الأحد: 22/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

التصعيد المتدحرج في غزة... هل اقتربت ساعة الحسم؟

نشر بتاريخ: 30/10/2011 ( آخر تحديث: 31/10/2011 الساعة: 17:10 )
بيت لحم- معا - يبدو التصعيد الحالي الذي يشهده قطاع غزة كغيره من حالات التصعيد السابقة، لكنها ومع كل هذا تحمل في ثناياها بعض الفروقات والتغييرات الجوهرية ما يستوجب على اسرائيل دراستها بعمق شديد قبل اتخاذ قرار حول ماهية وطريقة عملها ورد فعلها.

بماذا يختلف اطلاق الصواريخ هذه المرة؟ سؤال طرحه الجنرال احتياط "يسرائيل زيف" الذي شغل منصب رئيس قسم العمليات في الأركان الإسرائيلية 2004-2006 محاولا الإجابة عليه في مقالة تحليلية نشرها اليوم الاحد في صحيفة معاريف الناطقة بالعبرية.

وقال زيف إن الفرق الاول يتمثل في مدى الصواريخ وكثافتها اللذين شكلا تآكلا كبيرا في "قواعد اللعبة" ويتسببان في انخفاض زاحف ومستمر في قوة الردع الاسرائيلية، اضافة للقدرة على تشويش نمط الحياة وسط اسرائيل بعد فترة قصيرة من الصفقة التي أعادت غلعاد شاليط، يشير هذا الى الثقة في النفس الآخذة في التعاظم داخل القطاع وبالتالي الاستعداد لسحب الحبل وتحريك الحدود الى مناطق جديدة.

إضافة الى ذلك الأنباء التي تتحدث عن امتلاك حماس لصواريخ جديدة يمكنها التأثير على منطقة غوش دان، والشيء الاخير والمهم الذي تغير هو فقدان حماس لشهادة التأمين التي كان يمثلها شاليط المحتجز في غزة، حيث لم تعد هذه الشهادة موجودة وبالتالي يمكن لاسرائيل استهداف قادتها الذين امتنعت عن استهدافهم طيلة السنوات الخمس الماضية.

وأضاف زيف سؤلا آخر، "ما الشيء الذي لم يتغير في موجة التصعيد الحالية؟"، وقال مجيبا: "الاستراتيجية الأساسية التي تتبعها حماس والمنظمات الأخرى والمتمثلة بالاستمرار في طريقة السحق "أي توسيع دائرة الاسرائيليين المشمولين بنطاق التهديد الصاروخي ومن ثم القاء المسؤولية على منظمات ثانوية في القطاع ما يشبه التكتيك الذي اتبعه ياسر عرفات والمتمثل بازعاج اسرائيل دون تردد مع التنصل من المسؤولية المباشرة وهذه الطريقة مستندة الى قراءة خارطة الضعف السياسي الذي يعتري الحكومة الاسرائيلية التي تعمل على إطفاء الحرائق بدلا من معالجة أسبابها".

يمكن القول بأن هذا التصعيد سيجعل الاستمرار بسياسة الامتصاص والرد المحدود وكسب الوقت استعدادا للجولة القادمة أمرا صعبا خاصة وأن البركان المتجمع في قطاع غزة يستند الى مخزون كبير من الاسلحة بانواعها، ويمنح حماس وضعا استراتيجيا افضل بكثير خاصة في ظل حالة عدم الاستقرار التي يعيشها الإقليم لاعتقاد حماس وقناعتها بان اسرائيل لن تخاطر في هذه المرحلة بعملية واسعة النطاق ضد قطاع غزة، إضافة الى عزلة اسرائيل الدولية الآخذة بالازدياد والتي باتت تشكل عاملا اضافيا لجرأة حماس التي ترجمت صفقة شاليط كأشارة للنصر وعلامة على خضوع اسرائيل إضافة الى منح حكومتها في غزة شرعية غير مسبوقة.

وخلص الجنرال زيف الى القول "لم يعد أمام الجيش والحكومة الإسرائيلية مجالا واسعا للمناورة مثل الامتناع عن عملية عميقة وواسعة في القطاع واستمرار اسرائيل بالتعاون في لعبة القواعد الجديدة التي تمليها التنظيمات الفلسطينية من خلال إلقاء المسؤولية على منظمات هامشية واذا استمرت هذه السياسة فستكون إضفاء نوع من الشرعية على هامش المناورة التي تقودها حماس.

"وأخيرا يبقى السؤال هل نقف أمام جولة جديدة أم انعطافة تلزمنا بمعالجة جديدة تصل الى الجذور؟ واذا لم يكن الحسم الآن فانه سيكون قريبا ومن الافضل ان يكون قبل ساعة من الان". بهذا اختتم الجنرال زيف مقالته.