الثلاثاء: 01/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

وزارة التربية تعقد ملتقى الإشراف التربوي الأول لمديريات الشمال

نشر بتاريخ: 02/11/2011 ( آخر تحديث: 02/11/2011 الساعة: 11:29 )
رام الله- معا- عقدت وزارة التربية والتعليم العالي وبالتعاون مع الجامعة العربية الأمريكية، ملتقى الإشراف التربوي الأول لمديريات التربية في جنين، وقباطية، وطوباس، وذلك بهدف مناقشة التوجهات الحديثة في الإشراف التربوي، والتحديات في هذا المجال، إضافة إلى نشر ثقافة الإشراف التربوي في المؤسسات التربوية ذات العلاقة.

وقبل افتتاح الملتقى استقبل رئيس الجامعة الدكتور عدلي صالح وفد وزارة التربية والتعليم العالي المشارك في الملتقى، والذي ضم الوكيل المساعد لشؤون التخطيط والتطوير الدكتور بصري صالح، والمدير العام للإشراف والتأهيل التربوي الأستاذ ثروت زيد، ومدراء التربية والتعليم في مديريات جنين وقباطية وطوباس.

وخلال اللقاء، رحب رئيس الجامعة الدكتور صالح بالوفد الضيف، وأكد استعداد الجامعة لوضع كافة إمكانياتها لمساعدة وزارة التربية والتعليم العالي في خدمة العملية التعليمية بشكل عام والعملية التربوية بشكل خاص، كما أشار إلى أن عمل الجامعة مكمل لعمل الوزارة من خلال النهوض بواقع التعليم في فلسطين، وتخريج أفواج على قدر عالي من العلم والثقافة لأخذ دورها الفاعل في بناء مؤسسات الدولة الفلسطينية القادمة.

وبدوره شكر الوكيل المساعد الدكتور بصري صالح، الجامعة العربية الأمريكية على احتضانها لملتقى الإشراف التربوي الأول لمديريات الشمال، وأشاد بالتطور والنماء الذي تشهده الجامعة، وبمساهمتها في تحقيق أهداف وزارة التربية والتعليم العالي.

وخلال اللقاء تم مناقشة عدد من القضايا التي تعنى بالعملية التعليمية في فلسطين بشكل عام، والقضايا التي تخص مديريات التربية والتعليم في جنين وقباطية وطوباس بشكل خاص.

وتلا ذلك، افتتاح ملتقى الإشراف التربوي، والذي حضره الدكتور بصري صالح الوكيل المساعد لشؤون التخطيط والتطوير في وزارة التربية والتعليم العالي، والدكتور خالد خنفر نائب رئيس الجامعة لشؤون التخطيط والتطوير، والأستاذ ثروت زيد مدير عام الإشراف والتأهيل التربوي في وزارة التربية والتعليم العالي، والدكتورة ريما دراغمة مديرة التربية والتعليم في مديرية قباطية، وسلام الطاهر مديرة التربية والتعليم في مديرية جنين، ومحمد زكارنة مدير التربية والتعليم في مديرية طوباس، وفتحي اعمور مدير العلاقات الدولية والعامة في الجامعة، إضافة إلى عدد من مديري المدارس والمعلمين، وممثلين عن الجامعات، والمشرفين التربويين في مديريات جنين وطوباس وقباطية.

وقد أدار عرافة الملتقى، عمر عبد الرحمن رئيس قسم العلاقات العامة في مديرية قباطية، وافتتحه الدكتور خالد خنفر بكلمة رحب فيها بالحضور، وأكد أهمية هذا الملتقى، واصفا المشرفين التربويين بأنهم صمام الأمان، والناصح الأمين للطلبة والموجه الهام في مسيرة التخطيط والتقييم والتنفيذ، كما أشار إلى أهمية الشراكة القائمة بين الوزارة والجامعات لان كل منهما لديه مخرجات ومدخلات، وأكد كذلك على أن المسؤولية كبيرة أمام المشرفين في حمل الرسالة والمضي قدما نحو تحقيق أهداف العملية التربوية، وان الجامعة تدعم هذه الخطوات وتتمنى النجاح في هذه المسيرة.

وفي كلمتها قالت الدكتورة دراغمة:"أن هذا الملتقى جاء بهدف مناقشة الرؤى والتصورات حول الإشراف التربوي كونه من العوامل الهامة والمؤثرة في مجمل العملية التربوية، وأضافت أن هناك قناعة بنجاح هذا اللقاء لان المشاركين يتميزون بالبحث والتجربة ويؤمنون بالتطور ويمتلكون من الأدب التربوي الكم الكبير ما يؤهلهم لصياغة قناعات ايجابية فاعلة وقادرة على الأخذ بيد المعلم كي يعمل بطريقة إبداعية تدهش الطالب وتولد لدية فضول التعلم.

وقال الدكتور صالح: "أن المطلوب اليوم هو عظيم، وهو خلق نماذج من الشراكة والتفاعل من اجل تسديد الخطى، وإحداث التطور في العملية التربوية، ومواجهة التحديات، والتي لا يمكن أن يقوم بها فرد بذاته سواء كان مشرفا أو معلما أو طالبا أو مدرسة، وإنما بحاجة إلى إيجاد شراكة تربوية لها جذور عميقة، وان ننصت بحكمة إلى صوت العقل لان التعليم هو الاستثمار الحقيقي في مجتمعنا".

