الـ يُـــــــــــو نِس كُــــــــــــو !!
نشر بتاريخ: 01/11/2011 ( آخر تحديث: 19/04/2012 الساعة: 14:34 )
كتب ابراهيم ملحم - هي فرحة غامرة تتراقص فيها على ألسنتنا حروف المنظمة الاثيرة الى قلوبنا حارسةَ التربية والثقافة والعلوم،فرحةٌ لا تضارعها سوى تلك التي غمرت قلوبنا و"شدت حيلنا" وأنعشت أرواحنا المتعطشة للحرية في أرفع منتدى اممي،عندما أطلق صاحب رواية الحق صرخة مدوية لامست تصفيق الامم ودموعهم،حتى ظلت تومض قي عيونهم، طيلة الدقائق الاربعين التي استغرقها خطاب النصر التاريخي .
عندئذ قلنا ان للخطاب ما بعده وأن المعركة الدبلوماسية وان بدأت في شوارع نيويورك، لكنها لن تنتهي هناك بل ستمتد الى كل الشوارع في عواصم الدول الاعضاء لمراكمة الانجاز بانجازات تشبهه ومن جنسه عندما تحصد فلسطين ثمار نصرها اعترافا دوليا وحضورا طافحا في جميع المنظمات والمحافل الدولية المتحررة من سيف الفيتو المشهر امام حضورها الكامل في أرفع منتدى اممي.
اعتراف اليونسكو بفلسطين يحمل الكثير من المعاني والدلالات ان لجهة اكتشاف مكامن القوة لدى شعبنا وهو يخوض واحدةً من أكثر معاركه مصيرية وما يعنيه ذلك من حماية لموروثنا الثقافي المستباح بغطرسة القوة،أو لجهة انحياز الامم لصوت الضمير بعد أن تبين لها الرشد من الغي ،غيٌ تجاوز المدى بعد أن بلغ حدا غير معقول من التنكر للحقوق والاستخفاف بالاعراف والقوانين جاءت ترجمته لحظات بعد التصويت على لسان مندوب اسرائيل في المنظمة الدولية عندما قال " ان اليونسكو تدعم العلوم لا الخيال العلمي" !
جولة التصويت الاخيرة في ساحة التربية والعلوم والثقافة والتي سادتها أجواء من التوتر والاثارة ،كانت بمثابة مناورة بالذخيرة الحية، لاكتشاف مكامن القوة والضعف في الموقف الدولي ،عندما تأذنُ ساعة التصويت المحاصر بالفيتو الامريكي، في مجلس الامن والذي لم تتوقف فيه الدبلوماسية الامريكية والاسرائيلية عن اقتفاء أثر الدبلوماسيين الفلسطينيين،وهم يستحثون الضمير الاممي،في عواصم الدول الاعضاء للاستجابة لصوت الحق والعدل والحرية امام دعاة الظلم والاستبداد والعتمة .
اذن تصويت اليونسكو وهو يكشف عن انحسار قوى الظلام والاستبداد التي لم يتجاوز عددها اصابع اليدين ،فانه يفتح شهيتنا ومعنا كل احرار العالم لمواصلة الطريق لمراكمة المزيد من الانجازات من ذات العيار ،لتضييق الخناق وفرض المزيد العزلة والارتباك، على المحتلين ومن يحميهم من قوى تتماهى معهم في بطشهم وظلمهم وعتمتهم .