بظلاله على مفاهيم "الامن" الاسرائيلي واستراتيجياته الامنية والعسكرية بفقدان ركائز مهمة في نظرية "الامن الاسرائيلية" التي قامت لسنوات طويلة على وجود حلفاء إقليميين على درجة عالية من الاهمية الاستراتيجية مثل تركيا ومصر، اضافة الى الاوضاع غير المستقرة في سوريا الدولة صاحبة المطالبة التاريخية بهضبة الجولان.
ويستعد معهد "الامن القومي الاسرائيلي" لنشر تقريره المتعلق بالتقديرات الاستراتيجية السنوية الاسبوع القادم الذي وصفته صحيفة "يديعوت احرونوت" الناطقة بالعبرية التي نشرت ملخصا له في ملحقها الاسبوعي الصادر اليوم الجمعة، بالاكثر اخفاقا وتشاؤما منذ تأسيس المعهد عام 1983.
واشار التقرير وفقا لملخص "يديعوت احرونوت" الى ما اسماه بـ "التدهور الاضافي" الحاد في وضع اسرائيل الاستراتيجي.
ووضع التقرير اصبعه على ثلاثة عوامل هامة وحاسمة ستؤدي في حال تضافرها الى حالة من الفراغ الخطير في المنطقة والاقليم هي: الربيع العربي، انهيار عملية السلام، الضعف الكبير الذي اصاب مكانة وقوة تأثير الولايات المتحدة الامريكية متوقعا كارثة لاسرائيل في حال تشابكت هذه العوامل، منتقدا حكومة اسرائيل لغياب إستراتيجية محددة ومفهوم استراتيجي يقوم على تهدئة بؤر التوتر التي فاقمت التحديات التي تواجهها الدولة العبرية وذلك مقابل تصعيد دبلوماسي فلسطيني يحظى بتأييد ودعم كبيرين ويزيد من عزلة وانعزال اسرائيل وتواصل حملة نزع الشرعية التي تؤدي الى اضعاف الدور السياسي الاسرائيلي والحد من حرية العمل الميداني المتوفرة للجيش الاسرائيلي.
وجاء في التقرير "ان الضعف الذي اعترى الولايات المتحدة والعلاقات المتوترة القائمة بين ادارة اوباما وحكومة نتنياهو افقدت اسرائيل مكونا هاما من مكونات قوتها الردعية ما سمح لاطراف اخرى محاولة لعب دورا في الشرق الاوسط لا يخدم مصالح اسرائيل وكل هذا يجري ويتم على ارضية عدم التقدم في جهود وقف المشروع النووي الايراني".
وفيما يتعلق العالم العربي والاوضاع العربية قال التقرير "إن العرب سينشغلون خلال السنوات القادمة بأنفسهم ومشاكلهم الخاصة ولن يتفرغوا لاسرائيل".
ورغم هذه الخلاصة حذر التقرير منان اسرائيل قد تجد نفسها عنوانا للغضب العربي في حال تصاعدت الاوضاع في قطاع غزة، وتفجرت اعمال عنف في الضفة الغربية ما يعني ان اسرائيل تعاني وضعا صعبا وعلى كافة الجبهات.
وفي سياق متصل، دعا المحلل العسكري والامني لصحيفة "يديعوت احرونوت" العبري روني بن يشاي اسرائيل لدراسة خطواتها بكل حذر وجدية خاصة فيما يتعلق بالتعامل مع السلطة الفلسطينية اذا ارادت ان تعبر مرحلة عدم الاستقرار الخطرة التي نتجت عن فعاليات الربيع العربي.
"نتيجة عملية واحدة يمكن التوصل اليها وهي انه يتوجب على اسرائيل دراسة خطواتها بعناية وحذر خاصة دراسة ردود افعالها على كل عملية "ارهابية" سواء قدمت من سيناء او غزة او لبنان مع ضرورة الحفاظ على قوة الردع التي منحت اسرائيل فترة طويلة من الهدوء ووفرت عليها الكثير من الخسائر الاقتصادية لذا يجب علينا ان نعرف بالضبط متى علينا العمل بانضباط وتوازن حتى لا نشعل الشارع الاسلامي الذي يعيش حالة من الغليان ومعرفة متى واين لا يوجد لنا خيارا سوى العمل بكل حسم وقوة لاحباط خطرا كبيرا قد يتبلور او اخذ بالتبلور ضدنا"، كتب بن يشاي.
واضاف "هناك نتيجة ثانية يجب استخلاصها والعمل بموجبها لضمان عبور اسرائيل الربيع العربي بهدوء هي، ضرورة الحفاظ على استقرار السلطة الفلسطينية بقيادة ابو مازن قائلا: صحيح ان ابو مازن خصما سياسيا قاسيا ورافضا منتظما للمفاوضات لكن البديل اسوأ".