وأكد أن عقد هذا الملتقى اليوم له معاني كثيرة كونه جاء بعد حصول فلسطين على العضوية الكاملة في منظمة اليونسكو، مشيرا إلى أن هذا يعني انه تصويت على أن الشعب الفلسطيني بعلمائه ومثقفيه ومفكريه ومعلميه مشرفيه استطاع أن ينتصر، وان يضع بصماته في هذا المجال، وان يقنع العالم اجمع بقدرته وأحقيته في العضوية الكاملة في هذه المنظمة والتي يتركز جل عملها على التعليم والتربية، وأشار كذلك إلى أن هذا التصويت يعني أن السلطة الوطنية الفلسطينية استطاعت أن تقنع العالم بأننا نستحق هذه المكانة المتميزة بين الدول، وان ترسل برسالة مفادها أن هنا في فلسطين مؤسسات دولة قواعدها راسخة على هذه الأرض، وعملية تطويرها مستمرة باستمرار هذا الشعب ومسيرته الوطنية.

وأضاف الدكتور صالح، أن العضوية الكاملة في اليونسكو تحملنا مسؤوليات كبيرة في مواصلة النجاح لأن شعبنا يملك حضارة، وتاريخ، وأدب، وقيم، وعلم، وتربية، وبالتالي يجب أن نكون عند ثقة العالم بنا، مشيرا إلى أن رؤية الوزارة هي بناء مستقبل تعليمي أفضل لأبنائنا، وان هناك دراسات من اجل نقل عملية التمحور من حول المعلم إلى التمحور حول الطالب، من خلال التحديث الدائم للمناهج، وطرق وأساليب التدريس، والتقييم، واستخدام الوسائل التكنولوجية في العملية التربوية، كما بين كذلك أهمية تعزيز آليات وطرق التقييم والمتابعة المستمرة من خلال متابعة الحقائق على الأرض.

وأشار أيضا إلى أهمية مهننة التعليم في رفع مستوى المعلم وبراز مكانته، مؤكدا أن وزارة التربية والتعليم العالي بصدد العمل مستقبلا من اجل تحقيق سلم وظيفي جديد وخاص بالمعلمين من شأنه أن ينعكس إيجابا على المعلم والعملية التعليمية بمجملها.

وفي كلمته تحدث الأستاذ زيد، عن مراحل تطور الإشراف التربوي على مر العصور، وتجارب والولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا في هذا المجال، ومراحل تطور الإشراف التربوي في فلسطين على وجه الخصوص، وأشار إلى أسس الإشراف التربوي والمتمثل في بناء الثقة، والتأمل ومحاسبة الذات، والتمكين، مؤكدا انه بدون هذه الأسس لن يكون هناك إشراف تربوي حقيقي يعكس مدى قدرتنا كفلسطينيين على المضي قدما في مجال التعليم والعملية التربوية، والتميز في هذا المجال، ومنافسة الآخرين.

وأوضح الأستاذ زيد، أن التوجهات الجديدة في الإشراف التربوي تتضمن التحول من فكرة ضبط الصف إلى المسؤولية عن هذا الصف، والتحول من التعليم إلى التعلم، ومن فنية التعليم إلى الاستقصاء والبحث، ومن الإدارة إلى القيادة، ومن المعرفة السطحية إلى العميقة، ومن العزلة أو الحيادية إلى الجماعة، مؤكدا أن من يتفاخر بأنه ملم بكل شي حتى في مجال تخصصه هو المعيق الأكبر للتطور ولتحقيق الرؤية المستقبلية في الإشراف التربوي.

وأكد أن هناك إستراتيجية لتأهيل المعلمين، واحتياجات كبيرة من اجل تحقيق هذه الإستراتيجية وتحديات تتمثل في الجوانب الفنية، واللوجستية، والتطبيق وآليات التنفيذ، والاتجاهات والقيم والمعتقدات، والنظام، والسياسات، وأشار كذلك إلى أن هناك رؤية مستقبلية لدى الوزارة بان يقيم المشرف التربوي في مجموعة من المدارس لمدة سنة بعد أن كان لمدة أسبوع.

وبعد انتهاء الافتتاح تم تقسيم المشرفين التربويين المشاركين في الملتقى إلى أربعة مجموعات، وبدورها كل مجموعة ناقشت موضوعات تتعلق بالإشراف التربوي المقيم من خلال بحث آليات العمل وتشكيل العناقيد، ومنسق النوعية في العنقود ودوره ومهامه، ولجان المباحث وآلياتها وخطتها ومحاورها، وإشراف الإقران وأساليبه وآلياته، كذلك تم فرز مجموعة تتعلق بالإشراف التربوي - المتابعة الشاملة، للبحث في آليات العمل، والنماذج المستخدمة، والتحديات، والتوصيات، وبعد ذلك قامت كل مجموعة بعرض ورقة توصيات على الوكيل المساعد لشؤون التخطيط والتطوير في الوزارة، والمدير العام للإشراف والتأهيل التربوي.