الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

اقرار عدد من التوصيات المتعلقة بالتمويل والمساعدات الخارجية

نشر بتاريخ: 03/11/2011 ( آخر تحديث: 03/11/2011 الساعة: 10:17 )
رام الله - معا- اوصت ورشة العمل التشاورية التي نظمتها شبكة المنظمات الاهلية بضرورة وقف الابتزاز السياسي للشعب الفلسطيني عن طريق المشاريع واموال الدعم التي تقدمها العديد من الدول والتي وصلت الى طلب مقايضة الحقوق الوطنية بهذه المساعدات في الاونة الاخيرة.

كما اوصت بضرورة احترام دور المؤسسات الاهلية والعمل على وقف التمويل المباشر الذي يتخطى دور المؤسسات المحلية، وكذلك العمل على تكامل العمل على كافة المستويات الرسمية والاهلية والقطاع الخاص على اساس الشراكة لدعم صمود الناس في مواجهة التحديات الراهنة، فيما اشارت توصية اخرى الى عدم امكانية تحقيق التنمية في ظل الاحتلال، وان الاولوية يجب ان تكون لدعم قضية التحرر الوطني وخلق استراتيجية عمل تقوم على اساس انهاء الاحتلال اولا، وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه في تقرير المصير.

وكانت الورشة افتتحت بقاعة فندق بست ايسترن بالبيرة صباح اليوم بكلمة ترحيبية لسماح درويش المديرة التنفذية لشبكة المنظمات الاهلية التي اكدت فيها على التزامن بين الورشة والتطورات السياسية الراهنة لاسيما العدوان الاسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني، وفي نفس الوقت قرارات وتهديدات بوقف المساعدات والعائدات الضريبة، وشددت على اهمية تكاتف الجميع لمواجهة التحديات بموقف موحد يعيد الاعتبارللقضية الوطنية لشعبنا على كافة الساحات الاقليمية والدولية.

وقسمت الورشة الى جلستين تحدث في الجزء الاول منها عصام عاروري عضو اللجنة التنسيقية لشبكة المنظمات الذي افرد مساحة واسعة للحديث عن المخاطر الناجمة عن ثقافة التمويل المشروط والمساعدات التي تصورها بعض الدول كمنح ومشاريع تستهدف قيم الشعب الفلسطيني وتوظف في اطر وبرامج تتعارض مع قيم الشعب الفلسطيني.

واشار عاروري الى دور شبكة المنظمات الاهلية في رسم السياسات التي تساهم في خلق بيئة تمهد الطريق للوصول الى مشهد فلسطيني ضمن سعيها لتقوية بنيان المجتمع الفلسطيني، واكد ان هذه الورشة تاتي تحضيرا للمؤتمر الدولي المقرر عقده في كوريا الجنوبية اواخر العام الجاري، وتنبع اهمية عقده انه يؤسس لمعايير جديدة من الشراكة بين مختلف لمؤسسات للذهاب برؤية واحدة تنظم العلاقة الداخلية من جهة وتساهم في كسب احترام المؤسسات الدولية من جهة اخرى.

من جهته اشار الباحث اياد الرياحي في ورقته الى اريعة مراحل للتمويل وهي ما قبل اوسلو ثم في سنوات اوسلو ثم خلال الاجتياح الاسرائيلي للمدن الفلسطينية وحصار الرئيس عرفات، ثم بعد الانتخابات التشريعية الاخيرة في العام 2006 وهي مراحل لكل منها دلالات سياسية في استخدام الاموال المقدمة للشعب الفسلطيني.

واعتبر الريحاي ان اتفاق اوسلو ساهم ربما نسبيا في حل المشكلة المالية لمنظمة التحرير، ولكنه في نفس الوقت فرض حصارا خانقا على الشعب الفسطيني تمثل في منع الايدي العاملة من الوصول الى داخل الاخضر، وجرى استبدال العمال بالمهاجرين الروس وغيرهم الامر الذي رفع معدلات البطالة ونسبة الفقر في الاراضي الفلسطينية، فتارة تم تدمير مقومات الاقتصاد والبنية التحتية بالدبابات وتارة بالحرب الناعمة كما وصفها والمتمثلة بالدعوات والاشتراطات لتحقيق الاصلاحات ، وتبني الدميقراطية وغيرها من مصطلحات الشفافية الاخرى.

فيما قدم الباحث عزت زيدان ورقة تطرق فيها الى عدد من القضايا ذات العلاقة بالقطاعات المختلقة للمؤسسات الاهلية وتضارب الارقام المعطاة احيانا بين المؤسسات الحكومية والاهلية وتلك التي يقدمها البنك الدولي في تقاريره والمؤسسات المانحة الاخرى الامر الذي يدل على ان معايير التنمية بالنسبة لهذه المؤسسات تختلف في كثير من الاحيان مع الموجود على ارض الواقع .

ودعا زيدان الى ايجاد اليات واضحة يتم الذهاب فيها الى مؤتمر بوسان في كوريا الجنوبية برؤية تنموية واضحة وموحدة ودعم مقومات اقتصاد فلسطيني بعيدا عن الالحاق والتبعية.

فيما اشار محسن ابو رمضان من اللجنة التنسيقية للشبكة في قطاع غزة الى الدور السلبي الذي لعبه التمويل المشروط في استمرار الحصار على القطاع، والذي اوصل نسب الفقر والبطالة الى نسب تعتبر من اعلى النسب في العالم، واصبحت اموال الدعم تشترط تنازلات سياسية في قضايا تمس القيم المجتمعية للشعب الفلسطيني وتراثة الحضارية والوطني والانساني.

وقدمت خلال الورشة التي تتواصل يوم غد (الخميس ) بحضور عدد من المؤسسات المانحة والممولين الدوليين العديد من المداخلات لممثلي المؤسسات الاهلية التي ركزت على ضرورة خلق ثقافة مقاومة وصمود للناس فوق الارض الفلسطينية في وجه الاستيطان والجدار العنصري، ومحاربة ورفض الشروط التي تنتقص من الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني.

كما دعت المداخلات الى استثمار الاجواء السياسية الحالية بعد الذهاب الى الامم المتحدة، والفوز بعضوية اليونسكو للدفع باتجاه تصليب الموقف على المستويات الاهلية والرسمية وعلى كافة المستويات.

وكان منجد ابو جيش وحنين زيدان توليا ادارة الجلسات خلال الورشة.